أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th August,2000العدد:10172الطبعةالاولـيالجمعة 4 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

كلمة في التربية
بث المبادئ والقيم في النفوس البشرية مهمة شاقة فيها من (الصعوبة) الشيء الكثير وتحتاج إلى ثقافة ودراية بخبايا النفوس بل تحتاج إلى الكثير من العلم والمعرفة لأنها تهدف إلى تغيير قناعات وصل إليها الفكر الإنساني واستنتجها عبر سنوات من الأفكار والتجارب والمواقف والقراءات والثقافات من كل حدب وصوب فمن خلال هذا كله يكون الفكر (الإنساني) وجهة نظره تجاه الأشياء باستنتاج يعتقده ويتمسك به بل قد يجاهد من أجله إنها في الأخير نتيجة أو فكرة خاصة وصل إليها واستراح عندها وهذه القيم سواء كانت صحيحة أو خاطئة تختلف من شخص لآخر فما نؤمن به قد لايؤمن به الآخرون وما قد يؤمن به الآخرون يمكن أن نرفضه إنها عقائد ومبادئ تختلف من أشخاص لآخرين وقد تختلف من حيث درجة التمسك بها ومن لايتمسك بمبدأ معين فهو في الوقت نفسه يتمسك بمبدأ آخر وهو مبدأ رفض ذلك المبدأ نفسه وهكذا,,, ولهذا كان تعديل النفوس أصعب بكثير مما يتصوره بعض الموجهين واقناعها بفكرة معينة مهمة لايتمكن منها إلا النادر من الناس ممن وهبهم الله قدرة على ذلك كالأنبياء عليهم السلام، وخير دليل على ذلك قوة المعجزات (القوية البرهان) التي تمنح للأنبياء فتكون معجزة لتؤثر في شدة التمسك بفكر معين وتتمكن من تفكيك تلك الشدة وتلك القوة في التمسك بالمبدأ الخاطئ ولذا فإن من يحاول أن يكون مصلحاً أو مربياً أو موجهاً فمهمته ليست بالسهلة ولابد وأن يتميز بالعلم أولاً ثم بالطرق السليمة في التوجيه التي تعتمد على المنطق والاقناع الفكري أو (الاقناع بالمنطق) حتى يستطيع التأثير في الآخرين ليتمكن من قوة شدة تمسكهم بأفكارهم التي يراها خطأ ولابد أن تكون لديه (البراهين) التي تثبت صحة فكره.
إن فرض النصيحة بالقوة (وخاصة مع الابناء) أو بالرقابة أو فرض النصيحة بأوامر (ديكتاتورية) طريقة خاطئة وعندما تتم تربية الابناء بتلك الطرق الخاطئة فإن تمسكهم بها يكون امام الموجه او المربي سواء كان الأب أو المعلم أو غيره فقط بحذر وبقلق دون اقتناع وهذا ينعكس سلبياً على نفسياتهم وعندما يشعرون بأنهم في أمان من رؤيته سواء كان ذلك الشعور على سبيل الحياء أو الخوف أو عدم معرفته بما يفعلون فسيرمون بذلك التوجيه عرض الحائط لعدم قناعتهم به والطريقة المثلى للتربية أو التوجيه أو النصح أن يكون هدفها الرئيسي الاقناع والاقتناع ولا ياتي إلا باستخدام طريقتين معا كما أشار إليها القرآن الكريم الحكمة والموعضة الحسنة والإقناع يتم بالعلم والمعرفة بحيث تعرف الأسباب وفلسفة الأشياء والثمرة والهدف من التمسك بالمبدأ,, وهكذا.
كلمة أخيرة: إن التربية مهمة صعبة من لا يحسنها يعكسها لتصبح,, قلقا,, وخوفا,,, وحذرا بلا فائدة.
مجيب الرحمن العمري
تبوك

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved