| متابعة
* طهران فرشيد موتاهاري د,ب,أ
على الرغم من ان الانتخابات الرئاسية الايرانية ستجرى بعد مدة لا تقل عن عشرة اشهر الا ان حملة انتخابية ساخنة بدأت بالفعل عقب اعلان الرئيس محمد خاتمي الاسبوع الماضي عن استعداده لترشيح نفسه لفترة ثانية,وقد وصفت صحيفة رسالات المحافظة اليومية اعلان خاتمي بأنه سابق لاوانه وانه يحرم اصلاحيين آخرين من الاستفادة من حقوقهم الديمقراطية بترشيح انفسهم للمنصب,ومن ناحيتها وصفت صحيفة ايران الحكومية اليومية ردود الفعل الاولية على اعلان خاتمي بأنها متخوفة ومتسرعة .
اما الاصلاحيون فهم يختبرون امكانية ترشيح وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي، السياسي الشهير من الجناح المحافظ المعتدل، للمنصب, غير ان ولايتي نفى الشائعات حول ترشيحه.
يقول محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني ورئيس حزب المشاركة لايران الاسلامية اكبر حزب في البلاد ان احد اهدافنا الرئيسية هو الحصول على اكثر من 70 في المائة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مايو المقبل .
وفي حين يعتمد المحافظون على رجال الدين التقليديين في البلاد، فان عدة تكتلات سياسية اصلاحية التوجه تساند خاتمي، على رأسها حزب المشاركة لايران الاسلامية الاجتماعي الديمقراطي الذي يهيمن على الهيئة التشريعية.
ويتطلع جناح الاصلاح الى تحقيق رؤية خاتمي بشأن الديمقراطية الاسلامية ، بيد ان المحافظين يتهمون الاصلاحيين بأنهم ينوون الانحراف عن مسار النظام الاسلامي الذي يعتمد على ولاية الفقيه، او القيادة الاسلامية العليا، والتي يشغلها حاليا علي خامنئي,وقد تلقى الاصلاحيون، المتهمون بالسير على نهج علماني، لطمة قاسية بعد ان قامت عناصر محافظة في الهيئة التشريعية باغلاق كافة الجرائد الناطقة بلسانهم تقريبا، والزج بعدد من الصحفيين والكتاب ذوي التوجه الاصلاحي في السجن.
يقول احمد قابيل، وهو استاذ جامعي اصلاحي التوجه لا تستطيع ان تحارب ظاهرة الفكر بالمحاكم والسجون ، ويضيف هاشم اقاجاري، وهو اصلاحي آخر في نفس السياق ان ذلك اشبه بمحاولة حبس الريح والعاصفة في قفص .
ويحاول الاصلاحيون تبني استراتيجية جديدة في الفترة الثانية من رئاسة خاتمي، ولكنهم لم يوضحوا ماهية هذه الاستراتيجية الجديدة, ويعتقد المراقبون انهم يعتزمون جعل اسلوبهم اكثر هجومية بعد ان اصبح لهم معاقل قوية في السلطة التشريعية,يقو اقاجاري في فترة ما قبل النهضة، كانت الديمقراطية دائما تتعرض للقمع بحجة الدين، وقد اثبت تاريخ ايران ان تجربة مزج الدين بالسياسة لم تفلح مطلقا,, ومن ثم، لابد ان يتم الفصل بينهما .
كما انتقد اقاجاري نظام ولاية الفقيه وقال انه يرتفع ليس فقط فوق القانون والدستور ولكن فوق النقد ايضا.
ويرغب انصار خاتمي في تطبيق راديكالي للديمقراطية الاسلامية في حين يحث الاشخاص العاديون خاتمي على تحسين اوضاع الاقتصاد الى جانب التغييرات السياسية.
ومن جانبه، ينأى خاتمي بنفسه عن مطالب تحقيق تغييرات جذرية، ولكنه اعلن في الوقت ذاته انه ينوي الدفاع بقوة عن الاتجاه الاصلاحي, ويتساءل المراقبون ما اذا كان مؤيدوه سيقنعون، خاصة في فترة رئاسته الثانية، بأسلوبه الذي يتسم بالاعتدال والحلم.
يقول عبدالكريم سوروش الذي ينتمي للاسلاميين الجدد مازال الطريق امامنا طويلا، ولم يتضح بعد ما الثمن الذي سيتعين علينا دفعه لبلوغ النهاية .
|
|
|
|
|