أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th August,2000العدد:10172الطبعةالاولـيالجمعة 4 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

حتى تكون الصورة المرورية أكثر إشراقاً
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ليس أروع ولا أجمل وانت تقلب صفحات (جزيرتك) متنقلا بين موضوعاتها من ان تكتحل عيناك بحرف صادق وطرح هادف أراد به كاتبه لفت الانظار نحو خلل ما أو إبداء ملاحظة تجاه قضية تهم المجتمع بكافة اقطابه وهذا ما شعرت به وانا اهم بطي الصفحة الاخيرة من عدد الجزيرة 101680 ليوم الاثنين الموافق 29/4/1421ه حيث الرنة الثالثة ل المبدع طرحا والمشوق اسلوبا الكاتب عبدالرحمن بن محمد السدحان حيث (لاآته) المرورية العشر حيث لمست في هذا الموضوع بمضامينه الموضوعية ودوافعه التي يشم منها القراء غيرة الكاتب من الحال التي آل اليها واقع المجتمع تجاه السيارة سبيلا لكي ابدي بعض المرئيات ليس من قبيل سد خلل او تتمة لنقص قد اعترى موضوع الكاتب بل على العكس فأنا ارى بأنه قد وفى وكفى بصورة تجعل ما سأكتبه عبر سطوري المقبلة حمل تأييدا مطلقا لفحوى موضوعه وابداء بعض مرئيات حملت لي الاذى والجرح كونها تقع من قبل رجل المرور الذي ارى ان موقعه يحتم عليه ان يكون قدوة وأسوة يتأسى بها الجميع وبخاصة فئة المراهقين.
وقبل ان اشرع في تدوين ملاحظاتي اعيد التذكير بأهمية (لاآت) السدحان العشر للمعنيين بالمرور والمتعاملين مع السيارات على حد سواء، وكم اتمنى من الجميع لو خصوها بمزيد من التأمل والاطلاع وتفحص مضامينها والعمل على استثمار ما جاء فيها من الايجابيات وتجنب السلبيات علّ ان يتحقق حلم الجميع ليأتي اليوم الذي تكون فيه الكوارث المرورية من الندرة بمكان,.
عزيزتي الجزيرة:
اسمحي لي في البداية ان اضع في عنقك شيئاً من المسؤولية واتمنى عليك ان تسهمي بدورك المتوخى من مؤسسة اعلامية رائدة عرف عنها انها سباقة لكل ما من شأنه نفع المجتمع وابنائه اذ كم اتمنى لوتبنيت عبر صفحاتك ندوة مرورية تكون مسلسلة على حلقات تهدف الى تنوير المجتمع وتوعية اصحاب المركبات بمتطلبات السلامة وكل سبيل من شأنه ان يعيد السيارة للحقيقة التي اوجدت وصنعت من اجلها كوسيلة (عبور) لا وسيلة (قبور) ولتتحقق الغاية القصوى من هذه الندوة فكم احبذ لو تمت على نطاق عالمي وذلك باستقطاب كل المهتمين والمعنيين بالمرور وكوارث السيارات، فهل انت فاعلة ايتها العزيزة سيما وانا اراك من القادرين على التمام,؟
ثمة ملاحظات اخرى تمس المرور رأيتها بأم عيني علّ ان يكون في طرحها سبيل للعلاج الخصها بالنقاط التالية:
اولا: سمعت (حنة) سيارة من خلفي القيت عليها نظرة بالمرآة فاذا بها تنطلق بسرعة صاروخية هائلة لا اخفي انني ذعرت من جرائها وارتبكت فلم اعد اعرف كيف اتصرف بعد ان وجدت (قدمي) تتجه نحو (الكابح) وحين جازتني تلك المركبة وبينما اخذت اتنفس الصعداء حمداً لله على السلامة اذ بمركبة (المرور) تنطلق خلف السيارة بصورة لا تقل عما كنا نشاهده عبر افلام المطاردة، ولكم ان تتخيلوا حالتي انا الذي كنت ضحية هذه اللحظة من المطاردة بواسطة مركبتي وكم ادخل عليّ هذا الموقف من الذعر قبل ان اتمم لكم الصورة مقسماً بالله ان هذا المشهد الحقيقي لم تجرِ وقائعه عبر احد الطرق السريعة او فيما بين محافظة واخرى ولكنه تم في السوق التجاري بمحافظة البكيرية، هذا السوق الذي تؤمه النساء وبينهن كبيرات السن وبصحبة هذه او تلك اطفال كان لي ولهم لطف الله بعد ان ستر علينا فلم يصب اي منا بمكروه وكم اتمنى وانا اسوق هذا الموقف ان تكون الحالة طارئة وليست مما تتكرر مشاهداته هنا وهناك سيما في اوساط مجتمعات المدن والمحافظات.
