| مقـالات
بيني وبين الرواية علاقة جميلة تجعلني اتواصل معها بشكل مستمر,, تذكرني دوما بشكل أو آخر بالحكايات التي تلقيتها في طفولتي سماعا او قراءة ,, وليس كالروايات التي يقرؤها أحدنا في عمر مبكر تأثيرا على عقله ووجدانه,, إذ يدرك ان تلك الحكايات كانت تنسيه كل ما حوله وتخلق له عالما متخيلا جميلا رائعا.
** اطلعت مند فترة على قراءة نقدية لرواية الكاتبة السعودية ليلى الجهني (الفردوس اليباب) والتي فازت بالجائزة الأولى في مسابقة الشارقة للابداع 1998م .
يقول الناقد عزت عمر ضمن قراءته بان الرواية تطرح اشكالية الخطيئة والثمرة المحرمة من خلال فتاة مثقفة ومترفة غرر بها شاب ثم لفظها دون أدنى شعور بالمسؤولية الاخلاقية تجاه ما اقدم عليه ويقول ايضا بأن الفصل المعنون ب ( تفاصيل اللوعة ) من أشد الفصول قوة وتأثيرا حيث ينفتح على تفاصيل الأمومة المبكرة فيذهب الحوار الداخلي الى تلك اللحظة الرائعة من الحوار بين الأم وجنينها,,,) ويقول ايضا متطرقا الى بعض الثغرات التي اوجدت خللا في بناء الرواية: ( وميزة الرواية انها كانت أدركت ان لحظة الانتقال الدرامية بين لحظتي الحياة والموت، قد تعيد انتاج حبكة فيلم هندي دأبه الى استدرار الشفقة والدموع,,,).
وحيث اني لم أقرأ الرواية بعد، لذا لا استطيع الحكم عليها ,, وبغض النظر عن جودتها من عدمه,, او عمقها الفني وقوتها ام وجود ثغرات أخلت في بنائها الا انني ارى ان كتابة امرأة عربية (وسعودية خاصة) تعتبر بادرة عظيمة وعملا جريئا لا تقدم عليه سوى من آمنت جيدا بموهبتها وقدرتها ومن وجدت في نفسها اندفاعا قويا الى أداء هذا العمل دونما خوف او وجل وقد وضعت في ذهنها هدفا اسمى.
ليس من السهل ان تكتب امرأة سعودية رواية ,, ليس لصعوبة الرواية أو لانها تحتاج الى خبرة ودراسة أدبية فنية كبيرة وإنما لأن هناك اسباباً اخرى لا زال المجتمع يتمسك بها,, اذ يسارع القراء الى الربط ما بين شخصية الروائية وعملها الروائي والى وضعها في قفص الاتهام عند ورود ما يثير الأسئلة داخل الرواية ، فمن الطبيعي جدا ان يشمل العمل الروائي الكثير من الشخصيات والأمكنة والأحداث , واقعنا يفيض بالكثير من التفاصيل الموجعة والمحرجة ,, فهل يمكن للكاتبة ان تصف هذا العالم بكل بساطة دون ان تثير ذرة من غبار ,, الأمر ليس بهذه السهولة,, بل يحتاج الى الكثير من التفكير والتخطيط!.
|
|
|
|
|