| مقـالات
لفت نظري وأنا أشاهد احدى النشرات الاخبارية في واحدة من المحطات الفضائية العربية منظر مضحك بل هو مؤلم.
كان الخبر حول احدى الجلسات في احد البرلمانات العربية حيث يجتمع ممثلو الامة لمناقشة شؤونها وشجونها والمنظر ليس له علاقة بالخبر,, لقد كان لأحد اعضاء هذا البرلمان وهو يتحدث اويتشاور مع زميله وتحت قبة هذا المجلس وفي الوقت نفسه كان ينفث الدخان في وجه زميله.
في الوقت الذي تتبارى فيه برلمانات الدول المتقدمة في أمريكا واوروبا وفي بعض الدول النامية على محاربة هذه الآفة وعلى الوقوف صفاً واحداً ضد التدخين والمدخنين وضد شركات تصنيع وزراعة التبغ.
في هذا الوقت الذي تصدر فهي عن الكثير من برلمانات العالم المتقدم قوانين وتشريعات تحارب وتمنع التدخين في الاماكن العامة مثل المؤسسات الحكومية والاهلية والمطارات والمطاعم ومحطات المواصلات البرية وعربات النقل العام نجد عضواً برلمانياً عربياً وتحت قبة البرلمان وامام عدسات آلات التصوير التلفزيوني وفي وجه زميله ينفث هذه السموم.
ترى ماذا يقول العالم عن العرب وعن البرلمانات العربية وعن الشعوب العربية وعن ممثليهم,, العالم يصنف التدخين في قائمة المخدرات والبرلماني العربي يتعاطاه جهارا وبكل وقاحة وامام الجميع وتحت سقف قبة البرلمان العربي.
في الولايات المتحدة الامريكية هناك حملات شعواء ضد التدخين والمدخنين وشركات صناعة الدخان، وهناك حصار للمدخنين في كل مكان وفي كل موقع من اجل القضاء على هذه الآفة حتى ان القلة المدخنة لم تعد تجد مكانا تتعاطى فيه سيجارة واحدة لانه اذا ذهب الى المطعم وجد التدخين ممنوعاً واذا ذهب الى المكتب وجد التدخين ممنوعا واذا ذهب الى مركز التسوق ومحطات المواصلات بل الى كل مكان وجد علامة التحذير من التدخين ومنعه امام ناظريه.
والكثير من الولايات رفعت الضرائب على علبة السجائر حتى وصلت في ولاية كالفورنيا القيمة للعلبة الواحدة الى خمسة عشر ريالا سعوديا اي ان السجارة الواحدة يكاد سعرها يقترب من ريال واحد.
انها دعوة للبرلمانات العربية لاصدار قوانين مشددة ضد مستوردي ومصنعي الدخان وفرض الضرائب العالية عليه حتى يصبح من الصعب على غير المدخنين الدخول الى هذا العالم المتعفن الذي اكتشف المسلمون شروره قبل اربعة عشر قرنا ولم يكتشف الغرب ذلك الا قبل اقل من ربع قرن.
|
|
|
|
|