أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th August,2000العدد:10172الطبعةالاولـيالجمعة 4 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

المراجع ومرارة توقيع العمدة في حفر الباطن
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يتعب الإنسان كثيرا حينما يوجه للعمدة للختم والتوقيع على معاملة ما، يقف ليسأل نفسه عدة أسئلة أهمها: أين سيجد السيد العمدة؟ ومتى؟ وما نفسيته؟ وهل سيوقع أم لا؟
فهل سيجده في مكتب العمد؟ ام في البيت؟ أم يعمل في مكان آخر (over time) لأن لديه من الوقت ما يسمح له بمزاولة مهنة أخرى.
يأخذ المراجع أوراقه متجها للعمدة وهو لا يعلم هل ستمكث عنده ساعة أو يوماً أو أسبوعاً أو أكثر وربما فقد بعضها لكثرة تردده على من لا يحكمه زمان، يدخل المكتب المخصص للسادة العمد فلا يجد سوى واحدا من الكل هذا إن وجد، وقد ازدحمت عليه الطوابير حتى تكاد لا تراه من بينهم، فلا ترى سوى الأوراق تلوح بأيديهم، ونظرات التعب والفرح بأعينهم، تعب مضن من أثر الرحلة الشاقة في سبيل البحث عن السيد المذكور، والعالم الدكتور، وفرح من جراء لقائه السعيد، ومحياه البهيج.
في البداية تدعو له على إخلاصه في العمل لكنك ما تلبث ان تسمع كلاما يطرق طبلة الأذن وبقوة فهناك من يقول: الحمد لله أخيرا وجدناه بعد يومين، وهناك من يقول الحمد لله وجدناه بعد اسبوعين,, وهناك من عاد بخفي حنين لأنه لم يحظ بالقبول من السيد العمدة حتى وان كان من سكان الحارة ربما لأنه لا يدير تجارة، وليس مسؤولا في إدارة والعذر في ذلك انه لا يعرفه، ولم يمر عليه اسمه.
تسأل عن السيد العمدة فيقال لك من زملاء العمل: انه سيأتي عند الساعة الحادية عشرة او الساعة الواحدة، فبالله عليكم أي عمل يبدأ عند هذه الساعة؟ تذهب ثم تعود عند الوقت المحدد فلا تجده ثم يقال لك ثانية: ربما تجده عند بيته، تذهب وتطرق الباب، متخذا الأسباب، داعيا رب الأرباب ان تجد من سلمت اليه هذه المسؤوليات، لانه وضع لك تاريخاً من مرجع المعاملة وقد انتهى، وتحمل اوراقا لو نطقت لقالت كفى، فيخرج اليك من يخبرك بأن السيد العمدة مسافر منذ فترة، تعود لتسأل نفسك لماذا يخبرني زملاء العمل بانه حاضر وهو مسافر؟ فهل هذا من باب تعاون الأصدقاء! المراجع يحكم ويلاحظ عدم التقيد في الدوام من الوهلة الأولى، حتى اصبح توقيع العمدة يعتبر أهم المراجعات والمعاملات لا لدقته ولكن لصعوبة ملاقاة ومواجهة حامل الختم.
أخيراً اتمنى ان تكون هناك مراقبة وحساب لهؤلاء العمد كما اتمنى منهم أنفسهم ان يقوموا بعملهم على أكمل وجه مراعين الله بهؤلاء المراجعين الذين كم تفطرت أقدامهم واحترقت جلودهم من لهيب الشمس الحارقة صيفا، ومن برودة الجو القارص شتاء وهم يبحثون عنهم، وكم تجاوزت معاملاتهم التاريخ المحدد ولم تحظ وتتشرف بختم العمدة وتوقيعه.
مناور الظفيري حفر الباطن

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved