| مقـالات
استغرب المراقبون والمحللون السياسيون في تركيز جورج بوش الابن مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الاميركية على القضايا الاجتماعية للشعب الاميركي.
كان الكثير منهم يتوقع منه ان تأخذ السياسة الخارجية الاميركية مساحة أوسع بدلا من تناولها في اسطر قليلة عبارة عن خطوط عامة لم تخرج عن المتعارف عليه في سياسة اميركا الخارجية.
لقد فات على المراقبين السياسيين ان جورج بوش الأب الرئيس الاميركي السابق كان من أنجح الرؤساء الاميركيين في السياسة الخارجية وذروة نجاحه كانت في المساهمة الفعالة في تحرير الكويت والانتشار الاميركي في منطقة الشرق الأوسط الذي يصل في كثير من الأحيان الى الهيمنة الاميركية والقوة العظمى المتفردة في قضايا العالم, ومع هذا النجاح فشل في البقاء في سدة الحكم لولاية ثانية لأنه جعل القضايا الاجتماعية الداخلية للشعب الاميركي في المرتبة الثانية,
بينما ركز الرئيس الاميركي الحالي (بيل كلينتون)في خطاب ترشيحه آنذاك على هموم المجتمع الأميركي للفوز بالرئاسة على جورج بوش.
اما العامل الآخر هو تركيز (كلينتون)على الاميركيين من أصول غير أوروبية ومنهم المسلمون وتمكن بذلك من كسب أصواتهم وبالتالي ازاح الرئيس جورج بوش ذو الزعامة الجيدة .
ويبدو ان الحزب الجمهوري المحافظ الذي كان لا يهتم بالاميركيين من اصول عربية أو اسلامية وغيرها ويركز في حملاته الانتخابية على السياسة الخارجية قد استوعب الدرس جيدا، مما اضطر إلى تغيير استراتيجيته، لهذا ركز (جورج بوش الابن)على الأوضاع الداخلية من التعليم والمخدرات والاستشفاء وقضايا المجتمع والاهتمام بالأميركيين من أصول غير اوروبية ومنهم المسلمون، وبذلك ركز على المساجد في خطاب الترشيح، بينما لم يعط السياسة الخارجية الا النزر اليسير.
لقد استفاد الحزب الجمهوري من حملات بيل كلينتون وحزبه الديمقراطي الذي اوصلته الى البيت الأبيض.
والسؤال: ماذا ينبغي على القيادات والزعامات العربية من الافادة من حملات الحزبين الأميركيين الجمهوري والديمقراطي؟، هل يركزون على السياسة الخارجية وخلق التوترات مع الدول الأخرى,, أم يركزون على تحقيق آمال شعوبهم؟!.
|
|
|
|
|