|
| القرية الالكترونية
إدارة الحاسب الآلي إدارة خدماتية أصبحت في مفهوم الإدارة الحديثة هي الحسناء التي يخطب ودها الجميع, ولو رجعنا إلى تاريخ تطور خدمات الحاسوب والمعلوماتية لرأينا التطورات التي مرت بها خلال ال 40 سنه الماضية, ففي البدء كان جل الخدمات التي كانت تقدمها هذه الادارة تخص الادارة المالية مثل مسيرات الرواتب والحسابات المختلفة والجرد وخلافه من الأعمال المالية الأخرى لدرجة إن الحاسب الآلي كان تابعاً للإدارة المالية في التنظيم الإداري, وأتى بعد ذلك خروج خدمات الحاسب الآلي لتخدم بقية إدارات المؤسسة مثل إدارة القوى العاملة والإدارات الأخرى إلا إن تلك الخدمات بقيت خدمات تشغيلية تخدم فقط الأعمال اليومية ومتطلبات مستوى الإدارة الدنيا أما المستويات الإدارية العليا فلم تحظ في البدء بخدمات الحاسوب, وفي ذلك الوقت تحررت إدارة الحاسب الآلي من التبعية للإدارة المالية وحصلت على الاستقلال وصار مديرها في مستوى مدير الإدارة المالية وبقية مديري المؤسسة, وأتى بعد ذلك حصول إدارة الحاسب الآلي على مزيد من الحظوة لدى بقية المستويات الإدارية خاصة الإدارة العليا وذلك عندما ارتقت خدمات الحاسوب لتخدم طبقة صانعي القرار وذلك بظهور أنظمة نظم دعم القرار Decision Support Systems DSS والأنظمة الذكية وأنظمة الخبرة ثم أتى العصر الذهبي الذي نعيش فجره الآن وهو انفتاح خدمات المعلوماتية على العالم بظهور الإنترنت والتطور المذهل الذي نشاهده في حقل الاتصالات مما زاد من أهمية إدارة الحاسب الآلي ومن مسؤولياتها.
وتلك كانت رحلة مختصرة في تاريخ تقنية الحاسوب أردت من سردها توضيح مدى التطور الذي طرأ على خدمات الحاسوب والمعلوماتية وكيف إن المعلومات أصبحت شريان الحياة الذي يغذي أي مؤسسة حديثة ولهذا فإن طلبات خدمات المعلومات تنهال على إدارة الحاسب الآلي من جميع الإدارات ومن جميع العاملين فكيف يجب التعامل مع هذه الطلبات؟.
في كثير من إدارات الحاسب الآلي يتعامل مع طلبات خدمات الحاسب الآلي على حسب أهمية صاحب الطلب فإن كان الطلب آتياً من مدير المنشأة أو من أحد المديرين المهمين فإن ذلك الطلب سيكون له الأولوية على حساب طلبات قد تكون في غاية الأهمية ويكون في سرعة إنجازها مصلحة كبيرة على مستوى المنشأة ككل, وهنا يجب التنويه إلى أمر مهم وهو إن من طبيعة الطلبات الآتية من الإدارات العليا على وجه العموم كونها مهمة وذلك لأهمية الأعمال التي تناط على كاهل الإدارات العليا لهذا تأتي أهمية طلباتهم إلا إنه لا يعني ان ذلك صحيح في جميع الأحوال لهذا نصل إلى فصل الخطاب وهو يجب النظر إلى جدولة تنفيذ طلبات خدمات الحاسوب على حسب أهمية الطلب للمنشأة وليس حسب أهمية مقدم ذلك الطلب أو اهمية الإدارة المقدمة للطلب, وهذا يقودنا إلى السؤال التالي وهو من تقع عليه مسؤولية تحديد الأهمية والأولوية لتلك الطلبات؟, وللإجابة على هذا التساؤل يجب تقسيم نوع طلبات خدمات الحاسوب إلى قسمين.
طلبات لا تحتاج إلى وقت ومجهود كبيرين كما لا تحتاج إلى مبالغ إضافية لتنفيذها وهذه الطلبات يمكن تسميتها بالطلبات الروتينية, وقد تصل إلى أكثر من 80% من الطلبات الواردة لإدارة الحاسب الآلي, ويتم تحديد أولوية هذه الطلبات من قبل إدارة الحاسب الآلي حسب الأهمية وحسب ورود الطلب, أما القسم الثاني فهو الطلبات التي تحتاج إلى وقت طويل ومجهود كبير وربما إلى مصاريف إضافية,, وهذه الطلبات تكون في الغالب ذات أهمية كبيرة ويكون لها تأثير على المنشأة ككل مثل تطوير أو شراء نظم حديثة أو شراء أجهزة جديدة أو عمل توسعة أو إدخال خدمات لم تكن موجودة في السابق أو إجراء تعديلات قد يكون لها تأثير على المنشأة أو أمن المعلومات وما شابه ذلك والبت في تقرير الأهمية والأولوية لمثل هذه الطلبات لا يجب أن يؤخذ من قبل إدارة الحاسب الآلي ولابد أن يكون من قبل لجنة مكونة من جميع الإدارات المهمة وعلى أعلى مستوى على أن تعقد بشكل دوري, كما تكون مهمة كل عضو إقناع اللجنة بأهمية طلبات إدارته إن كان لها طلبات وأن يكون ممثلاً لإدارته مدافعاً عن مستحقاتها من خدمات الحاسب الآلي.
|
|
|
|
|
