أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th August,2000العدد:10172الطبعةالاولـيالجمعة 4 ,جمادى الاولى 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
الحساسية الاجتماعية
د,رقية بنت محمد المحارب
هناك من يقول إن الحساسية الاجتماعية من بعض الأمور هي السبب وراء تأخرنا وهي الشيء الذي يعوق تقدمنا الحضاري, وعند التعمق في المقصود بهذه الحساسية الاجتماعية وما هي الأمور لا نجد تصريحاً بها وكأن هناك تخوفاً من المجاهرة بها لأنها فعلاً تتنافي ليس مع حساسية اجتماعية ساذجة وإنما مع مسائل شرعية واضحة, وتبرز مسألة المرأة ثرية بالأمثلة في هذا الموضوع خاصة، فرفض الاختلاط وانتقاد التبرج والتأكيد على البعد عن القتنة وعدم التبسط في الكلام مع الأجانب ومصافحة النساء كل هذا يعد عند بعض الناس حساسية اجتماعية مبالغ فيها!!
ليس عيباً أن يكون ثمة حساسية اجتماعية ضد المخالفات الشرعية، بل إن المشكلة أن تزول النفرة مما يخالف المقاصد الشرعية، وليس تقدما في المجتمعات أن يداس على المبادئ والقيم والأخلاق الرفيعة كما أنه ليس تأخرا حماية الهوية وتأكيد الخصوصية، في جانبها الشرعي الصحيح هناك من يدعو إلى ترك الكلام عن الخصوصية خصوصية البلد وخصوصية المجتمع بحجة أن هذا لا يناسب عصرنا الذي انفتحت فيه الثقافات على بعضها وحان وقت التعايش الذي يضع المجتمع نفسه على قدر المساواة مع الآخرين أو بحجة أن الحديث عن الخصوصية ينم عن تعال وغرور كبيرين, وهنا خلط واضح، فإذا كان المقصود مجرد ذكريات أدبية أو تغن بتراب أو حماية لعادات وتقاليد لا تتفق مع مراد الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل ربما تتعارض معها فنعم قد يقبل أن توضع على قدم المساواة, وإن كان الهدف هو التخلي عن قيم شرعية ومبادئ إيمانية ووضعها بالتساوي مع تيارات منحرفة فهذا لا يقول به إلا فئة معروف انتماؤها ومكشوفة راياتها, وقد قال ربنا جل وعلا ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين .
هناك فعلاً طائفة تخجل من انتمائها أمام الآخرين وتود لو أنها ولدت بعينين زرقاوتين وشعر أشقر لكن هذه مشكلتها هي وليست مشكلة المجتمع، وكان ان قاومت هذه الفئة بصبغ أفكارها باللون الأشقر امتثالاً لقول القائل فليسعد القول إن لم يسعد الحال!
إن تربية روح الاعتزاز بالدين ينبغي أن تتبناه الأسرة في أحاديثها من حين لآخر وبدلاً من سرد حكايات قبل النوم للأطفال لا تخدم أهدافاً تربوية فإن زرع هذه المفاهيم التي من أبرزها التعريف بالانتماء الحقيقي والاعتزاز باللغة والهوية أمر مهم ولا نمل من تكرار هذه المفاهيم وغيرها بمختلف الوسائل واغتنام الفرص المتاحة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved