| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن المدرس شمعة تحترق في إنارة المستقبل ونبراس مضيء لبناة غدنا الباسم والمجتمع حينما ينظر إليه بحجمه الكبير ودوره الفعال وذلك من خلال مايمارسه من جهود عظيمة في خلق وبلورة أفكار أجيالنا ضمن إطار ماتحدده شريعتنا الإسلامية السمحة ودون الابتعاد عن عاداتنا وقيمنا الخالدة,, والكل يعي دور المدرس الجسيم لما اثقل به كاهله من ضخامة المسؤولية ولعل هذا الشعور والإحساس بدور المدرس مرده وعي المجتمع ونفض الغبار الذي كان يمنعه من الرؤية والتحديث في الاشياء من خلال جوهرها ومقت الشكليات الزائفة,, ولكن كيف يحافظ المدرس على قيمته لتبقى النظرة إليه عميقة؟ هذا كله متوقف على اطلاعه وادراكه لما يجوب سطح الواقع من طرائق متعددة تتعانق مع مضامينها لخلق الطالب الايجابي والمبدع والقضاء على أساليب الحفظ والآلية إضافة الى قراءته الخاصة واطلاعه المستمر ليخلق لنفسه مساحة ثقافية وأرضية صلبة تمكنه من الوقوف عليها دون خوف أو وجل والسبب في ذلك إيجابية طالب اليوم في مناقشته وحرصه على معرفة كل مايحيط به فلم يقتصر ضغف الطالب على المقررات الدراسية فحسب بل تجاوز ذلك إلى رغبته الجنونية عن معرفة مايجوب العالم شجعه على ذلك مانعيشه من واقع ينشد الحضارة ويأمل الرقي لنبلغ مصاف الدول المتطورة والمتقدمة وواجب المعلم تشجيعه لهذه الظاهرة وترجمة تأييده لهذا الطالب بتقديره وإحساسه بمكانة مرضية ليحذو البقية من التلاميذ حذوه ونخلق بذلك جيلاً واعياً فطناً يشب على الرغبة في التطلع تدفعه غرائزه الاستطلاعية إلى قراءة كل شيء يمكن أن يعود عليه بالفائدة ومن ذلك يعرف الطالب حب الكتاب ورغبته في القراءة الحرة التي نفتقدها وللأسف عند المدرس قبل الطالب وإن كنت لاأطبق صفة العمومية في ذلك,, ولكن أعني القلة الهزيلة والذين قد يعيشون بعيدين عن الواقع ورغم ذلك يمارسون العملية التربوية ويعتبرون كل سؤال خارج المقرر الدراسي والذي قد يفيد الطالب في حياته العامة وهو أمر مرغوب فيه خروجاً واستهجاناً ولا غرابة في أن يستفيد الطالب من الوسائل الاعلامية بينما المدرس لايعي من الأمر شيئاً إننا لانطالب المدرس بأن يبلغ درجة الجهابذة,, ولكن نريد اطلاعه والمامه على وجه الخصوص بسير ذوي التخصص ليزيدوا إلى عملهم علماً,, وافتقار المدرس لقراءة المراجع والتي يستقي منها معلوماته تجعله يزاول المهنة عن وسيلة لاغية مما ينضب رغبته في مزاولة العمل بتذمر ويبلغ به الحد إلى الهروب لساحة أخرى (لأن فاقد الشيء لايعطيه).
وعصرنا هذا هو عصر التكنولوجيا والحاسب الآلي لاشك بأنه يطالب المدرس بالانفتاح الذي لاشوائب فيه ليكون عند حسن ظن الجميع لتكون مكانته باقية وقدره محفوظاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إبراهيم محمد الجبر ثرمداء
|
|
|
|
|