| الاولــى
* صنعاء الجزيرة
من المقرر أن تستأنف اليوم الأحد في صنعاء جلسات المحاكمة في قضية مذبحة كلية الطب بعد توقف دام أكثر من شهر.
ويأتي استئناف المحاكمة وسط حالة من الترقب الذي يسود أوساط الشارع اليمني لما يمكن ان تحمله جلسة اليوم من جديد في القضية التي أصبح من المؤكد ان شبكة واسعة تقف وراءها وتضم بعض الشخصيات النافذة اجتماعياً في اليمن وشخصيات من جنسيات أخرى عربية وأجنبية، وان كان محمد ادم عمر اسحاق هو الشخص الوحيد الماثل امام المحكمة حتى الآن، حيث لم يقدم بعد الى المحاكمة أي من الاشخاص المتورطين الى جانبه في الجرائم التي لا يستبعد أن يزيد عدد ضحاياها عن خمسين ضحية من الجنسين، كون عمليات البحث والتحري التي تقوم بها الاجهزة المعنية لم تكتمل بعد نظراً لتشعب القضية وتعقيداتها,, والى جانب بقية الاطراف ينتظر الشارع اليمني كذلك نتائج التحاليل والفحوصات المخبرية التي تقرر اجراؤها في المانيا الاتحادية للعظام والاشلاء البشرية التي وجدت داخل مشرحة كلية طب جامعة صنعاء، والتي يفترض ان يقدم التقرير الخاص بها الى المحكمة في جلسة اليوم.
مصادر مطلعة في صنعاء كشفت ان محاولات كثيرة تبذل من قبل بعض الجهات بهدف التأثير على سير القضية والحيلولة دون كشف حقائقها وملابساتها التي تؤكد المصادر بانها مفزعة وخطيرة,, وتتمثل تلك المحاولات في التغطية على العدد الفعلي للضحايا وحصره على ضحيتين فقط، وذلك من خلال السعي لدى بعض المستشفيات لايجاد مخرج لذلك الكم الهائل من الجثث والاشلاء البشرية الموجودة داخل المشرحة المذكورة باستخراج وثائق تحدد ان لهذه الجثث مصادر خلافا لما هو حاصل في الاصل,, وفي المقابل هناك تصميم على ما يبدو من جانب فرق التحقيق في القضية التي يقودها ويشرف عليها مباشرة وزير الداخلية اللواء الركن حسين محمد عرب على الوصول الى كافة الحقائق وكشف الملابسات التي تحيط بالقضية,, حيث انه وكما تفيد المصادر ثمة توجيهات عليا وحرص على ضرورة كشف الحقائق المجردة وتقديم كل من يثبت تورطه في تلك الجرائم الى المحاكمة.
وفي ذات السياق اوضحت مصادر مطلعة ل الجزيرة ان طالبتين فلسطينيتين شقيقتين لا يستبعد ان تكونا من ضمن الضحايا احدهما تدعى اميرة محمد مشيرة الى ان الطالبتين المذكورتين كانتا تدرسان في كلية الطب بجامعة صنعاء وقد اختفت الاولى في عام 1994م تقريبا وعثر على بقايا جثتها داخل المشرحة، فيما اختفت الثانية في عام 1996م وهي في المستوى الدراسي الثالث بعدما عرفت حقيقة مصير شقيقتها,, وكشفت مصادر صحفية ان الطالبتين الفلسطينيتين كانتا ايضا على علاقة قبل اختفائهما بنجل احدى الشخصيات البارزة في الساحة اليمنية,, ولم توضح طبيعة هذه العلاقة كما لم تحدد من هي تلك الشخصية البارزة.
واكدت مصادر لالجزيرة ايضا ان جميع جرائم القتل حدثت خارج المشرحة وان القضية ترتبط بشبكة واسعة وكبيرة من جنسيات مختلفة من بينهم عناصر نسائية تعمل ضمن الشبكة سواء في الدعارة وتجارة الاعضاء البشرية او في التزوير بمختلف انواعه وكذلك التجارة باشياء اخرى محرمة لم تحددها.
منوهة بان هناك مراكز خاصة تستخدم في اجراء العمليات الجراحية الخاصة بنقل الاعضاء البشرية لم يتم الكشف عنها حتى الان اضافة الى بيوت الدعارة التي يقوم افراد الشبكة بجلب النساء من طالبات الجامعات وغيرهن اليها والذي يتم في اغلب الاحيان عن طريق القوة الخطف .
واضافت المصادر ان الشبكة جندت مجموعة من العناصر النسائية للعمل معها وتسهيل عملية استقطاب او استدراج الضحايا.
وقالت ان النفوذ الكبير الذي يتمتع به بعض المتورطين في القضية وما ينفقونه من اموال طائلة لغرض التأثير على سير التحقيقات قد ادى إلى تأخر الوصول للنتائج التي من شأنها ان تكشف ملابسات القضية.
لكن تلك المصادر اكدت ان اشياء مهمة ومفاجآت جديدة سوف يتم الكشف عنها في غضون الاسبوعين القادمين واشارت الى ان بعض محتويات الحقائب الخاصة بمحمد ادم والتي اعيدت من السودان بعد ان كان قد قام بشحنها من صنعاء استعدادا للسفر قد اختفت او جرى استبدالها عند اعادتها,, موضحة بان اشرطة الفيديو التي سلمت الى المحكمة ليست هي التي كانت ضمن محتويات تلك الحقائب,, والمحت الى ان الاشرطة الاصلية لربما كان محمد ادم قد سجل عليها ادلة براءته خلافا لما جاء في اقواله في محاضرة التحقيقات وهي الاقوال التي امليت عليه كما تفيد العديد من المصادر ,, وذكرت بانه من المرجح ان محمد ادم عمر اسحاق كان يضع الكاميرا في احدى زوايا المشرحة كلما وصلته جثة من جثث الضحايا وذلك لتسجيل وتصوير الاشخاص الذين يوصلون اليه الجثث من دون ان يشعروا بذلك، نظرا لانه كان يدرك خطورة المسألة ولعل ما يعزز ذلك هو ان وزير الداخلية السوداني في اعقاب اكتشاف الجريمة كان قد اكد في تصريحات صحفية بان اشرطة الفيديو التي سلمت الى السلطات اليمنية تحتوي على اشياء تساعد على كشف الجريمة لكن الذي حدث هو ان اختفت تلك الاشرطة قبل خروجها من مطار صنعاء واستبدلت باشرطة تحوي افلاما كرتونية وغيرها.
وقالت المصادر ان دور من اطلق عليه سفاح صنعاء محمد ادم كان يتمثل بالتخلص من الجثث الى جانب ما كان يقوم به من استدراج الطالبات والعمل كوسيط قواد لصالح الشبكة.
وفيما يتعلق بتجارة الاعضاء البشرية كشفت بان ابرز الاشياء التي كان يتم المتاجرة بها هي القرنيات والكلى ,, وذكرت بان من ضمن الضحايا ذكورا احداث تتراوح اعمارهم ما بين 10 و15 عاما,, وقدرت عدد الضحايا الاحداث بما لا يقل عن ستة اشخاص.
|
|
|
|
|