| المجتمـع
* استطلاع :عيسى الخاطر
عندما تذهب الى مكة المكرمة لأداء العمرة يبدو لك بجانب الحرم المكي منظر مألوف متكرر وبصفة يومية من الصباح الباكر حتى منتصف الليل وهو سحب السيارات الونش مع الدوريات الأمنية وهم يجوبون الطرقات ذهابا وايابا ولكن ليس من فراغ بل الوقوف على السيارات التي بجانب الطريق وبالقرب من الرصيف والقيام بسحبها وهذا التصرف قد تراه للدوريات الأمنية سليما ولكن للاسف خلف هذا التصرف تقع مشاكل قد لا يعيها رجل الدوريات الأمنية ولا سائقو سيارات الونش وهي ظروف متعلقة بأصحاب السيارات الذين يتم سحب سياراتهم لأنه قد يكون هناك المريض وكبير السن والمعاق وذو الحاجة فيقوم بايقاف سيارته بجانب الرصيف ولم يكن بسبب ايقاف سيارته أي مضايقة أو عرقلة للسير لأن هناك مسارين آخرين ولكن تتجاهل الدوريات الأمنية وأصحاب الونش هذا الأمر لأن بسحبهم للسيارة قد يتسببون في أذية رجل في أمس الحاجة لسيارته ووضعوه في متاعب لا حصر لها منها البحث عن سيارة تقله الى منزله والذهاب الى احضار سيارته من حجز السيارات ناهيك ان هناك معتمرين من خارج مكة وخارج المملكة فعندما يوقف أحد منهم سيارته للنزول الى الفندق للبحث عن غرفة أو النزول الى مكان آخر وسيارته محملة بالعفش بالداخل وفوق السيارة ويعود حينها يفاجأ انها سحبت ويصبح هذا الرجل الضيف في حيرة من أمره ولا يعلم ما مصير سيارته وأين موقعها وهل هي سرقت أم سحبت من قبل الدوريات الأمنية وأين موقعها وكيف يتم العثور عليها ويبدأ في رحلة البحث عن السيارة في بلد هو غريب فيها وتجده يهيم على وجهه وخصوصا انه قطع مئات الأميال من أجل أداء العمرة وقس على هذا المثال الشيء الكثير مما لا يخفى على الجميع ان المصلي يكون في قلق وقلبه مشغول على سيارته ولا يعلم عن مصيرها هل هي ما زالت موجودة في مكانها أم تم سحبها.
أما المواقف بجانب الحرم فهي قليلة ولا تكاد تذكر لأن الشوارع مليئة بعبارات ممنوع الوقوف والانتظار قطعيا أو الوقوف للتنزيل والتحميل فقط وتجد الصعوبة في ايقاف سيارتك ومن أراد الوقوف فيضطر بأن يوقف سيارته بعيدا عن الحرم قرابة الكيلو أو زيادة ويستخدم في تنقله سيارات الأجرة في ذهابه وايابه ويقع تحت رحمة سيارات الأجرة والأفراد والذين يتحكمون بالسعر كيفما شاءوا وبدون رقابة ومتابعة, أما المواقف المخصصة للايجار فهي باهظة السعر فمنها الساعة 3 ريالات ومنها الساعة 5 ريالات وايضا لا توجد مواقف بجانب الحرم مما يجعل الباب مفتوحا على مصراعيه أمام أصحاب المواقف والذين يستثمرون على حساب المعتمر.
ومما يحز في النفس ان اصحاب سيارات الونش هم المستفيدون وأحد مصادر الازعاج وسبب رئيسي في عرقلة السير حيث تجده عند وقوفه لسحب سيارة يغلق الشارع مسببا الازدحام كما انهم في بعض الأحيان يسيرون عكس السير ويقطعون الاشارات وهذا طبعا على مرأى من الدوريات الأمنية وأمام الجميع ولكن يحق لهم ما لا يحق لغيرهم بالاضافة الى المبلغ الذي يقبضونه من صاحب السيارة التي تم سحبها قبل تسليمها له من حجز السيارات وهو 30 ريالا علما بأنها سحبت بغير رضاه ولكن لا حول له ولا قوة.
وهناك طريقة لا يعرفها أو قد تجاهلها رجال الدوريات الأمنية وهي وان كان من الضرورة في مخالفة أي شخص ما يتم وضع الحديد على جنط السيارة بما يسمى بالكلبشات وهذه الطريقة تضمن سلامة السيارة والحفاظ عليها من التلفيات التي قد تتعرض لها السيارة من جراء سحبها.
|
|
|
|
|