| المجتمـع
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص
الأحوال المدنية تعتبر إدارة مهمة بل استراتيجية في حياتنا لأنها الإدارة التي تستقبلنا في هذه الحياة وتصدر شهادة ميلاد وتودعنا بشهادة الوفاة لكل مواطن وتلازم المواطن خلال حياته حيث يراجع هذه الادارة اذا كبر لإصدار بطاقة الاحوال واذا تزوج لإضافة الزوجة ثم اذا رزق بمولود لإضافته ثم اذا طلق لحذف الزوجة ثم اذا كبر احد ابنائه لإصدار بطاقة شخصية واذا تزوجت احدى بناته وهكذا ويتواصل المواطن مع هذه الادارة دائما واذا توفي فلابد من اصدار شهادة وفاة والوثائق التي تصدرها ادارة الاحوال من اهم الوثائق في حياة المجتمعات لأنها تحفظ السجل المدني للمواطنين ولهذا فإنه لابد وان تكون من الاجهزة التي تهتم كثيرا برصد وتوثيق المعلومات عن ابناء الوطن وهو ما تحرص عليه حكومة هذه البلاد حيث تشرف وزارة الداخلية على هذه الادارات ولكن مع شديد الاسف فإن بعض فروع ادارة الاحوال في بعض المناطق تعيش واقعا مؤلما ومقلقا ويشعر المواطن ان هذه الادارة ليست في مستوى المسؤولية الملقاة عليها حيث تلمس الاهمال وعدم الاهتمام ولو قدر لك ان تزور ارشيف بعض الادارات وهو الذي يحفظ الوثائق المهمة لوجدت انك في ادارة تعيش في العصر الحجري لا في عصر المعلوماتية والحاسب الآلي ويعاني المواطنون كثيرا بسبب الروتين الممل والتسيب بين موظفي هذه الادارة والذين يشرفون على حماية المعلومات المهمة في حياة مواطني هذه البلاد وما شجعني على التطرق لهذا الموضوع هو الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة أعزها الله لهذا الجهاز والمتمثل مؤخرا بتبني صاحب السموالملكي الامير احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية لدراسة شاملة لتطوير هذا الجهاز المهم.
ومن خلال رصد ميداني لمعاناة المواطنين مع هذه الادارة كشف عدد من المواطنين حجم المعاناة التي يواجهونها لدى مراجعتهم لهذه الادارة واشتكوا من الروتين الممل وأبدوا دهشتهم من تغيير الخطوات والإجراءات بين ادارة واخرى في انهاء المعاملات حيث تختصر بعض الادارات الخطوات ورفقا بالمراجعين وتتفنن ادارات اخرى في تعذيب المراجع بكثرة الطلبات وطول الخطوات رغم انه واحدة كمصدر للنظام، وحتى لا نطيل الكلام بشكل عمومي تعالوا نلجأ الى صوت المعاناة من خلال المواطنين الذين يراجعون ادارات الاحوال.
لابد من تحسين الصورة
يقول المواطن الاستاذ خالد بن حسين صقر موظف اعتقد ان ادارات الاحوال المدنية من اكثر الادارات الحكومية التصاقا بنا وبحياتنا وبحياة أسرنا لانها السجل المدني الذي يرصد حركة المجتمع ومن خلاله يمكن كشف اي تلاعب او محاولة للعبث في سجلنا المدني ونظرا لأهمية هذه الادارة التي تواكب مسيرة حياة كل مواطن منذ ولادته حيث تمنحه شهادة الميلاد وهي وثيقة الاعتراف بشرف انتمائه لهذا الوطن مرورا بمراحل حياته من زواج وأولاد وانتهاء بمنحه وثيقة خروج من الحياة (شهادة الوفاة) ولهذا فإن الاهتمام بهذا الجهاز ضرورة وهو ما تحرص عليه حكومتنا الرشيدة ممثلة بوزارة الداخلية الا ان هذه الادارة تحتاج الى مزيد من المتابعة والاهتمام حتى يكون اداؤها في مستوى الدور الذي تلعبه في حياتنا.
تناقض في الأداء
ويقول المواطن صالح حمدي الحجيلي موظف ونحن نعيش في بلد واحد وتحت ظل نظام واحد واجراءات موحدة الا ان الغريب ان الانظمة والقوانين الموحدة يتم التعامل معها من بعض الادارات الحكومية وفق مزاجية او وجهة نظر تنتج فيما اعتقد عن شخصية المسؤول الاول ومدى انفتاحه وحرصه على خدمة المواطن وتسهيل الاجراءات عليه وكلما كان المسؤول واعيا ومتفهما كان الجهاز متفاعلا وجيدا والعكس بالعكس ومن الادارات التي نجد تناقضا في ادائها وهي مهمة في حياة كل مواطن ادارات الاحوال المدنية فرغم وحدة الاجراءات الا انك تجد خطوات هذه الاجراءات ميسرة وسهلة في منطقة ما وتجد نفس الاجراءات ولكن بخطوات مملة وروتينية في منطقة اخرى لماذا؟؟ فمثلا تستطيع ان تضم مولودا جديدا في ساعة واحدة في ادارة الاحوال بمنطقة ما ولكنك تقضي يوما او يومين لإنهاء نفس المهمة في ادارة اخرى وبنفس الاجراءات والسبب هو التسيب وعدم الانضباط في بعض ادارات الاحوال المدنية.
اختيار موظفين مناسبين
ويقول المواطن محمد بن سعد الجريسي ان ادارات الاحوال المدنية المنتشرة بكافة مناطق ومحافظات المملكة وهي المهتمة بسجل حياتنا تحتاج الى نوعية متميزة من الموظفين وقبل ذلك من القياديين المتصفين بحسن الاداء والمرونة وحسن التوجيه لأن وجود شخص قوي ومرن ومنضبط على رأس أي إدارة يضمن حسن سير العمل بها وسهولة خطوات الإجراءات وبالتالي لا تجد اكواما من الناس متكدسين في اروقة الاجهزة الحكومية في انتظار إنهاء اجراءاتهم الروتينية كما يحدث في ادارات الاحوال المدنية في بعض المناطق التي تشكو من التسيب حيث تبحث عن الموظف ولا تجده واذا راجعت المسؤول لا تجد منه التجاوب المطلوب وانما تجد اعذارا واهية بسبب ضعف في شخصية المسؤول.
وضع الأرشيف مثير
ويقول المواطن/ احمد بن محمد الرجراجي بداية اشكر للجزيرة طرحها لهذه القضية المهمة التي تسعى لالقاء الضوء على اهم جهاز حكومي في حياتنا وهو الاحوال المدنية التي تعيش اوضاعا مزعجة وغريبة في بعض المناطق من حيث موقعها وتجهيزها التقني وفوضى العاملين بها والادهى والامر هو الوضع المأساوي لأقسام الأرشيف في هذه الادارة الذي يعتبر اهم قسم في الادارة لانه يرصد حركة السجل المدني للمواطنين ولو قدر زيارة احد اقسام الارشيف في بعض ادارات الاحوال لوجد العجب العجاب تكدسا، اهمالا، عدم تنظيم، صعوبة في البحث وتسأل أين التقنية الحديثة المستخدمة في حفظ هذه المستندات التي تعتبر وثائق مهمة في حياة الامة.
عشرة أيام للبحث عن ورقة
ويؤكد احد المواطنين بالمدينة المنورة انه مكث اكثر من عشرة ايام وهو يراجع ادارة الاحوال المدنية بالمدينة المنورة للبحث عن ورقة اثبات ولادة وبقي هذه المدة يراجع للبحث عن هذه الورقة بسبب عدم التنظيم في ارشيف الادارة وعدم شعور الموظف بأهمية الوقت لدى المواطن وقد راجعت المسؤول الذي لم يبد سوى اعذار وتبريرات غير مرضية.
|
|
|
|
|