| الاولــى
*
* الخليل هاتفياً جاسر الجاسر:
اعتبر وزير العمل الفلسطيني رفيق النتشة أبو شاكر موقف المملكة ومصر في مساندة الحقوق الفلسطينية وبالتحديد أثناء مباحثات قمة كامب ديفيد الثانية موقفاً متميزاً يجب أن يحتذى من الأشقاء العرب والفلسطينيين.
وقال أبو شاكر في حديث هاتفي أجرته معه الجزيرة :إن نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الأخ الرئيس ياسر عرفات الى المملكة العربية السعودية كانت إيجابية للدعم السعودي المطلق للقيادة الفلسطينية وقد كان لموقف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وسمو الأمير عبدالله والرئيس حسني مبارك وكذلك كان موقف الملك محمد السادس ملك المغرب والملك عبدالله الثاني ملك الأردن، موقفاً مميزاً.
وكشف ابو شاكر في حديث هاتفي اجرته معه الجزيرة في مقر اقامته بالخليل في الضفة الغربية بفلسطين، كشف من انه اذا لم يتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه السياسية والوطنية ومقدساته فان البديل رهيب ورهيب جداً، إذ إن الأوضاع ستنفجر في المنطقة بأسرها وليس في فلسطين فحسب وكان مدخل حديث الجزيرة مع ابو شاكر بالسؤال التالي:
بعد انهيار مباحثات كامب ديفيد الثانية ما هي التوقعات المستقبلية فيما يختص في استحقاقات المرحلة النهائية والمفاوضات الثنائية وإعلان الدولة الفلسطينية؟
يعلم الجميع ان الشعب الفلسطيني ممثلاً بقيادته وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية قد جنح الى السلام من اجل تحقيق أهدافه الوطنية المرحلية بديلاً عن السلاح.
وقد قدم كل الدلائل العملية على رغبته في السلام الذي يحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين وتحرير الضفة الغربية وقطاع غزة من الاحتلال وغير ذلك مما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية.
وقد دخلت قيادة الشعب الفلسطيني من اجل تحقيق ذلك في مباحثات عدة، ووقعت اتفاقيات متعددة مثل اوسلو+ القاهرة + طابا + واي بلانتيش + شرم الشيخ وغيرها وغيرها , وفي كل مرة تخترع الحكومة الإسرائيلية أسباباً ومعوقات تحول دون تنفيذ التزاماتها، وتحاول مرة تلو الأخرى التهرب من التزاماتها، معتمدة على الموقف المخجل والسلبي للقوى الدولية المشرفة على تنفيذ الاتفاقيات، ولأنها تجد نفسها محمية من أي قرارات دولية جدية تلزمها بتنفيذ الاتفاقيات المبنية على قرارات الشرعية الدولية.
وظل الشعب الفلسطيني ينتظر يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة ومازال تنفيذ الاتفاقيات يسير في دهاليز التسويف والتأجيل والرفض، حتى بلغ به الأمر حد الاقتراب من اليأس من المسيرة السلمية برمتها، وبخاصة بعد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي كان وراء تنفيذها العمليات البطولية للمقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية، مما جعل شعبنا يطالب بالعودة الى اسلوب الكفاح المسلح كطريق وحيد لتحرير الأرض.
وظلت القيادة الفلسطينية صامدة على استراتيجيتها لتحقيق أهداف شعبنا من خلال السلام، وذهبت الى كامب ديفيد وهي تعلم مسبقاً ان الإعداد لهذه القمة لم يكن كافيا وكانت تحس ان هناك احتمالاً لضغوط دولية ستمارس عليها من اجل التنازل عن الحد الادنى للطموحات الفلسطينية، ومع ذلك ذهبت وهي تتمنى الوصول الى اتفاقية سلام تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
ذهبت القيادة وهي مسلحة بالثوابت الفلسطينية المستندة الى الشرعية الدولية، ومورست عليها كل أنواع الضغوطات، وصمدت صموداً تاريخيا عبر عنه الشعب الفلسطيني بكل فئاته وفصائله بتقدير موقف القيادة والوفد المفاوض وعلى رأسهم الأخ الرئيس ياسر عرفات.
