| الريـاضيـة
* كتب خالد الدوس:
لن ينسى تاريخ الرياضة بالمنطقة الوسطى أبرز الشخصيات الرياضية والاسماء الكروية التي عاصرت الأحداث التأسيسية لهذه الحركة وهي في مهدها وبداياتها الأولى فتكبدت التعب والمشقة وسكبت حبات العرق من أجل بناء واقامة هذه الرياضة بالمنطقة الوسطى, وفي الجزيرة نحرص دائما على أن نكون أوفياء مع من خدموا هذه الحركة خاصة أولئك الذين رحلوا عن هذه الدنيا الفانية وقد تركوا اسماءهم محفورة في ذاكرة الماضي وأخاديد الزمن.
واليوم نقدم لقرائنا الأعزاء حلقة خاصة عن حياة الشيخ الراحل صالح ظفران رحمه الله ,, أبرز رواد واعلام الحركة التأسيسية لنادي الشباب صاحب لقب أول ناد رياضي يتم تأسيسه بالمنطقة الوسطى وممن عاصروا الأحداث التاريخية لتلك المسيرة التي شهدتها ساحة المنطقة الوسطى قبل ما ينيف عن نصف قرن من الزمن نتناولها عبر السطور التالية:
البطاقة الشخصية للفقيد
* الاسم: صالح ظفران الطويرقي.
* تاريخ الميلاد: من مواليد الطائف عام 1331ه.
* المهنة: عمل في مالية الرياض قي الستينيات الهجرية ثم انتقل للعمل في ادارة المجاهدين عام 1387ه وتقاعد في أوائل التسعينات.
* الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لثلاثة أولاد أحمد 45 عاما وطارق 43 عاما وحسان 40 عاما و4 بنات.
علاقته بالرياضة
بدأت علاقته رحمه الله بالرياضة في النصف الثاني من عقد الستينات الهجرية بالتحديد مع فريق الموظفين أول فريق يمارس لعبة كرة القدم بالمنطقة الوسطى الذي تزعمه البطلان حمزة جعلي ومحمد الصايغ يرحمهما الله وجاء انضمام الشيخ صالح للرياضة بتأثير قوي ومباشر من الشيخ عبدالحميد مشخص متعه الله بالصحة والعافية بحكم الصداقة المتينة التي كانت تربطهما في تلك الحقبة المندثرة.
وعندما دلف رحمه الله للساحة الرياضية وهي في مهدها ونشأتها الأولى,, اضحى ضمن الرواد والاعلام البارزين الذين ساهموا بالتأكيد في بناء واقامة الرياضة بالمنطقة الوسطى من خلال معاصرته للاحداث الرياضية التاريخية التي شهدتها ساحة المنطقة قبل ما ينيف عن نصف قرن من الزمن.
انضمامه لشباب الرياض
عقب انفصال فريق شباب الرياض البلدي عن فريق الموظفين وتولي شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد كساه الله ثوب الصحة والعافية رئاسته عام 1367ه كأول رياضي ينال هذا الشرف التاريخي,, انضم معه كل من الشيخ عبدالحميد مشخص والشيخ صالح ظفران وعبدالله بن أحمد وغيرهم من الرواد والمساهمين في دعم الحركة التأسيسية للفريق بعد انفصاله وهؤلاء الرجال الأوفياء والمخلصين بلا شك لعبوا دورا مؤثرا في استمرار المسيرة الشبابية وضحوا بالكثير من أجل اعلاء شأنها.
نصف الراتب لصندوق النادي!!
شكل رحمه الله أحد أبرز الداعمين للحركة التأسيسية لنادي الشباب وبحكم عمله في مالية الرياض كأمين صندوق نهاية الستينات الهجرية كان بمجرد ان يحصل على راتبه البالغ آنذاك 300 ريال يقوم بتحويل أكثر من نصف الراتب لصالح الصندوق الشبابي في الوقت الذي كان منزله لا يعرف من راتبه الا شيئا يسيرا طبقا لما ذكره الشيخ عبدالله بن محمد التويجري 81 عاما الذي رأس الشباب في أوائل الثمانينات بعد ابتعاد عبدالله بن أحم,, ضاربا بذلك أروع الامثلة في الوفاء والتضحية والعطاء لخدمة الرياضة بالمنطقة الوسطى بصفة عامة ونادي الشباب بالتحديد.
أول من اقترح الشعار
يعتبر الشيخ صالح ظفران الرجل الرابع للحركة التأسيسية لنادي الشباب أول من اقترح واختار شعار الفريق المكون من اللونين الأخضر والأبيض الذي كان يمثل شعار الوطن حيث اتفق الجميع برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في الاجتماع الذي اقيم داخل كراج سيارات صاحبة السمو الملكي الأميرة العنود بنت عبدالعزيز طيب الله ثراها والذي كان يشرف عليه محمد ابراهيم مكي رحمه الله واستمر شيخ الأندية بهذا الشعار حتى تم دمجه مع فريق النجمة عام 1388ه اذ حمل شعار النجمة الأزرق والبرتقالي حتى مطلع الحقبة التسعينية,, وبالمقابل تم استبداله للشعار المعروف حاليا الأسود والأبيض في عهد رئاسة الأمير فهد بن ناصر رحمه الله .
رجل مواقف
لم يكن دعمه رحمه الله متوقفا على المادة فقط بل شرع منزله بحي حلة العبيد المرقب حاليا ,, لاستقبال معسكرات الفريق من وقت لآخر واستقباله لأغلب اللاعبين الذين يتم استقطابهم من أندية المنطقة الغربية وابرزهم عثمان باطوق وعبدالقادر وعبدالرحمن كنلوج,,, للسكن في منزله وبالمقابل كان يقوم بنقل المجموعة الشبابية بسيارته شفر بوكس التابعة لمالية الرياض وفي عزالظهر لمقر التمارين يوميا إلى جانب حرصه أيضا على حل مشاكل اللاعبين الاجتماعية والمادية وتجلى ذلك عندما ساهم كثيرا في توظيف مجموعة من لاعبي الشباب أوائل الثمانينات في الزراعة بحكم ان أغلب مسؤولي في وزارة زراعة آنذاك هم من محبي فريق الشباب الذين كانت تربطهم علاقة قوية بالشيخ صالح الظفران.
تقدير مطلق!!
عندما تولى الشيخ عبدالحميد مشخص رئاسة فريق الاتحاد بجدة في أوائل عقد السبعينات الهجرية,, واستقراره هناك كان المرحوم صالح ظفران يحرص دوما على زيارته بالمنطقة الغربية,, ونظرا لعلاقة ابو غازي المميزة بالأمير عبدالله الفيصل يحفظه الله فقد كان يحرص على زيارته في قصره بجدة برفقة الشيخ صالح ظفران والالتقاء به وقد حظيا بتقدير من رائد الرياضة السعودية الذي كان يستمع لآرائهما ومشورتهما واقتراحاتهما التي تصب في مصلحة الرياضة بالمملكة بشكل عام.
السهر على راحة اللاعبين
يؤكد العديد من لاعبي فريق الشباب في الثمانينات ومنهم جبرين الجبرين وفيصل بكر ونادر العيد ان الشيخ صالح ظفران وعبدالله التويجري يعتبران من أكثر الاداريين حرصا على متابعة تفقد أوضاع اللاعبين في كل الأحوال,, ففي الوقت الذي تشهد فيه المناطق البرية اقامة معسكرات الفريق داخل رحابها,, كانا يقومان في منتصف الليل وفي عز البرد بتفقد أوضاع أبنائهم اللاعبين وهم خالدون للنوم,, فهذا اللاعب يغطى بالرداء والآخر يسهران على راحته,, الأمر الذي جعلهما قريبين جدا من نفوس اللاعبين.
أزمة مالية
مر الفريق الشبابي في النصف الأول من عقد الثمانينات بأزمة مالية حرجة فتطلب الأمر لتدخل رجال أوفياء لحل هذه المعضلة التي كادت ان تقود شيخ الأندية لعالم المجهول ومن خلف الستار كما هو ديدنه تجلى الشيخ صالح ظفران بموقف ينم عن وفائه واخلاصه لرسالته الادارية عندما ساهم في توفير المستلزمات المطلوبة للفريق من أحذية وملابس التي كان يحضرها غالبا من مصر كما عالج أوضاع بعض اللاعبين وفك أزمتهم ماديا طبقا لما ذكره لاعب الشباب السابق جبرين الجبرين في صورة تجسد أبلغ معاني الوفاء والتضحية لأولئك الرواد الذين نذروا أنفسهم لخدمة الرياضة بالمنطقة بكل صدق وأمانة.
عشق شبابي!
عرف عنه رحمه الله ,, عشقه الكبير وحبه الشديد لشيخ الأندية ففي اللقاءات التي كانت تجمع الشباب بشقيقه المنافس فريق الهلال بالذات الحاسمة كان لا يستطيع مشاهدة تلك اللقاءات وحضورها داخل الملعب لتأثيرها المباشر على اعصابه فيقوم بالتحول في ساحة الملعب الخارجة ملعب الصايغ بالرياض وفي نهاية المباراة يسأل عن النتيجة والكلام على لسان ابنه الأكبر أحمد 45 عاما.
حل شيخ الأندية
دلف شيخ الأندية في نهاية عقد السبعينات الهجرية بوابة الحل والشتات عقب ابتعاد رئيسه عبدالله بن أحمد بسبب العجز عن الوفاء بالالتزامات التي كان يجب توفرها للنادي وازاء ذلك توقفت أنشطة النادي 6 أشهر وقاب قوسين أو أدنى من الحل بصورة نهائية لولا جهود ودور كل من الشيخ صالح ظفران وعبدالله التويجري والشبابي المخضرم محمد بن جمعة الحربي,, والأخير ساهم كثيرا في بقاء الشباب وحفظه من الضياع من خلال الدعم اللازم من قبلهما .
سلفة من صندوق مالية الرياض
اثناء فترة تسجيل وتصنيف الأندية في مطلع الثمانينات حاول الشبابيون اعادة بعض اللاعبين الذين انضموا للاولمبي الهلال حاليا بعد حادثة الانفصال الشهيرة أوخر السبعينات حيث اقترح الشيخ صالح ظفران على الشيخ عبدالله التويجري أخذ سلفة من صندوق مالية الرياض للاستفادة من تلك المبالغ وصرفها على اللاعبين الذين سيتم جلبهم مقابل بعض الاغراءات المالية حيث منح عبدالرحمن السلوم دحمان 1500 ريال ومهدي بن علي وسيد سالم وبجانب مبروك الدبلي كل واحد منهم 1000 ريال حيث انضموا جميعا للشباب باستثناء الدبلي الذي أحدث مشكلة ادارية عندما وقع في الهلال والشباب وصدر بحقه قرار يتضمن ايقافه لمدة سنة,, وبعد مضي ستة أشهر رفع الايقاف عنه وتم اعادته لفريقه الأصلي الهلال !!
رفض الرئاسة
رفض صالح ظفران رئاسة نادي الشباب في النصف الثاني من عقد الثمانينات خاصة بعد انضمام ابن أحمد لنادي الهلال,, وعقب استقالة الشيخ عبدالله التويجري من رئاسة الفريق,, حيث لعب دورا كبيرا في ترشيح الأستاذ ابراهيم مديني لسدة الرئاسة وشكل رحمه الله أبرز الداعمين لتلك الادارة الجديدة وساندها كثيرا في بعض المواقف العصيبة.
دعم سخي!!
جاء ابتعاده عن العمل الاداري بعد رحلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود في أوائل الحقبة التسعينية حيث كان آخر عهده بالنادي حتى حضر آخر اجتماع في حياته التي عقدته الادارة الشبابية آنذاك برئاسة الأمير فهد بن ناصر رحمه الله وضم أبرز رواد واعلام الحركة التأسيسية ومنهم بجانب صالح ظفران عبدالحميد مشخص وعبدالله التويجري حيث قدم تبرعا سخيا دعما لتلك الادارة مؤكدا معزته ومحبته للمسيرة الشبابية التي عاصرها وهي في مهدها ونشأتها الأولى.
ابتعاده عن النادي
رغم ابتعاده عن النادي وعزوفه عن الحضور بعد تقدم سنه 78عاماً و اعتذاره عن بعض الاجتماعات التي كانت تتطلب حضوره ووجوده للاستفادة من آرائه وخبرته الادارية ولمكانته أيضا لدى الشبابيين ظل يتابع أحوال وشؤون البيت الشبابي بقلبه ومشاعره حتى ان ابنه الأصغر حسان 40 عاما سار على نهج والده في خدمة الشباب وعمل داخل دهاليزه في الادارة منذ 1411ه.
