| عزيزتـي الجزيرة
سعادة الأخ الكريم الاستاذ حمد بن عبدالله القاضي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اطلعت على مقالكم في عامودكم المتميز (خذ وخل) بعنوان: كل لجنة وأنتم في مطمطة، والمنشور في جريدة الجزيرة يوم الاحد 21/4/1421ه ولقد قرأت مقالكم أكثر من مرة، وترددت في كتابة هذا التعقيب لسببين، الأول كيف بي أنا ان أعقب على استاذي ومن له الفضل عليّ في كثير من الأمور، والثاني أن عنوان الزاوية (خذ وخل) بمعنى أنه لايجب أن أكون جدّياً إلى هذا الحد، وهذا ماطلبته أنت من قرائك في نفس الجريدة عندما عزمت على الكتابة في هذا العمود، وطلبت منهم بما معناه (إن لم تخني الذاكرة) الا يأخذوا الأمور على جديتها.
أما مادعاني إلى كتابة هذا التعقيب فهو لسببين أيضاً الأول: انك تحدثت عن أمر عشته لأكثر من سبع عشرة سنة (عضو في لجان، ومنسق لجان)، وعشقت هذا العمل وأدمنت عليه، والثاني: لحفظ حق فاعلية وحسن نتائج الكثير من اللجان.
لذا فإن هذا التعقيب مشتمل على عدة نقاط، وبعد الاستعانة وطلب العون من الله تعالى أقول:
أولاً: من خلال تجربتي السابقة، فإن لبعض اللجان (أقول بعض اللجان) فاعلية كبيرة ومؤثرة على المجتمع، وعلى الاخص تلك اللجان ذات الطابع الاجتماعي، وكم من مرة خففت تلك اللجان معاناة اسر هي بأمس الحاجة للوقوف بجانبها، وكم من مشروع خيري رأى النور وافاد المجتمع وذلك بناء على توصيات وقرارات اللجان,, الخ، وأنتم خير من يعلم من خلال مشاركتكم الفاعلة في بعض اللجان الخيرية، وهذا فيه إشارة لقولكم إن اللجان لا تؤدي إلى فاعلية.
ثانيا: أذكر أن إحدى اللجان الاقتصادية الفاعلة قد حددت أحد اجتماعاتها صباح يوم الجمعة لأهمية موضوع ماسوف يناقش مع أحد المسؤولين صباح يوم السبت، وبالفعل حضر اغلب الاعضاء رغم أن موعد الاجتماع كان طارئاً مما استحسن بعض اعضاء هذه اللجنة أن تكون اجتماعاتها الدورية صباح يوم الجمعة، لما ظهر من الاجتماع من فوائد تسعى إليها تلك اللجنة، وهذا ليس فيه غرابة عندما اقترحت ان يكون اجتماع اللجنة ظهر يوم الجمعة.
ثالثاً: ان اهمية منسق أعمال اللجنة كما تفضلت ليست بالسهلة، بل هي في اعتقادي عصب عمل اللجنة، وهي محك نجاح اللجنة من فشلها، وهذا ليس فيه إهمال لفاعلية رئيس واعضاء اللجنة، ولكن ومن خلال تجربتي أن منسق اللجنة (ويقال له في بعض اللجان سكرتير أو مقرر) له دور كبير في إنجاح عمل اللجنة، ويمكن له أن يجعل اللجنة ناجحة، كما يمكن له عمل عكس ذلك، فيجب على منسق اللجنة أن تكون له شخصية غير عادية، بل إن وظيفته هذه فيها خطورة على عمل اللجنة، ويمكن من خلاله أن تنجز أعمال كان يستحال إنجازها، كما يمكن من خلاله ألا تتم أعمال يفترض أن تتم وبكل يسر وسهولة، وخير دليل على ذلك وظيفة سكرتير الامم المتحدة,, ودائماً مايذكرني منسق اللجنة بمدير مكتب المدير، أو سكرتير المدير، فهذا السكرتير إذا أجاد وظيفته، أصبح أداة يحرك فيها هذا المسؤول كيفما يشاء، وعبارة (كيفما يشاء) يمكن تفسيرها بتحريك المسؤول نحو الإنجاز أو نحو التعطيل.
رابعا: إن لتنسيق أعمال اللجان مزايا حسنة يجنيها منسقها، لايلمسها إلا من عاصرها وحبّها، فمن تلك المزايا أن يتم التعرف عن قرب على علية القوم من الوجهاء والأعيان، ومن رجال الأعمال والأدب وأنت واحد منهم فمعرفة هؤلاء الرجال مكسب في حد ذاته، كما أن من المزايا معرفة بعض القضايا الهامة، سواء من خلال مناقشة الموضوعات التي تطرح في اللجنة، أو من خلال الأحاديث الجانبية التي تتم بين الأعضاء، وأيضاً من المزايا، زيادة في الثقافة العامة، إذا كان هناك موضوعات مختلفة لعدة لجان، مثل أن يكون الواحد منسقا للجان اجتماعية إنسانية ولجان اقتصادية، ولجان إعلامية,, الخ.
خامساً: تعلم أن لرئيس اللجنة خاصة، وأعضاء اللجنة عامة دوراً هاماً في انجاح عمل المنسق، فمن خلال ثقة رئيس واعضاء اللجنة ودعمهم للمنسق، وحسن التجاوب معه، يصبح المنسق في عمل دؤوب من أجل إنجاح أهداف برامج وخطط اللجنة ذاتها.
والله الموفق،،،
يوسف بن عبدالله الفيز الرياض
|
|
|
|
|