على ضوء هذا كله فإنني اعتقد ان المجال مازال مفتوحاً للوصول الى اتفاقيات مشرفة تحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية الثابتة, وإذا لم نتمكن من ذلك فالبديل رهيب ورهيب جداً واستطيع ان اؤكد بدون ادنى شك او تردد بان الأوضاع ستنفجر في المنطقة بأسرها وليس في فلسطين فحسب، وسوف يكون من الصعب السيطرة عليها, ويجب ألا ننسى ان القدس تهم الفلسطينيين ولكنها تهم العرب والمسلمين والمسيحيين ولا يوجد ولن يوجد من يتنازل عن القدس، ولا عن حق اللاجئين في العودة، ولا عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
* إلى أي مدى يمكن السيطرة على تفجر الأوضاع والاضطرابات في ظل تواصل الاستفزازات الإسرائيلية وبالذات الاستمرار في عمليات الاستيطان اليهودية؟
إن القيادة الفلسطينية ومن خلال تمسكها بثوابت الشعب الفلسطيني تسيطر على الأوضاع بصورة مطلقة، وهناك ضغوط كبيرة على القيادة لإنهاء العملية السلمية، وبخاصة بعد تحرير الجنوب اللبناني.
واستطيع أن اؤكد بأن الاوضاع في المنطقة مرتبطة ارتباطا مباشرا بنتائج مباحثات السلام, وفي الوقت الذي يتأكد فيه شعبنا من فشل المسيرة السلمية فلن يستطيع احد ان يسيطر على الأوضاع وسيكون كل ما سبق من أنواع النضال والكفاح والانتفاضة شيئاً لا يذكر أمام ما هو متوقع، ولن يقتصر ذلك الأمر من وجهة نظري على الفلسطينيين وإنما سيتعدى ذلك الى أماكن أخرى في العالم العربي والإسلامي، وبخاصة بسبب الاحتقان الذي يختزنه الشعب من جراء تهويد القدس واستفزازات جيش الاحتلال من جهة والمستوطنين من جهة أخرى.
* ما هو الدور المطلوب لدعم الموقف الفلسطيني الصامد في المفاوضات الأخيرة عربياً وفلسطينياً؟
دعني أكون صريحاً في هذا الموضوع, لقد كان شعبنا ينتظر الكثير من أمته العربية والإسلامية في مواجهته للاحتلال والضغوطات لا أريد أن أقول تهديدات ومحاولة إعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي والسيادة الإسرائيلية على مدينة القدس, ولكن للأسف الشديد كان التحرك متواضعاً أمام هذا الحدث الكبير.
وبالرغم من موقف بعض الدول العربية المميز في هذا الموضع إلا ان شعبنا كان ينتظر ومازال تحركاً عربياً رسمياً وشعبياً أكثر، وكذلك من الشعوب والدول الإسلامية وبخاصة من اجل قضية القدس.
كان شعبنا وما زال ينتظر تحركاً أكبر من الجامعة العربية وعقد مؤتمرات على مستوى القمة أو دون ذلك لدعم الموقف الفلسطيني, كان شعبنا - ومازال - ينتظر تحركا إسلامياً من اجل القدس من الازهر الشريف، من منظمة المؤتمر الإسلامي، من كافة المؤسسات الشعبية والرسمية.
* كيف تقيمون الموقف التفاوضي الذي أداه الرئيس ياسر عرفات في كامب ديفيد والى أي مدى يمكن تحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة في أي مفاوضات؟
لقد كان هناك اجماع فلسطيني من المؤسسات الرسمية والشعبية ومن جميع الفصائل الفلسطينية على ان الرئيس ياسر عرفات قد صمد صمودا اسطوريا أمام كل انواع الضغوط التي مورست عليه للتنازل عن الثوابت الفلسطينية وقد عبر الجميع عن هذا الموقف بالتقدير والتأييد للرئيس عرفات.
ونحن الآن نعيش في أدق المراحل التاريخية للقضية الفلسطينية، ونحن على مفترق طرق، اما ان تنجح المساعي السلمية لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني ليكون هناك امكانية لاستقرار وسلام في المنطقة واما ان تنفجر الأوضاع في المنطقة ولن يكون هذا في مصلحة احد.
وانني اعتقد اعتقادا جازما ان من الممكن ان تنجح المسيرة السلمية، إذا كان هناك نية صادقة من الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ اتفاقيات السلام، وإذا كان المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية جادة بالقيام بدورها في تنفيذ اتفاقيات السلام وكذلك دول الاتحاد الاوروبي التي ننتظر منها موقفا أكثر جدية في هذا السبيل.
|
|
|
|
|