| مقـالات
مع تطور المجتمع تتطور الحالات السمعية واللسانية والبصرية لأفراد هذا المجتمع، وكذلك اختلاط الجنسيات من البشر الذين يدخلون في حياة هذا المجتمع يتطور بطبيعة الحال.
إن المجتمع العربي السعودي نموذج لمظهر هذا المجتمع إذ نراه ينمو بسرعة وأصبح التقدم الاجتماعي والإنساني في أفراده ومجتمعه أمراً ملحوظاً.
ومن هنا دعا بعض رواد الأدب السعودي منذ فترة الطفرة في المملكة إلى نشوء أو إنشاء المجمع اللغوي يمارس أعضاؤه المعنيون بعلوم الأدب واللغة والمعرفة اللسانية والثقافية الفكرية نشاطهم الذي يتجسد في متابعة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأدبية والشعرية والحركة الإعلامية المسموعة والمشاهدة والمقروءة وحركة الثقافة والفكر عموماً, ورصد مظاهر التعبير الأدبي والصحفي والثقافي وكذا الدروس العلمية والمواد التعليمية والبرامج الإذاعية والتلفازية والنشرات الإعلامية والمطبوعات الدينية والمعرفية والإعلانات التجارية والاقتصادية والدعائية والمرافعات القضائية والحقوقية وكل تعبير أدبي وثقافي وفكري.
ومن نشاط هذا المجمع مراقبة الإصطلاحات الصناعية والمسميات الإنتاجية والألفاظ والتعابير التجارية والسوقية والمبيعات المادية والأدبية والإنسانية والصحية من الأدوية والأجهزة والمواد الطبية والعلاجية, والمنتجات الغذائية والعملية وكل ما يمت إلى الحياة اليومية في مجتمعنا أفراداً وجماعات.
ويأتي نشاط المجمع تعبيراً وخلقاً للأسماء والمصطلحات في هذه القوائم المذكورة التي تم ذكرها آنفاً.
كما يقوم المجمع بإصدار المنشورات اللغوية من مؤلفات وإرشادات وتحقيقات التراث اللغوي والفكري والأدبي في لغتنا العربية,, لغة القرآن الكريم والسنّة المطهرة وحبذا أن تنشأ مجلة خاصة بالمجمع تتولى مثل تلك المتابعات المذكورة بالمقالات والكلمات والتصحيحات وحوارات الأعضاء والكتّاب والأدباء ورجال الفكر والثقافة والمعرفة في مجتمعنا العربي الكبير.
إن هذه المهمات مهمة في ذاتها للحياة العامة لهذا المجتمع الذي يتولى عضوية المجمع فيه رجال الفكر والأدب البارزون عادة وبمقارنة المجامع اللغوية العربية الأخرى مثل مجمع اللغة العربية بالقاهرة والمجمع العلمي العربي بدمشق وعمان.
وأهمية هذا المجمع في وجود أعلام لايزالون رواداً وقادة للفكر العربي مثل (حمد الجاسر وعبدالله بن خميس وحسين عرب ومحمود عارف) في المملكة العربية السعودية، (وناصر الدين الأسد) في الأردن، و(عدنان الخطيب) في سوريا، و (عبدالعزيز بن عبدالله) في المغرب، و(شوقي ضيف) في مصر.
وقس على هؤلاء أعلاماً آخرين في الجزيرة العربية والخليج العربي والسودان وتونس وغيرهما من دولنا العربية شرقاً وغرباً.
إن الظرف الإنساني والمجتمعي حري بمسارعة تحقيق الفكرة وإيجاد مخرج للأزمة اللسانية وتبادل المفاهيم والمعارف الاجتماعية بين مجتمعنا العربي الصميم أفراداً وجماعات وبين الوافدين من أفريقيا وآسيا ,, إلخ, حيث بات التفاهم مع العمال والسائقين والحراس والموظفين والجماعات بل حدا بالكثير ان يعلن على متجره أو معمله أو مصنعه بعبارات أعجمية بكتابة عربية أو غربية.
وليس هذا إلا مثلاً بسيطاً لدواعي إنشاء المجمع العربي في المملكة وهي رائدة الدول الإسلامية والعربية.
وإن إنشاء المجمع مكسب أدبي وديني وثقافي لفكر رجال العلم والثقافة السعوديين ووراءه منافع إنسانية واجتماعية بالغة الغاية في إثراء المعرفة والحركة الأدبية والعلمية والثقافية التي تشهدها المملكة في المراحل الراهنة والمستقبلية عبر الجامعات ووسائل الاتصال والمراكز الأدبية والاقتصادية والإعلامية والأندية الثقافية والرياضية والاجتماعية، والمصانع ومراكز التجارة والإنتاج عامة.
فاروق صالح باسلامة
|
|
|
|
|