| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
اطلعت على المقالة التي خطها يراع الكاتب أنور بن عبدالمجيد الجبرتي على صدر الصفحة الأخيرة من عدد الجزيرة ذي الرقم 10159 التي كانت بعنوان (كان,, وكأنه,, لم يكن) وقد قلب فيها كاتبنا ورقة من أوراق الماضي تتعلق بمرحلة مهمة من حياة كل واحدٍ منا، انها المرحلة الثانوية مرحلة الحيوية والاندفاع والمراهقة، وقد كان محور حديث كاتبنا يدور حول زميل من زملاء الدراسة في تلك المرحلة وهو صديقه الصدوق المتفاني (عواد الجهني) يرحمه الله حيث تحدث عن دوره في الفصل وكيف انه كان قلبه النابض ومحركه الاول وقائده وجامع شمله، ذاكراً بعض مواقفه وقصصه ومساهمته بقيادة فصله والجماعات التي يرأسها أو يكون عضواً فيها للابداع والحيوية والمنافسة، وزرع حب العمل بل وحب المدرسة في نفوس زملائه من الطلاب.
وتعليقا على هذه الجزئية من مقالة الكاتب نتحدث عبر ميدان الصحافة الاول (عزيزتي الجزيرة) عن تلك العينة من الطلاب وعن كيفية اكتشافهم والتعامل معهم ثم نتطرق لبعض ادوارهم ومساهمتهم في انجاح رسالة المدرسة التربوية والتعليمية فنقول وبالله التوفيق:
أولاً : من الأمور المتفق عليها والتي لا تقبل الجدل اختلاف الناس في مداركهم وقدراتهم وهممهم، حيث خص الله تعالى فئة منهم بخصائص فريدة وصفات حميدة حازوا من خلالها قصب السبق على غيرهم، وفي مدارسنا ولله الحمد عدد من الطلبة الذين يجمعون بين الاخلاق الحسنة ورجاحة الرأي والقبول من زملائهم بالاضافة إلى الحيوية والحماس وحب العمل والتفاني فيه وحسن القيادة، وهنا يجب على الهيئة الادارية بكل مدرسة بالتعاون مع المعلمين والمرشدين فيها ان تكتشف تلك المواهب والقدرات وتقوم برعايتها وتوظيفها التوظيف الكامل للمساهمة في تحقيق الاهداف التربوية والتعليمية في المدرسة.
ثانياً: لاشك ان وجود تلك الشريحة من الطلاب يصب في مصلحة المدرسة التي ينتمون إليها لانهم يساهمون في تقدمها وانضباطها وقيادتها للنجاح والابداع، ولكن يجب علينا ان ندرك ان تلك المواهب والقدرات لن تأتي بنفسها لتعرض قدراتها وخدماتها علينا، بل ربما تمر السنون دون ان تبدي شيئا من ذلك، وهنا تقع مسؤولية اكتشافهم ورعايتهم على الطاقم الاداري والتعليمي والارشادي بالمدرسة وذلك من خلال عقد المشاورات المتعددة لتلمس تلك العينة من الطلاب وصقل مواهبهم وتوظيف قدراتهم من خلال اشعارهم بقيمتهم واسناد بعض الاعمال المناسبة إليهم كقيادة جماعات النشاط ومسؤولية تنظيم الفصل ومتابعته وهو ما يعرف ب(عريف الفصل) ونحو ذلك، وأكرر وأعيد ان مسؤولية وضع اليد على اولئك الطلبة ومن ثم صقل مواهبهم تقع على عاتق المعلمين والادارة والارشاد بالمدرسة، فكم من طالب كان بعيداً عن الاهتمام ولم تكن له جهود بارزة تفجرت مواهبه وقدراته فجأة بعد أن تلمس رائد الفصل أو احد المعلمين ما يملكه هذا الطالب من مواهب فزرع في نفس صاحبها الثقة وسقاها بالتشجيع والرعاية فأثمرت شعلة تتوقد وحماسا يتدفق يملأ ارجاء المدرسة نوراً وحيوية ونشاطاً.
ثالثاً: إن رعاية تلك المواهب وتنمية تلك القدرات تحقق نتائج طيبة ومكاسب رائعة متعددة بالاضافة إلى المصلحة التي تجنيها تلك الفئة الموهوبة من الطلبة من خلال صقل مواهبها وزرع الحماس في نفوس زملائهم واحياء الانشطة المنهجية وغير المنهجية وملئها واثرائها بالحيوية والابداع وغير ذلك.
وختاماً أحب ان أشير الى نقطتين هامتين حول هذا الموضوع:
الأولى: يجب ان يدرك الجميع أننا نطالب بمنح تلك الفئة المتميزة من الطلبة اعمالا تتناسب مع قدراتهم ووفق امكاناتهم وحسب الانظمة التي ترد من قبل الوزارة مثل الاشراف على تنظيم وضبط الفصل (عريف الفصل) وقيادة مجموعات الطلاب في الانشطة المدرسية المتنوعة ونحو ذلك، فلا يرد في الاذهان اننا سنكلفهم بأعمال تفوق طاقتهم او ليست من اختصاصهم او فيها ضرر او مشقة عليهم ونحو ذلك, الثانية: يجب التوسط والعقلانية في الاهتمام بهذه الفئة من الطلاب، فنحن نعارض وبشدة المبالغة في هذا الأمر، بحيث نسند جل الاعمال إليهم ويكون التركيز والثناء والاتصال محصوراً بهذه الفئة، لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية قد تزرع في نفوس البعض منهم بذرة الغرور والتكبر والاستعلاء على زملائهم، كما انه قد تزرع في نفوس بقية الطلبة بذرة البغض والكراهية والحسد تجاه هذه الفئة وقد يشعر البعض منهم بعدم العدل فيؤثر ذلك في نفسيته، لذا فالوسطية مطلوبة والاهتمام بالجميع واجب واعطاء كل ذي حق حقه دون زيادة او نقصان يساهم في انضباط الموازين وتحقيق الآمال والطموحات والله المستعان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد بن محمد البدر الزلفي
|
|
|
|
|