| متابعة
* القدس هاوارد جولر رويترز
تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك صفعة مزدوجة وهو يخوض مرحلة حرجة من عملية السلام يوم الاربعاء فقد استقال وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي من منصبه واتخذ البرلمان الاسرائيلي خطوة اولى نحو اجراء انتخابات مبكرة.
ونفذ ليفي 62 عاما تهديده بالاستقالة متهما باراك بتقديم تنازلات اكثر من اللازم للفلسطينيين في قمة كامب ديفيد دون الحصول على شيء في المقابل, وانتهت القمة دون التوصل الى اتفاق.
وبعد ساعة من اعلان ليفي صوت الكنيست الاسرائيلي المؤلف من 120 عضوا باغلبية 61 صوتا مقابل 51 صوتا وامتناع ستة اعضاء عن التصويت لصالح حل البرلمان.
وكان هذا تصويتا اوليا حيث ان عمليات التصويت الحاسمة سوف تتم بعد شهور, ولكن هذه النتيجة تؤكد ضعف باراك سياسيا من خلال اظهار ان بمقدور المعارضة تأمين 61 صوتا وهو العدد اللازم للاطاحة بباراك في اقتراع على حجب الثقة.
وابدى باراك اسفه لقرار ليفي ولكنه ما زال يبدو واثقا وقال للصحفيين انه سيضاعف جهوده من اجل قيام ائتلاف جديد هدفه انهاء 52 عاما من الصراع مع العرب وتعزيز الاقتصاد.
وليس لنتيجة التصويت في القراءة الاولى لمشروع القرار اي تأثير رسمي لانه يتعين ان يعرض هذا المشروع على لجنة برلمانية لتقره ثم سيحتاج لثلاث قراءات ليصير نافذ المفعول.
وقال باراك الانتخابات ابعد مما تظنون .
واضاف ربما يكون امامنا ثلاثة شهور نحاول خلالها اما تعزيز مفاوضات السلام او الحكومة وربما تكون هذه الايام التسعون اهم فترة في جدول الاعمال الاسرائيلي الحالي .
ويعتزم باراك مواصلة السعي من اجل السلام بذهابه الى مصر امس الخميس حيث اجتمع بالرئيس المصري حسني مبارك الذي التقى بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الاول.
وفقد باراك الذي انتخب في مايو ايار 1999 اغلبيته البرلمانية في الشهر الماضي اذ تداعى الائتلاف اليميني اليساري عشية مغادرة باراك الى قمة كامب ديفيد, فقد انسحب اليمينيون خشية ان يقدم تنازلات.
وعلى الرغم من ان استقالة ليفي ضربة على المستوى المحلي الا انها لم تعتبر في الخارج ذات تأثير كبير على مساعي السلام.
ففي مدينة الاسكندرية بمصر قال عمرو موسى وزير الخارجية المصري للصحفيين يوم الاربعاء هذا امر معروف وليس جديدا فهو يقصد ليفي لم يشارك في كامب ديفيد اصلا, السياسة لا تتغير بتغير الاشخاص .
وقدم ليفي استقالته التي تسري بعد 48 ساعة بعد ان اخفق باراك في تشكيل حكومة وحدة وطنية بين ائتلاف اسرائيل واحدة والحزب المعارض الرئيسي حزب ليكود.
وقال ليفي انا خائف للغاية على المستقبل, اتمنى حقيقة ان يكون هناك احساس بالمسؤولية والحكمة لتشكيل حكومة وحدة وطنية .
وانتقد ليفي استعداد باراك في كامب ديفيد لدراسة مشاركة السيادة على القدس الشرقية العربية مع الفلسطينيين.
واضاف اننا نتحدث عن قلب المدينة القديمة بالقدس, اننا نتحدث عن اشياء ترتبط بها الغالبية العظمى من الامة في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل .
ونجا باراك من اقتراع على حجب الثقة عن حكومته في الكنيست يوم الاثنين مما اعطاه فسحة من الوقت مدتها ثلاثة اشهر لالتقاط الانفاس خلال عطلة البرلمان.
والمرشحون المحتملون لشغل منصب ليفي هم شلومو بن عامي وزير الامن العام وهو مفاوض بارز في محادثات السلام مع الفلسطينيين ودان ميريدور اليميني المعتدل الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست ويوسي ساريد رئيس حزب ميريتس الذي كان يشغل منصب وزير التعليم في حكومة باراك وشمعون بيريس رئيس وزراء اسرائيل الاسبق الذي خسر لتوه انتخابات الرئاسة امام اليميني موشي كتساف.
من جانبها اعتبرت السلطة الفلسطينية ما حصل في اسرائيل من دعوة الى انتخابات مبكرة واستقالة وزير الخارجية ديفيد ليفي شأنا داخليا.
وقال محمود عباس ابو مازن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للصحفيين هذه امور تتعلق بشؤونهم الداخلية وبالتالي لا اعتقد ان لها انعكاسات سياسية .
وعلى سؤال ما اذا كان رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك سيتمكن من مواصلة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني اجاب ابو مازن ما حصل اليوم هو التصويت على الانتخابات المبكرة بقراءة تمهيدية تتبعها قراءات اخرى بعد ثلاثة اشهر لذلك فهو باق رئيسا للوزراء .
وتعليقا على استقالة وزير الخارجية ديفيد ليفي، قال نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نراها بالضرورة سلبية وموقفا سلبيا ضد باراك الذي اضاع وقتا طويلا وهو يحاول التحالف مع كل الاحزاب يمينا ويسارا ودينيين وعلمانيين .
وقال شعث اعتقد ان على رئيس وزراء اسرائيل ان يحزم امره بالاتجاه الى السلام لان تحقيق السلام سيدعمه الشعب الاسرائيلي والفلسطيني والعالم بأسره وها هو الطريق مع انه ليس لنا ان نتدخل في الشؤون الداخلية لكن عملية السلام ليست شأناً داخليا اسرائيليا وانما هي شأننا جميعا .
|
|
|
|
|