رحيله رحمه الله
توفي رحمه الله عام 1410ه بعد ان داهمه مرض عضال حيث سافر للخارج لتلقي العلاج ومكث هناك شهرا وعاد للعاصمة وتوفي بعد أيام عن عمر يناهز 78 عاما تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته,
وبالمقابل اكتظ منزله بحي السلمانية بالمعزين من أصحاب السمو الأمراء وعدد من الشخصيات الرياضية المرموقة,, الذين جاءوا يقدمون نتاج ما زرعه على أرض هذه الدنيا الفانية من حسن تعامل ودماثة خلق وتواضع جم وطيب قلب مع الآخرين, وبحكم صداقته المتينة والطويلة التي كانت تربط الفقيد بعبد الحميد مشخص ومحمد ابراهيم مكي رحمه الله ولمكانته العالية في نفوسهما اضحيا يستقبلان المعزين في منزل صالح الظفران وهما يجهثان بالبكاء لرحيل أبرز رواد الحركة التأسيسية لنادي الشباب ورجاله المخلصين.
ماذا يقول الشبابيون عن الفقيد صالح ظفران رحمه الله
الشيخ عبدالله التويجري: عاصرت رفيق دربي وأخي العزيز الراحل صالح ظفران رحمه الله منذ أكثر من نصف قرن بحكم الجيرة التي كانت تربطني به في حي المرقب,, وزادت علاقتي به كثيرا أيام ما كنا نعمل سويا في مالية الرياض وعندما نتناول سيرته رحمه الله فان المقام يطول بنا ولكن يكفي انه من أبرز المساهمين للحركة التأسيسية لنادي الشباب وأحد رجاله المخلصين الذين كرسوا جهدهم وضحوا بمالهم من أجل اعلان شأنه,, فقد كان رجلا محبوبا من الكبار والصغار وعرف عنه الالتزام الديني وطيب المعشر وكل سمات الخير والصلاح متوفرة في ذاته,وأتذكر جيدا حينما سافرت في مهمة عمل للمنطقة الغربية كان يحرص رحمه الله على زيارة منزلي وتفقد متطلبات واحتياجات أهل البيت,, مثمنا بذلك حق الخيرة التي حثنا عليها ديننا الحنيف.
الشبابي المخضرم محمد بن جمعة الحربي: الشيخ صالح ظفران رحمه الله أحد رجال الحركة التأسيسية الفاعلين وأبرز الشخصيات الرياضية التي كان يفتخر بهم نادي الشباب وممن دعموا تلك المسيرة في بداياتها الأولى بصورة أكثر اخلاصا ووفاء وعطاء حيث كان يعتبر بالنسبة لنا كلاعبين بمثابة الوالد والأب الحاني بمواقفه التي غمر بها الجميع ممن كانوا يعانون من ظروف مادية أو اجتماعية وخلال ذلك,, عاشرته أيضا اداريا فكان نموذجا يحتذى به في تعامله وصدقه وصفاء قلبه حتى انه كان يتنازل عن حقوقه اذا كانت من أجل الصالح العام وباختصار العم صالح ظفران طيب الله ثراه مدرسة مثالية في كل شيء.
مهاجم الشباب في الثمانينات جبرين الجبرين: لا يمكن بأي حال من الأحوال ان ينسى التاريخ الشبابي بصمات وأدوار أبرز اعلام ورواد هذا الكيان العريق,, فالشيخ صالح ظفران رحمه الله رجل يمكن تصنيفه من طبقة الأوفياء الذين قدموا عصارة جهدهم على مدى عقود من الزمن في سبيل خدمة البيت الشبابي ويكفي مواقفه النبيلة مع أبنائه اللاعبين وهم في أحلك الظروف وأصعب المواقف الأمر الذي يؤكد معدنه الأصيل وطيب قلبه الكبير.
فيصل بكر مدافع الشباب السابق: العم صالح ظفران شخصية رياضية اجتماعية معروفة باخلاقه العالية وتعامله الرفيع مع الجميع وحبه الكبير للفريق الشبابي وأتذكر بعد نهاية كل مباراة يقوم رحمه الله بالتحدث مع اللاعبين ويوضح بعض الأخطاء التي تصدر منهم ميدانيا,, بأسلوب مثالي ينم على خلقه وسلوكه الجم مما يكون لذلك وقع في نفوسنا كلاعبين كان شديد الملاحظة على اللاعبين ويحثهم على الالتزام بالخلق واحترام الفريق المقابل والحكام أيضا,, ولعل اكتظاظ منزله بعد رحيله من المعزين انما هو دليل حي يؤكد مدى محبته ومكانته العالية في نفوس هؤلاء.
|
|
|
|
|