| العالم اليوم
كما تابعنا بعد انهيار مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين في منتجع كامب ديفيد، كيف تكالبت كل القوى الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الاسرائيلي للضغط على الرئيس الفلسطيني والفلسطينيين جميعاً لاجبارهم على الخضوع للاطماع الاسرائيلية والتسليم بما يقدم لهم من فتات وحرمانهم من حقوقهم الشرعية.
ذلك الهجوم والتكالب من القوى المساندة للعدوان الاسرائيلي الذي يتجاوز سلب الحقوق الفلسطينية الى الحقوق العربية والاسلامية في القدس الشريف يفترض ان يواجه بموقف عربي واسلامي صلب وواضح دون أي تخاذل وبكافة الأسلحة والوسائل والتي يأتي في مقدمتها عزل ورفض أي تعامل مع الكيان الاسرائيلي الذي - وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية - يحاول تطبيع علاقاته مع الدول العربية مع احتفاظه بأراضيهم المحتلة وحجب حقوقهم الأساسية ومع ان تطبيع العلاقات يفترض التوصل الى سلام مكتمل المعاني، سلام عادل شامل كامل الا أنه وللأسف الشديد بادرت العديد من الأنظمة العربية الى الهرولة نحو العدو الصهيوني لتطبع علاقاتها دون ان تأخذ في الاعتبارات عدم اكتمال عملية السلام.
وان كانت بعض الأنظمة العربية قد أبرمت اتفاقيات سلام مع العدو الاسرائيلي أعادت بموجبها أراضيها المحتلة، وانتزعت حقوقها، وهو عمل سيادي حقق من خلال المفاوضات ما لم يتحقق في الحروب لاختلال موازين القوى بسبب الدعم العسكري اللامحدود الذي قدمته بريطانيا وفرنسا سابقاً والولايات المتحدة الأمريكية حالياً، فان الأنظمة التي طبعت علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي لتحرير أراضيها وانتزاع حقوقها، قد نجد لها العذر كونه تصرفا فرضته الظروف الدولية ولكن كيف نجد العذر لأنظمة عربية سارعت باتخاذ خطوات تطبيعية مع عدو شرس، وهو يبعد عنها جغرافياً آلاف الكيلومترات، والأدهى من ذلك ان نجد تلك الأنظمة ترفع وتيرة التطبيع أكثر من الدول العربية التي طبعت سياسياً وجمدت كل ما يتصل بالتطبيع من خطوات اقتصادية واجتماعية وغيرها كما تفعل مصر وليس كما تفعل أبعد الدول عربية في أقصى الغرب وفي أقصى الشرق.
ولهذا فان رفض التطبيع وهو ما تقوم به باقي الدول العربية وكل الفئات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والاعلامية في الوطن العربي ينطلق من قناعة مطلقة وتامة بأن التفريط بهذا السلاح الناجع والفعال,, هو تفريط بالحقوق العربية,, بل أكثر من ذلك مساعدة مادية وأدبية للعدو الاسرائيلي لتحقيق اهدافه وأطماعه ليس في فلسطين وأراضي سوريا ولبنان ,, بل في كل أرجاء الوطن العربي.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|