سررت,, كما سر غيري من الغيورين من أبناء الوطن بنجاح تجربة السعودة في سوق الخضار بشكل عام في بلادنا,, ورأينا الشباب السعودي يتفاعل مع هذه التجربة التي هي حق من حقوقه,, ونأمل أن يشمل هذا جميع أماكن البيع والشراء الذي داهمنا فيه أنواع من العمالة التي ركزها فيها مع الأسف السعوديون أنفسهم,, فهناك مجموعة من الشرهين والذين لا يهمهم إلا النفع الشخصي أوردوا هذه العمالة لهذه المناهل,, ووردوهم من قبل إلى هذه البلاد للتكسب من ورائهم,, ولكن بسبب التشجيع من المسؤولين الذين أدركوا خروج عجلة الاقتصاد في بعض مناحيه من طريقها,, لذلك سارعوا الى الحملة المكثفة والتي زحزحت بسهولة أولئك غير النظاميين من أماكن لم توجد اصلاً لهم, فحل الشباب السعودي فيها وجعلوا المال السعودي يدور في فلكه الصحيح,, بعد ان كانت أموال طائلة تسافر وترحل كل شهر وعام خارج الحدود,, وهناك آباء ربوا ابناءهم من الصغر على التجارة وولوج دهاليزها ولو بطرق بسيطة ومحدودة لكنها الغرسة التي نمت في العقل مهنة البيع والشراء وأورثت فيما بعد رجال أعمال ناجحين,, ولا اريد هنا تحديد المناطق التي تميزت فيها الاسر بتشجيع ابنائها على مزاولة البيع والشراء, لكنها معروفة ومشاهدة في كل عطلة دراسية بل واثناء العام الدراسي في وقت الفراغ, ولعل هذا يكثر في الارياف وفي المناطق التي نشأت فيها التجارة كمهنة من المهن السليقية في النفس البشرية,, ويدركها كثير ممن ساح في هذه المناطق وزارها,, وأذكر انني زرت احدى المدن الكبيرة في المنطقة الوسطى,, وذهبت قبل شروق الشمس الى سوقها,, كان وقت كثرة البطيخ وشدهت عندما رأيت أطفالاً في الثامنة والتاسعة وهم يرفعون أصواتهم الصغيرة ويحرجون على أكوام البطيخ لفلاحين كبار وشاهدت آخرين مثلهم يقودون عربات صغيرة يحملون عليها مايشتريه الزبائن, وفي الرياض قبل حملة السعودة كنت أزور سوق عتيقة,, فأشاهد بعض السعوديين يحرجون على الخضار,, وصدفة رأيت واحداً ممن اعرفهم,, وأدرك تقديري لصنعته,, وسألته كم تصفي,, قال,, آتي وأصلي هنا الفجر,, ولا تأتي الساعة الثامنة إلا وفي جيبي مائتا ريال, وقد تزيد أحياناً, ثم أذهب للعمل الرسمي, وكان عمله فراشاً, ومن هذا بنيت بيتي الذي تعرفه واستمرأت هذا العمل الذي فيه رزق واسع, والحمد لله.
|