| الثقافية
إن باستطاعة أي فرد يتحلى بالعقلانية والتفكير السليم أن يقسم جيل الشباب المعاصر في مجتمعاتنا إلى قسمين مختلفين: قسم عرف طريقه السوي من أجل النجاح والتقدم في هذه الحياة، وقسم التحق بمركب غير مركبه ليوصله إلى أرض الضياع.
ولكن ماهي الاتجاهات والسلوكيات التي جعلت قسما من هذا الجيل الشاب يرقى الى أعلى مستويات النجاح، وماهي تلك المؤثرات والسلوكيات الأخرى التي تبعها القسم الآخر من الجيل الشاب نفسه فأوصلته إلى الفشل والتخلف؟؟؟
إن ما جعل قسماً من الشباب يصل إلى مرحلة التشبع بالسلوكيات السلبية هو ثمة مجموعة من العوامل والمؤثرات الملموسة التي يعايشها الشاب في حياته اليومية, من هذه العوامل على سبيل المثال لا الحصر: ثورة شبكة المعلومات العالمية الإنترنت وثورة القنوات والبرامج التلفزيونية وثورة عالم السيارات وصيحات الملبوسات العصرية, هذه المؤثرات جعلت هذا القسم من جيل الشباب يتلف وقته في زيارة مواقع ألعاب التسلية وزيارة مواقع اللغو والثرثرة chatting أو الغرق في المشاهد التي تتنافى مع الأخلاقيات والقيم والمبادىء الإسلامية وذلك على شبكة الإنترنت, أما عن برامج وقنوات التلفزيون فحدث ولا حرج لأن الشاب هنا أصبح مدمنا على مشاهدة شاشة التلفزيون وما تعرضه من إغراء وعنف وسخافات، أما اقتناء الشاب للسيارة العصرية والملبوسات العصرية فهو مطلب أساسي ومهم وذلك للتفاخر والمباهاة بين الناس ومن ثم تكوين شخصية مغرورة وزائفة, وخلاصة القول هو أن كل هذه المؤثرات تؤدي إلى إهمال هذا القسم من الشباب لكثير من الواجبات الدينية والاجتماعية والعلمية وأيضا إلى انحلال في السلوك والأخلاق.
ومن الناحية الأخرى نجد القسم الآخر من شباب الجيل المعاصر يتبع منهج الأخلاق السامية والسلوكيات الراقية حتى استطاع أن يتميز بشخصية متوازنة دينيا واجتماعيا وأخلاقيا.
هذا القسم من جيل الشباب اصبح يستفيد استفادة كبرى فما هو متوفر أمامه من إنجازات واختراعات علمية، إذ تمكن هذا القسم وبجدارة أن يستغل وقت فراغه في استثمار خدمات الكمبيوتر وبرامج التلفزيون النافعة لتطوير قدراته الذاتية وإثراء معارفه ومعلوماته الثقافية والعلمية وتوسيع آفاقه.
كما أننا نجد أن هذا القسم من الشباب لم يتأثر بأي نوع من أنواع المؤثرات الفكرية ولم يغير الغزو الثقافي أيا من سلوكياته بل إن هذا القسم صمد أمام كل ذلك حتى نال أعلى درجات النجاح والتقدم.
حسن الحسن الأحساء
* * يتعرض الصديق حسن الحسن في مقالته الى قضية شائكة وذات جذور وأبعاد متعددة، واستطاع ان يتلمس شيئا من هموم هذه القضية ولكن السؤال الأهم الذي كان مفترضا ان يكون مرتكز المقالة هو: لماذا يتجه الشاب الى الطريق (الأسوأ)؟!,, هنا تكمن المشكلة,,, وإذا فهمنا الأسباب الحقيقية,,, فان العلاج يبدو سهلا من الناحية المنطقية.
شكرا للصديق حسن على مقالته الجميلة، ونتمنى ان نرى الأجمل في كتاباته القادمة.
|
|
|
|
|