أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th August,2000العدد:10172الطبعةالاولـيالجمعة 4 ,جمادى الاولى 1421

الثقافية

خاطرة
ليلة أمل
كانت ليلتها هادئة طبيعية لا جديد فيها سيناريو يتكرر كل ليلة لا شيء أمامها سوى النوم أرادت الاسترخاء على سريرها أطفأت أنوار غرفتها أرادت أن تستسلم للنوم حاولت وحاولت وكل ما في الأمر أن العينين مغمضتان ولكن هذا المدعو (نوم) لم يعرف إليها طريقا بعد ذلك لم يكن هناك حل إلا ان تعلن حالة من التمرد على هذا السيناريو المتكرر,, نهضت من فراشها أضاءت مصباحا صغيرا أخذت تحملق في أطراف غرفتها امتدت يدها إلى احد أدراجها أخذت تبحث لا تعرف عم تبحث المهم ان يمضي الوقت قلبت أدراجها رأسا على عقب لم تجد ما يشغل وقتها فهي تحفظ ما بداخل الأدراج جيدا, لا فائدة لا شيء يستحق السهر عادت مرة أخرى إلى سريرها محاولة النوم كما هي عادة البشر، استرخت على سريرها دون ان تطفىء الأنوار وأخذت مرة أخرى تتمعن في جدران غرفتها وتطلق الانفاس التي تعبر عن امتعاض شديد من هذا الوضع نهضت هذه المرة باتجاه دولاب ملابسها تتفقده ثم عادت وأغلقته ليسترعي انتباهها وجود حقيبة سوداء لها على ظهر الدولاب سحبت حقيبتها السوداء والتي علاها بعض الغبار وبدون ان تشعر وجدت نفسها مع ذكريات جميلة ومع ذكريات ذهبت بها الليالي والأيام ذكريات السنوات الأولى من الدراسة وصورة قديمة مع معلمتها في الابتدائية وذكريات زميلاتها في المتوسطة ثم في الثانوية أخذت تسبح في عالم من الذكريات فهاهي رسالة زميلتها وصديقتها بل ورفيقة عمرها والتي طالما استأمنتها على الكثير والكثير من أسرارها وهاهي رسالة من معلمتها والتي طالما أحبتها وقدرتها وتحمل لها في نفسها الكثير, نعم هذا هو خط معلمتي وهذا هو أسلوبها وهذه هي عباراتها التي تحمل الشفافية وتحمل الطيبة كطيبة قلبها أرخت رأسها على وسادة سريرها وأخذت تتأمل كل هذا أدركت الآن أن الوقت يمضي سريعا مع ذكرياتها الجميلة لتقع يدها على رسالة صديقتها صديقة العمر ورغم أنها تعرف ما بداخلها جيدا إلا انها ورغم ذلك في كل مرة تقرؤها تشعر بشيء جديد ينتابها,, فتحت الرسالة بهدوء تام وهي تتأمل كل جزء في الرسالة تلك الرسومات الجميلة التي على زوايا الرسالة، بل ولازالت تشم رائحة العطر في هذه الرسالة رغم مرور الأيام ولكن هذه الأيام لم تزدها إلا رونقا وجمالا كجمال الذكريات وروعتها ومن السطر الأول بل من الكلمة الأولى أدركت أنها تحفظ الرسالة عن ظهر قلب ولكن هذه المرة بدأ ينتابها شيء غريب وكأنها تقرؤها للمرة الأولى فأخذت تستمتع بكل حرف فيها,, فهاهي صديقتها تحدثها برسالتها عن أحلامهما سويا وعن آمالهما في هذه الحياة عن حياة مليئة بالسعادة وهاهي صديقتها وفي وسط الرسالة تفتح قلبها أكثر متحدثة عن ذكريات جميلة ذهبت في زحمة الحياة وكيف أنها تتمنى لصديقتها حياة سعيدة عامرة بالحب مع (ابن عمها) نعم ابن عمها الذي أحبته بكل ما يحمله البشر من مشاعر الذي رسمت معه ذلك العش الصغير وكيفية تخطيطه بل أنها وحتى بطاقات الفرح حددت معالمها واختارت ألوانها وحتى الأولاد لم تنسهم فاختارت أسماءهم وتخيلت ملامحهم بدأت وهي تكمل رسالة صديقتها بالتهكم من الداخل وبالحسرة والحرقة تعتصرها وعلا الدمع العيون ولكنه دمع بدأ يمسح من عينيها ألما وسهرا طالما عذبها وهي تنتظر دموعاً على حلم لم يتحقق وعلى أمل احتضر قبل ان يكتمل فالآن انتهى كل شيء وأعلنت الآمال احتضارها وطرق الزمن المسمار الأخير في نعش الأحلام دون رحمة اطلقت لدموعها الحرية وأخذت تنهمل على رسالة صديقتها والتي كتبت لها مداعبة في آخر السطور مبروك مقدما بعدد أيام الانتظار.
طوت رسالة صديقتها ولكن الجرح مازال ينزف من الداخل والدموع لازالت حائرة في العيون فكل شيء من ذلك لم يتحقق وتبعثرت بطاقات الفرح وتاهت الأسماء واختفت الملامح لذلك العش الصغير أعادت الحقيبة إلى مكانها عائدة الى سريرها مرة أخرى وذهبت في بحور من الذكريات,, أطلقت لخيالها العنان وبدأ شريط الذكريات يدور ويدور، ونهضت فجأة وبقوة تريد أن تتخلص من ترسبات الماضي وأدارت رأسها على الجانب الآخر محاولة الهروب من كل شيء,, حدث ومضى وفتحت عينيها ولكن هذه المرة على أمل وهي تقول أين حقيبة المدرسة يا ماما!!!
علي معازر الرويلي
القريات

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved