| مقـالات
لعل بعضكم يعرف قصة ذلك الرجل البسيط الذي قدم من احدى قرى نجد إلى احدى حواضرها قبل حوالي ربع قرن وسكن عند أحد أقاربه ولكنه عندما انتهى من غرضه في هذه الحاضرة استمر عند قريبه ولم يغادر الى قريته فكتبت له أم أولاده خطاباً تسأله فيه عن سبب التأخر وتطلب منه المجيء فأجابها بخطاب مختصر مشير إلى أنه لن يأتي، ويطلب منها وأولاده أن يأتوا إليه معللاً ذلك بالنعم الحضارية التي وجدها في هذه الحاضرة قائلاً:
تعالوا لنسكن في هذه المدينة التي وجدت فيها الجدار يصب ويهب ويشب,,
وتفسير هذه الكلمات لمن لايعرف معناها كالآتي:
الأولى: يصب اي ينزل الماء من الصنبور الموجود بالجدار
يهب: أي ان الهواء المنعش يأتي من المكيف المثبت بالجدار
يشب: يشير إلى مفتاح الكهرباء الذي تلمسه فتشع الأضواء.
ربما لو كان الهاتف منتشراً وقتها في هذه الحاضرة لأضاف أن الجدار يحكي,,!
أخلص من هذه الحكاية البسيطة بعبرها الكثيرة وعباراتها المختصرة إلى التوقف مابين ذكريات الماضي وترف الحاضر ومشارف المستقبل,,!
وذلك لأصل إلى حقيقة ليست جديدة، ولكن علينا أن نذكرها دائماً لنعرف نعمة الله، ولنتعامل مع آلائه علينا تعاملاً رشيداً وحضارياً ينطلق من ثوابت القيم وعبر الماضي، وحسابات المستقبل.
إننا مع الأسف نلاحظ أنه رغم أنه مضى زمن الطفرة,, وجاء زمن الصحوة ما زلنا نتعامل أو أكثرنا مع هذه المكتسبات التي حصلنا عليها باسراف كبير واحياناً بسفه لا حد له وبرغم أن ذلك يؤثر علينا وعلى دخولنا، وربما يرهق بعضنا بالديون فإنه يؤثر على بلادنا وتنميتها واقتصادها.
إن الماء مثلاً الذي نتعامل معه باسراف عجيب رغم أن جالون الماء النقي، تقارب تكلفته تكلفة جالون البنزين.
والكهرباء رغم تكلفته الباهظة إلا أننا نستخدمه كما لو أن طاقته تهبط علينا كما تهبط علينا شمس الصيف بغزارة ودون أدنى مقابل.
وهناك الضروريات والكماليات وغيرها في منازلنا، التي تبدأ من الأرائك والأثاث والأواني مما لسنا بحاجة إلى الكثير منها ومع ذلك فسرعان مانغيرها لا لشيء إلا لأنه مضى عليها سنوات أو لأننا مللنا لونها,,!
أيها الناس
شيء من الاعتدال
فالنعم لاتدوم
وخذوا كل هذا الكلام,, كله ولا تخلّوا منه شيئاً.
الجمال في عين الرائي,.
حقاً
الجمال في عين الرائي
كما يقول المثل الغربي
إنك قد ترى لوحة فتشعر أنها قمة الجمال وربما يرى آخر أنها لا تحمل من الجمال شيئاً,!
وفي عالم الأنوثة,,!
قد يختلف شخصان في جمال أنثى
امرؤ يعتبرها ذات جمال أخاذ لا أحلى ولا أروع
وآخر لا يرى فيها من مقومات الجمال شيئاً,,!
والامر يتوقف على كيمياء الحب
فمن يحب يرى هذه المرأة ذروة الفتنة والحسن
فبالقلب لا بالعين يبصر ذو الحب
كما قال الشاعر,,!
ومن لا يهجس قلبه بحب هذه المرأة يراها امرأة عادية,, وربما عارية من مقومات الجمال,!
وحقا
الجمال في عين الرائي
والأكثر صواباً
الجمال في قلب الرائي
|
|
|
|
|