|
| الاولــى
* القاهرة مكتب الجزيرة علي السيد
حذرت جامعة الدول العربية من عواقب تنفيذ قرار الكونجرس الامريكي بنقل السفارة الامريكية الى القدس، واكدت الجامعة عدم مشروعية قرار الكونجرس الامريكي الذي هدد باضطراب الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط.
اوضحت الجامعة من تقرير خاص سيعرض على وزراء الخارجية العرب ان الارض التي ستبنى عليها السفارة الامريكية في القدس ليست ملكاً لاسرائيل، وانما هي اراض خاصة فلسطينية ومملوكة للاوقاف الاسلامية, وذكر تقرير الجامعة ان الحكومة البريطانية كانت تدفع للاوقاف الاسلامية ابان احتلال بريطانيا للمنطقة بدلات ايجار عن هذه الارض حتى عام 1948, وكذلك للمالكين الآخرين للارض وهم 19 اسرة فلسطينية.
نبه تقرير الجامعة العربية الذي اطلعت عليه الجزيرة الى ان قانون نقل السفارة الامريكية الى القدس يدعم مصادرة اسرائيل للاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948, فضلاً عن انه يتضمن اعترافاً امريكياً ضمنياً بشرعية المستوطنات الاسرائيلية في القدس المحتلة وتقنين الوصاية اليهودية على المدينة بالمخالفة لقرارات الشرعية الدولية.
ويشير تقرير المقاطعة العربية لاسرائيل الى ان العديد من الدوائر الاسرائيلية تضغط حالياً عبر اللوبي اليهودي الامريكي بشأن استصدار قرار امريكي صريح يعترف بالقدس عاصمة موحدة لاسرائيل، وذلك على الرغم من تحفظ ادارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون على قرار مجلس الامن بنقل السفارة في ظل الاوضاع المتأزمة الراهنة التي تمر بها المنطقة وقبل الشروع في مفاوضات الحل النهائي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحذر فيه دوائر عربية رسمية من انفجار الموقف في منطقة الشرق الاوسط اذا ما اقدمت الولايات المتحدة على تنفيذ قرار نقل السفارة في الموعد الذي حدده مجلس النواب، وحملت مصادر الجامعة الادارة الامريكية مسئولية عواقب تنفيذ القرار، الذي يتوقع ان تعقبه قرارات مماثلة من دول اجنبية اخرى.
وألمحت الدوائر العربية الى ان الإقدام على وضع القرار الامريكي موضع التنفيذ العملي، سوف يجر الى مواجهة عربية امريكية دولية.
وذلك في اشارة الى تطبيق القرار العربي القائم بقطع العلاقات مع الدول الاجنبية التي تبادر بنقل سفاراتها الى القدس.
واعربت مصادر الجامعة العربية عن املها في ان تتفهم واشنطن خطورة الموقف الراهن في الاراضي المحتلة بعد قرار توسيع بمدينة القدس، وان تلزم ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل بقررات مدريد واوسلو.
ذكرت المصادر ان الجامعة العربية نقلت الى الادارة الامريكية المخاطر التي تهدد بانفجار الموقف في الاراضي المحتلة والشرق الاوسط وطلبت من ادارة الرئيس كلينتون المبادرة باتخاذ موقف حاسم لنزع فتيل الازمة الاخيرة التي سببتها اسرائيل والتأكيد على الموقف الامريكي السابق برفض نقل السفارة الامريكية الى القدس، ووقف الاجراءات التي تقوم بها اسرائيل في المدينة باعتبارها منطقة محتلة منذ عام 1967، وكانت الحكومة الامريكية قد اعلنت على لسان سفيرها ارثر جولدبرج امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 14 يوليو 1967 والسفير تشارلز بوست امام مجلس الامن في يوليو 1969 ان الولايات المتحدة تعتبر القدس واحدة من اقدس مدن العالم، وان القدس الشرقية هي منطقة محتلة تخضع لقانون احتلال الحرب ولا يجوز لاسرائيل ان تدخل فيها اية تغييرات.
وان التغيرات التي ادخلتها اسرائيل على المدينة باطلة، ولا تمثل حكماً مسبقاً على الوضع النهائي والدائم للمدينة والذي يتقرر في ضوء الحل النهائي لمشكلة الشرق الاوسط.
وفي السنوات الاخيرة حدث انقلاب في الموقف الامريكي بصدور قرار مجلس النواب بنقل السفارة الامريكية الى القدس ورصد مبلغ 100 مليون دولار لهذا الهدف الذي تحدد له موعد مايو 1999, مما ينذر بوقوع عاصفة جديدة.
وقد تزامن الموعد الذي حدده الكونجرس لنقل السفارة الامريكية مع الموعد الذي سبق ان حددته السلطة الفلسطينية لاعلان دولة فلسطين المستقلة، والذي جرى تأجيله للعام الجاري, الامر الذي يشير الى استخدام الادارة الامريكية موضوع نقل السفارة للضغط على الجانب الفلسطيني للحيلولة دون الاسراع باقامة الدولة المستقلة المرفوضة من قبل اسرائيل.
كان هذا الربط وراء القرار الاخير لجامعة الدول العربية بعرض الملف على مجلس وزراء الخارجية العرب خلال انعقاده بالقاهرة اوائل شهر سبتمبر المقبل، لتنسيق الجهود العربية ضد الضغوط المتزايدة التي ينتظر ان يمارسها اللوبي اليهودي على الادارة الامريكية خلال انتخابات الرئاسة الامريكية القادمة لحملها على تنفيذ قرار نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للدولة العبرية، وهو القرار الذي تحفظت عليه ادارة الرئيس بيل كلينتون حتى الآن خشية من توقف مفاوضات السلام وتأثر مصالحها بالشرق الاوسط, خاصة في ظل التلويح العربي والاسلامي بتنفيذ قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الاجنبية التي تقرر نقل سفاراتها من تل ابيب الى القدس.
وقد برز التهديد العربي والاسلامي بقطع العلاقات خلال العام الماضي للتصدي للتحرك النشط للكونجرس الامريكي في هذه المسألة, ولمواجهة قرار الحكومة البنمية الجديدة التي كانت قد شرعت في نقل بعثاتها الدبلوماسية الى القدس وقد نجح التحرك العربي والاسلامي في اثناء حكومة بنما عن تنفيذ هذا القرار، في حين علقت الادارة الامريكية قرار الكونجرس مؤقتاً.
|
|
|
|
|
