| القرية الالكترونية
كانت حلما,, انتظرنا ان يتحقق وفي أذهاننا التوقعات وانواع التوهمات وآلاف الافكار والتساؤلات,.
واصبحت حقيقة,, انطلقنا والذهول بما تكتنفه يلتهم اشواقنا، والنفوس تسارع نحو التهام الزمان والمكان,, ثم هدأت الضوضاء,, وها نحن كما كنا,, قبل اللقاء الاول بهذه الشبكة,, كم هي مفيدة,, وكم هي مضيعة للوقت,, وكم هي شرهة في التهام ما تكتنزه جيوبنا.
ولكن هناك حقيقة هي ان ما في جيوبنا لا مفر من التهامه، وحقيقة اخرى انه لا مفر من التهام الوقت معها وهزاء الاجساد تباعا لذلك وبقي ان نسأل,, كيف يمكن ان نخرج بفائدة من هذه المعركة؟
مسألة الفائدة نسبية,, وتختلف من شخص لآخر,, فما اراه مفيد قد لا يتفق آخر معي فيه,, ولكن ما نتفق عليه هو أن الفائدة التي نبحث عنها يجب ألا تخرج خارج نطاق الدين الحنيف,, وإن تمايزت الأذواق,, إلا انها يجب ان تتحرك في إطار واحد,, هي موافقة الذوق وابتعادها عن المفاسد,, الانترنت تعج بالمتناقضات وتزدحم بالافكار والمعتقدات,, وهي مفتوحة على مصراعيها,.
لكن السؤال هو كيف استفيد منها وانا ذلك الشخص العادي؟
قد يجد منها التاجر المكان المناسب وقد يجد منها السياسي الارض المثبتة,, لكن كيف لي انا الانسان البسيط الذي ادفع تكاليف ساعات بسيطة ان استفيد منها وافتخر اني استطعت الاستفادة الحقة.
بالطبع تستطيع ان تستفيد وإذا عرفنا ان المستفيد الاول والاخير هو المستخدم العادي,, ورب سائل قال كيف,,؟
تخيل انك بنقرة زر تستطيع ان تجول العالم في ثوان وان تشتري دون مشاق السفر والتنقل,, وان تتواصل مع الآخرين دون عناء وان تطلع على كل ما هو جديد في حينه,, كل هذا وذاك وانت ترتشف فنجان قهوة بيد وبالاخرى تقلب الزمان والمكان,.
حلول شتى لمشاكل شتى,, واختزال للزمان والمكان.
التقنية في نمو مستمر وازدهار متسارع, كل ذلك لتحقيق راحة المستخدم,, والكل في ذلك سواء أي الكل مستفيد,, والخاسر الوحيد هي الذكريات الجميلة التي قد لا نجدها ونحن نقلب الصفحات الصماء,.
وما زال السؤال قائم,, كيف نستفيد باختصار؟
الانترنت وجدت لتخدم, وكما قلت مفهوم الاستفادة تختلف من شخص لآخر غير انه في الاخير الفائدة قائمة، بغض النظر عن عواقب تلك الساعات المهدورة امام مرقاب الكمبيوتر.
وهنا تأتي الاجابة الأكثر تأطيرا,, وهي ان المستفيد هو ذلك الشخص الذي استطاع ان يرضي في نفسه حب الاطلاع والتملك,, وفي نفس الوقت ارضى من منّ عليه بهذه النعمة عز وجل.
هنا نعرف ماهية الفائدة الحقة؟
اما والجو عصر المعلومات وشبكة الانترنت بعقلية المتخلفين فلا اعتقد ان بمقدورهم الاستفادة وان اعطوها دون مقابل وليس لهم من الأمر إلا الصداع واهلاك المال والبنين وكفر نعمة ظاهرة.
ويعرف من اطلع ويطلع على هذه الشبكة المتسارعة كم هي مفيدة حقا,؟
ولسرد هذه الفوائد وكيفية الحصول عليها ربما احتاجت عدة مقالات قادمة بإذن الله,الجميل المخيف في هذه التقنية ان عمر الجديد فيها يوم واحد وما هو جديد اليوم سيصبح قديماً قدم الارض غدا, والمستفيد الأوحد هو الإنسان,, فهل نعي هذه النعمة ونشكر المنعم عز وجل ام ننتظر وبالا من خيوط هذه الشبكة.
علي عبده عبدالفتاح
|
|
|