|
| مقـالات
يقال في الامثال لا يصلح العطار ما أفسد الدهر كما أن عقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء وأن الشباب لا يعود من جديد,, ولكن الأحبة من كبار السن وخاصة الاغنياء والمترفين يقولون الآن إن الحيوية وأطياف ايام الشباب قد تعود لها نضارتها وبريقها ويعللون الاسباب بأن الفضل لله أولاً ثم بفضل وبركة الحلم الجميل الذي تحقق واقعاً عن طريق طيب الذكر شاغل الناس الفياقرا وما يرادفه ويشابهه وينافسه من نباتات صينية ولبنانية وعمانية وغيرها,, ويبرهنون على مصداقية كلامهم وحججهم على عودة الشباب في مجالات أخرى ويقولون إن قلوبهم شبه المعطوبة أو التي بدأت تجف وترتعش بسبب تآكل واهتراء المجاري التي تغذيها بدأ الآن تغيير مساكلها وإسعافها بأنابيب احتياطية تؤخذ من عروق الساقين وبعض المواضع الرقيقة الأخرى فتعود قلوبهم تنبض بالحيوية وتجعلهم بآمال عريضة من حيث طول سنين أعمارهم إلى درجة ربما تؤثر على ترشيد أو تأجيل برامجهم الخيرية التي كانوا يزمعون القيام بها في أواخر حياتهم,.
وبعد هذه المقدمة التي لا أدري كيف فرضت نفسها وإن كانت الخواطر والأفكار تجر بعضها بعضا لأنني أصلا كنت بصدد الحديث عن موضوع اقتصادي بسيط ولكنه هام وهو حول الأوضاع السائدة في بعض الشركات الوطنية المساهمة المتعثرة والتي كنا نؤمل فيها خيراً فخيبت الظنون بعد ان استحوذت على أموال الناس ومعظهم من محدودي الدخل أو أقل من ذلك, هذه الشركات رغم مضي السنين على تأسيسها ومباشرة مشاريعها والدعايات الرنانة التي احيطت بقدومها مازالت تخسر وتهبط وتتعثر عاماً بعد عام وما زالت مع الأسف تلوذ بالصمت وأحياناً تقدم التبريرات الساذجة المخجلة حيال خسائرها المتكررة بدون اسباب مقنعة رغم ان رأس مالها بمئات الملايين,, وما دام الأمر كذلك والانحدار إلى هذا المستوى فلماذا يصر القائمون عليها بالاستمرار في الجلوس على كراسيهم الوثيرة ومكاتبهم المخملية رغم فشلهم, ونتساءل: هل نقص من رواتبهم ومميزاتهم شيء لقاء فشلهم وقصور أدائهم في الاخذ بزمام هذه الشركات إلى الأفضل اسوة بالشركات الناجحة الاخرى,, ونتساءل أخيراً أما لهذه الانتكاسات والخسائر والفشل من نهاية تعيد ولو بعض الأمل لآلاف المساهمين الذين لا حول لهم ولا قوة سوى الانتظار المر واليائس, وهل من حل أو علاج أو فياقرا إدارية حازمة وفاعلة تعيد هذه الشركات إلى رشدها وحيويتها أو تنقذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يظل اسم هذه الشركات والقائمين عليها باقيا إلى آخر قرش في خزينتها ومن بعد ذلك الطوفان,, والله المستعان,.
* للتواصل: فاكس 4786864
|
|
|
|
|