ثانيا: كان الزحام على اشده بصورة احدث ربكة مرورية خانقة ارتفعت معها المنبهات واصوات التأفف بعد ان ظلت المراكب لا تحرك ساكنا، وبعد ان سنحت لي الفرصة بعد طول (جهد) ومشقة اذ بسيارة المرور في (فتحة) الطريق يقف عندها رجل مرور بينما الآخر يمتطي صهوتها وقد انخرطا في موجة (سوالف) فيما يبدو والدخان يتطاير بكثافة من سيجارة الأول وهنا وجدتني اسأل نفسي عن جدوى بقائهما في هذا المكان بعد ان ظلا يمارسان دور المتفرج والزحام على اشده، حين ذاك عادت بي الذاكرة قليلا لشهامة ذاك المواطن الذي نزل ذات يوم بعد ان ركن سيارته على جنبات الطريق وقام بعملية تنظيم حركة السير في ذات الموقع لم يمنعه من ذلك (لهب) الشمس الحارق ولا الثوب والشماغ والعقال فتمنيت لو كنت وكنا جميعا ذاك المواطن بمواطنته الحقيقية والصادقة.
ثالثا: مما يضايقني حقا وحديثي حول سلبيات رجل المرور هو ان بعضهم يبدو كمن يريد ان يطير من الفرح وهو يمسك بك متلبسا بمخالفة بينما لا يتورع في ان يضرب بالانظمة عرض الحائط حينما الامر يتعلق بحاجة او امر يعنيه كما هو الحال حينما يريد احدهم وجبة غداء من احد المطاعم فيوقف المركبة في (عرض) الطريق ويضرب المنبه ليأتيه صاحب المطعم ليتعرف على المطلوب ثم يقوم بتجهيزه وتوصيله اليه وهو مازال في مركبته, وهنا لي بعض الملاحظات.
اولاها: ما نشاهده من تخلي بعض المطاعم عن خدمة الزبون وتوجهه (كالمذعور) تجاه مركبة المرور تاركا بقية الزبائن على طاولة الانتظار رغم أولوية حضورهم مما ينال من نظرة الجميع تجاه رجل المرور.
والملاحظة الثانية: هو انه يظل لمدة لا تقل ان لم تزد عن عشر دقائق وهذا على حساب عمله الاساسي وقيامه بدوره الأمني على اكمل وجه وقد كان بإمكانه اذا كان ولا بد ان ينصرف بعد الطلب ويعود في الوقت المحدد لتكون الوجبة جاهزة ومعدة للأكل!! ناهيك عن الموقف الذي ظل ينتظر فيه حتى اكتمال الوجبة وماذا عساه ان يفعل لو ان سواه من المواطنين قد قام بذات التصرف، اظنه لن يتردد ولو للحظة في ان يسجل عليه مخالفة مرورية وبصورة قد تسد نفسه عن الوجبه التي خرج من المطعم متأبطا اياها فتكون خسارته مزدوجة!
وقبل الختام اجد من الانصاف ان اقول بأن هناك نماذج مشرقة وصوراً زاهية لرجل المرور الاسوة الامين على ما اؤتمن عليه وبنفس راضية وهم ولله الحمد يمثلون السواد الاعظم وبينهم من يبذل فوق ما يتطلبه عمله، وهنا يجدر بي ان اسوق هذا المشهد الرائع بما يتضمنه من وعي وصفاء نفس وانسانية كاملة المعاني حيث كبير السن يستظل بظل شجرة بينما العرق يتصبب من رجل المرور الذي بادر بمساعدة هذا المسن بعد أن (بنشر) عليه احد اطارات المركبة فأعاده لوضعه السليم من خلال عملية استبداله بالاطار الاحتياطي (البديل) مما اتاح للمسن الفرصة ليواصل سيره من دون أن يتكلف عناء ومشقة الفك والربط.
ختاما: هي ملاحظات اردت ان اضعها بين يدي المعنيين وفاء بدوري كمواطن تقع عليه المسؤولية ليكون العين التي يطلع من خلالها المسؤول على القصور وتبدي له الملاحظات ليعمل على تلافيها ووضع حد لها يضمن عدم استفحالها وتناميها.
والله من وراء القصد.
عبدالله بن ناصر الخزيم
مدرسة عمر بن عبدالعزيز بالبكيرية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved