| متابعة
* واشنطن بقلم بيتر سيسلر د, ب, أ:
تتمثل الدراما المتبقية في حملة الرئاسة الامريكية في ملف يحظى بالحماية الشديدة كتبه وارين كريستوفر وزير الخارجية الامريكي الاسبق.
والملف موجود فيه قائمة من الاسماء يتعين على نائب الرئيس آل جور ان يبحث عن آل جور لنفسه.
ويجب ان يتذكر نائب الرئيس انه كان اختيارا طيبا كنائب للرئيس بيل كلينتون حينما كان يخوض سباق الانتخابات للرئاسة في عام 1992 وكان السياسيان الوسيمان اللذان لم يتجازوا الاربعين بكثير واسرتاهما يشعان بالوعد والحماس للبلاد عندما ظهرا للمرة الاولى سويا على شرفة منزل حاكم ولاية اركانسو.
وقد بعث كلينتون وجور الحيوية في بعضهما البعض عقب مؤتمر الحزب الديموقراطي.
واصبح جور مخلب القط لكلينتون وخرج بعبارة لقد آن الاوان لهم ان ينصرفوا كما انه سحق دان كويل نائب الرئيس الاسبق في مناظرة تليفزيونية المفارقة ان نفس العبارة يستخدمها ضده الان ديك تشيني نائب الرئيس المرشح من قبل الحزب الجمهوري.
لقد خرج الجنوبيان الاثنان كلينتون وجور لكي يبرهنا للعالم على انهما نتاج الى الثقافة الشبابية وانهما يمكن ان يديرا شئون البلاد وشكل الاثنان فريقا يتسم بالكاريزمية لم تشهدها السياسة الامريكية منذ أن اقتحم الاخوة كيندي بوابات البيت الابيض في اوائل الستينيات.
وبعد ثماني سنوات اصبح جور هو اللاعب المرهق في المؤسسة الحاكمة.
وعليه الان ان يجد له نائبا يتسم بالحيوية والولاء والاخلاص والشجاعة التي اظهرها عندما كان يعمل مع كلينتون الى ان غرق رئيسه في مستنقع الفضيحة الجنسية مما اوشك ان يضع جور في اطار رئاسة مبتلاة بالفضائح.
ولذا فمن ذلك الذي يستطيع ان يساعد جور على افساد هجوم الجمهوريين ومرشحهم جورج بوش الابن الذي يبدو عصيا على الهزيمة ومن يستطيع ان يساعده في شق طريقه الى البيت الابيض؟
يقوم كريستوفر بقيادة عملية البحث غير ان المحامي الحريص الذي ينتمي الى الحرس القديم من غير المرجح ان يحذو حذو تشيني الذي وضع نفسه في قمة قائمة قام بتقديمها لبوش الابن.
وقد ترك كريستوفر الاسماء في يد جور الذي كان يقضي اجازته على الشاطىء اثناء انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري لكي يختار نائب الرئيس من القائمة رجلا يشبهه في الاساس.
وعندما يعلن جور اختياره يوم الثلاثاء المقبل، فمن المرجح ان يكون من يقع عليه الاختيار من اعضاء مجلس الشيوخ الحاليين الذين خدم معهم عندما كان نائبا عن ولاية تنيسي.
ومن الشمال الشرقي هناك السيناتور جون كيري من ماساشوستس والسيتناتور جوزيف ليبرمان من كونكتيكت والسيناتور الاسبق جون ميتشل من ماين.
وسوف يضفي ليبرمان وهو يهودي ارثوذكسي ورع، بعداً اخلاقيا قويا على المنصب، ولكن ذلك قد يغضب كلينتون الذي انتقده ليبرمان من على منصة مجلس الشيوخ اثناء النقاش حول العزل.
اما كيري فهو احد محاربي فيتنام القدماء وهو حائز على اوسمة ووسيم ويدافع عن كثير من ايديولوجية جور التي يشاركه الايمان بها.
وميشتل هو رجل الدولة موقر الذي يقدم النصيحة على نحو غير رسمي الى الزعماء الفعليين وهو رجل يناظر أو حتى يفوق تشيني على ساحة السياسية الخارجية, وقد لمع ميتشل على المسرح السياسي الدولي عندما تفاوض بشأن التوصل الى اتفاق الجمعة الطيبة في ايرلندا الشمالية.
ويمكن لجور ان يختار من الجنوب السيناتور سام نون من جورجيا او بوب جراهام من فلوريدا او جون ادواردز من نورث كارولينا.
ونون وجراها هما مرشحان قويان يمكنهما مساعدة حملة جور في الجنوب الذي يتفوق عليه بوش فيه, ونون لديه صلات قوية بالمؤسسة العسكرية حيث كان عضوا بمجلس الشيوخ لفترة طويلة عضوا بلجنة الخدمات المسلحة.
اما الاشخاص الذين لا يمكن التكهن بهم في ملف كريستوفر فهما في الوسط الغربي حيث يمثل ايفان بايه سيناتور ألينوي وبوب كيري سيناتور نبراسكا مرشحين رئيسيين يمكنهما مساعدة جور في حصد اصوات المزارعين ومهما يكن الشخص الذي سيختاره فمن المؤكد ان آل جور سينتقد تحالف بوش وتشيني باعتباره غارقا في الماضي ولا سيما في سنوات رئاسة جورج بوش الاب والد المرشح التي انتهت بمتاعب اقتصادية للبلاد وباعتبار بوش الاب فاقد الصلة بالواقع.
ولسوء الحظ بالنسبة لجور فان لديه الان سجلا تاريخيا وليس كما كان الامر في عام 1992 والتحدي الذي يواجهه يكمن في النظر بامعان وحرص في تحالف كلينتون جور بحيث يحتفظ بافضل ما فيه لحملته ويترك اسوأ ما فيه مع السنوات الثماني الماضية.
|
|
|
|
|