| منوعـات
* خطبة الجمعة 19 ربيع الآخر 1421، في أحد مساجد جدة، كانت عن زواج الشباب من الجنسين، وعدم التعقيد,, والإسراف في تكاليف الزواج، والابتعاد عن فتنة المال والوظيفة,, والأطماع الفانية، لأنها ليست من أهداف الزواج الصالح الناجح المبتغى,!
* والحديث عن الزواج والعنوسة والمغالاة في المهور,, خاض فيه الكاتبون وخطباء الجمع والوعاظ منذ سنين، منذ أصبح الزواج شبه تجارة, فالخاطب ولا أعني التعميم ، يريد موظفة ذات دخل والمخطوبة تريد رجلا ذا مال,, ومهرها شقة تمليك, واصبح بعض الرجال يلهف مرتب المرأة، حتى وهو يتقاضى راتبا,! والمرأة التي أنجبت اثنين وثلاثة أطفال، أصبحت مهيضة الجناح, والزوج، أعني بعض الأزواج، اصبح هينا عليه أن يتنقل ، مزواجا,, وتاركا، فالمسالة عنده متعة، ثم ابناء شبه ضائعين، إذ من كل دار حوار كما يقال,!
* قبل شهور,, تابعت زيارة الأمير نايف بن عبدالعزيز الى احدى كليات التربية في الرياض، ودار حوار حول الدراسة والتحصيل العلمي، وكان بعض الحاضرات فتيات صغيرات، في مراحل الإعدادية ونحوها, ولم يخضن ولا حتى المعلمات,, لم يدخلن في قضية الزواج واشتراطات كثير من الأمهات غير المقدور عليها على الخاطب، بدءاً من المهر إلى تكاليف الزواج,, التي لا يقدر عليها غير شريحة الأغنياء، على حين أن الشرائح العريضة,, هم من ذوي الدخل المحدود كما يقال، فأنى لهم الوصول إلى شريكة الحياة,, أمام هذه التعقيدات التي لا طاقة لهم بها!؟
* سمو الأمير نايف في تلميحه,, انتظر طرح قضية الزواج والمبالغة في التكاليف، وغلاء المهور، غير ان الحاضرات,, لم يثرن هذا الموضوع، ولعل مرد ذلك,, إيثار العافية، حتى لا تحاسبهن الأسر، أعني كبارها، إذ يرون,, أنهن لسن أهلا، أو ليس من حقهن الخوض في هذه الأمور، وحسب تقديرهن، أن مرجعية ذلك إلى أولياء الأمور، اصحاب الحل والعقد ، إن صح هذا التعبير,!
* وإني ألاحظ أن كاتباتنا القديرات,, وهن كثر ولله الحمد يتجنبن الخوض في هذه الأمور,, أو هكذا يبدو لي، ولعل مرد ذلك ما يشبه اليأس، من أن استجابة الأمهات والآباء إلى ذلك ضعيفة جدا,, أو ميئوس منها، إذن فلا داعي لمزيد من الصداع!
* إن الأمر عند العقلاء,, أن يستمر الطرح بأساليب الإقناع المجدية، وأن يساق في هذه الأحاديث,, تلك المحاذير التي جاءت في الحديث النبوي الشريف، وهي مخيفة وواقعة، والحوادث في كل مكان من ارض الله الواسعة تترى , والصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم زكاه ربه بأنه لا ينطق عن الهوى,! قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه شروط محددة جدا، وواضحة جدا, وهي السمة التي اختارها وحددها سيد الرسل الذي يبلغ عن ربه سبحانه وتعالى,!
* إننا إذا لم ننفذ هذا التوجيه,, الذي أرسله سيد الرسل، الذي جاء بالرسالة الخاتمة، إذا لم ننصع لهذا الأمر,, الذي اريد منه الحفاظ على كرامة المسلمات والمسلمين معا، لأن في الزواج حفاظا من الفساد الكبير كما قال الحديث,! إذا لم نلتزم بهذا التوجيه والأمر والنصيحة، فإن المحصلة هي كما في بقية الحديث: إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير , والفتن,, كل يوم نراها ونسمعها,! والمحزن ان كثيرا من الناس لم يعودوا يكترثون,, كأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد، لأن لهم أهدافا، تحكم أمزجتهم وتصرفاتهم الخاطئة، وحين تقع الكارثة,, لن يجدي الندم ولن يفيد في وسط الفضائح وجرائرها وعقابيلها، وتبقى أحزان العمر، فلا تنمحي, ويوشك ان ينطبق على السادرين والمعاندين والمتكبرين قول الحق: ذلك بأنهم قوم لا يعقلون , اللهم ردنا إلى ديننا ردا جميلا، وانصرنا على أنفسنا حتى لا نضل، واهدنا إلى سواء السبيل، واصرف عنا السوء إنك على كل شيء قدير.
|
|
|