| مقـالات
لماذا يفحط الشباب حتى الموت؟! لماذا تبدو عملية التفحيط حكرا على مجتمعنا قياسا على الدول القريبة أو البعيدة منا وعنا جغرافيا وثقافيا؟ هل يا ترى أن هناك علاقة وارتباطاً بين التفحيط وما نرى من ظواهر اجتماعية سلبية أخرى؟ مثلا: هل أن العوامل المسببة للتفحيط لدينا هي نفس العوامل المسببة لتدهورنا المروري؟ بل هل أن الأحياء السكنية التي تعاني من التفحيط تعاني كذلك من آهات! الكتابة المفحطة عاطفيا! على الجدران: وعليه، فما هو القاسم المشترك بين شخبطات! الشباب الشوارعية/ الجدرانية؟: مجرد عبث؟,,, احتفاء بنصر أم هزيمة؟,,, احتجاج غير مباشر؟,,, أم صيحات استغاثة ورسائل الى المجتمع,,؟!
في الحقيقة، تتداعى في ذهني مثل هذه الاسئلة في كل مناسبة أرى فيها مناسبة تفحيط، فأتعجب كل العجب من استغراق المشاهدين، وبطولية! المفحطين، والروايات الخيالية التي تنسج عن هذا وذاك، ومدى الحرفنة! الشوارعية، وشهرة فلان المفحط، وما هنالك من قصص خيالية تحلق فوق أجواء مواقع التفحيط، وكيفية انتصار! المفحطين بالفرار من الدوريات، وهلم جرا الى المقبرة!! , تزداد تساؤلاتي الذاتية ، فيزداد يقيني بأن العملية هي في الحقيقة أكبر من المرور، وأسرع من الدوريات، وأعمق! مما نعتقد, ان ثمة خللاً متغلغلاً في الجوانب الاجتماعية والنفسية لهؤلاء الشباب، خلل يدفع بهم الى التشفي! من أنفسهم، هربا من أنفسهم فارتماء في أحضان دوامة الاحتفاء بالعبث تفحيطا حتى الموت! .
اذن، لماذا لا نبادر بالاستفادة مما أخذ به الآخرون من مناهج ناجعة للتعامل مع أوضاع الشباب والتي من ضمنها احتواؤهم عن طريق فضيلة النزول الى أرض الواقع كشرط وحيد لفهم فمجابهة هذا الواقع؟ ان هناك حلولا استثنائية ناجعة لاحتواء الكثير من السلبيات النفسية/ السلوكية ذات الصلة بفترة المراهقة، بيد ان ضمان النجاعة الوحيد لهذه الحلول لن يتأتى الا اذا اعترفنا باستثنائية فترة المراهقة ذاتها مما يعني عدم التردد باتخاذ مبادرات استثنائية, بل يكفي المراهقة جنونا وصم أوائلنا لها بالقول: الشباب جنون برؤه الكبر! : مع أهمية ملاحظة نسبية هذا المثل وقرائنه التاريخية وبالتالي فهم أبعاد ما يوحي به من يأس من استدراك الواقع,, والاكتفاء فقط بالركون الى انتظار الزمن ليحل مشاكل الزمن؟! ,
بصيغة أخرى، انني مع هذا المثل فيما يوحي به من خطورة المراهقة ولكنني ضد دعوته المبطنة! الموحية بعدم فعل شيء من أجل المراهقين والاقتصار فقط على التفرج وترك الامور على سجيتها حتى يكبروا فيعقلوا! أو وكما هو ملحوظ في عصرنا هذا الاكتفاء بلغة خطاب انشائية/ مثالية ليس لها من الايجابيات سوى حجب الأنظار عن الواقع!
هنا وقد اتفقنا على جنونية المراهقة قديما وحديثا، فلماذا لانبادر اذن الى البحث عن حل مناسب لها؟: حل يتجاوز الانتظار الزمني على رصيف الأمل بأن هؤلاء الشباب سوف يطلعون رجال! اوتوماتيكيا بمجرد أن يكبروا، على رغم أنف نتائج انتظار هطول السماء ذهبا وفضة بل على رغم أنف بدهية التوارث الجيلي لهذه الظواهر عبر الأجيال فتأصلها وتأزمها واستفحالها! .
,,, إن في مواكبة متطلبات العصر حفاظا على أصالة الخصوصية، وعليه، فلابد من علاج ينبثق من الواقع فينأى عن المثالية المحلقة في أجواء الوهم,, الى المقالة القادمة إن شاء الله.
***
خاص:
** شكراً للاخ الاستاذ ناصر محمد الحميدي، المسؤول الاعلامي بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، على ما اتحفني به من اصدارات مضيئة للجمعية.
** شكراً موصولاً للاخ الشاعر محمود محمد أسد/ سوريا, حقا فالشعر عندك حكمة وحصافة,,, وكما يقول صدر بيت من أبيات ديوانك العذب المعنون بأحزان تعلن العصيان ,, أشكرك على هذا الاهداء وأعدك بالمزيد من التأمل والتقمص! .
** شكراً أيضا للاخ الاستاذ سليمان الفندي/ بريدة على اهدائي مؤلفيه المعنونين سورة النصر: دراسة بلاغية ، وصدى الحرف وبالتوفيق دائما.
*للتواصل: ص, ب: 4206 رمز 11491 الرياض
|
|
|
|
|