| الثقافية
اعتادت أغلب الأندية ان لم تكن كلها ان تصدر ضمن مطبوعاتها الثقافية اصدارة دورية تحمل صوت النادي الى الساحة الثقافية وتسهم فيها بنشر الفكر والثقافة والأدب في فترات زمنية مختلفة، فمن تلك الاصدارات ما يأتي سنويا او فصليا أو نصف سنوي، على تفاوت أيضا في مدى التزام القائمين على هذه المطبوعة أو تلك في الصدور في نفس الموعد المحدد، حتى رأينا بعض الاصدارات تتعثر أو تتقطع أو,, ربما تختفي تماما!
وملف بيادر الذي يصدر عن نادي أبها الأدبي واحد من تلك الاصدارات المستمرة والمميزة، فقد صدر العدد الأول منه في عام 1406ه وتوالى صدوره على غير نظام حتى سنوات قليلة قريبة انتظم فيها صدوره بصفة فصلية على مدار العام، وقد مرت على تحرير بيادر عدة هيئات مختلفة لعل أميزها تلك الهيئة المكونة من مجموعة الكهول الأساتذة ابراهيم طالع الألمعي وابراهيم محمد شحبي وعبدالرحمن حامد القرني، وقد انتهت فترة تكليفهم راشدين بصدور العدد الثلاثين في ربيع الاول من هذا العام الهجري، وقد تميزت هذه الهيئة التحريرية بعدة أمور لعلي اذكر منها:
استقطاب مجموعة من الأقلام المتنوعة على مستوى المملكة، مزاوجة بين ذوي الخبرة من المبدعين والمثقفين، وبين الشباب الواعدين المشرقين، وهم أي هيئة التحرير بذلك أيضا يحققون مبدأ السعودة في مجال الكتابة فلم ينشروا في مطبوعتهم للكتاب العرب الا في أضيق الظروف، وهو ما ذكره الأستاذ الشحبي في العدد التاسع والعشرين بقوله ولسنا مع الأستاذ عبدالخالق الحفظي في التركيز على كتابات العرب لاننا بحاجة ماسة الى التعريف بمبدعينا اكثر من حاجتنا الى التعرف على طروحات الآخرين,, خاصة وان المساحة المتوفرة لاخوتنا العرب عبر صحافتنا ومجلاتنا لا تحتاج الى اضافة بيادر !.
احترام الكاتب وتقدير مسؤوليته عما يكتبه فهم يؤمنون بان المطبوعة منبر اعلامي يُسأل كل قائل عما يقوله عليه، فلا يتدخلون بحذف او تغيير أو تبديل يطال العمل المكتوب بالتشويه.
الحرص على المصداقية مع القارىء والمتابع من حيث موعد الصدور، فتحافظ بيادر على الصدور مع اول كل فصل من العام الهجري، وهذه المصداقية هي ما فشل الكثير من مطبوعات الأندية في الوفاء بها.
لن أفيض في ذكر ميزات هذه المجلة وهيئة تحريرها لكنني سأذكر نقطة واحدة لو عملت عليها اصداره بيادر لأضحت الاولى بين مطبوعات الأندية دون منافس، وهي تتمثل في الاهتمام بالنواحي الاخراجية والطباعية، وعدم اهمال النقاط الفنية في تلك الأمور، فالبعد عن الغلاف العادي والباهت احيانا وتزويد المواد الداخلية للعدد وخصوصا النصوص الابداعية بلوحات تشكيلية لفناني عسير الكثر,, وغيرها من الأمور ترفع من مستوى المطبوعة وتزيد أسهمها حتى لو أدى ذلك الى تقليص عدد الصفحات ولا بأس بقليل من التكلفة المادية في سبيل القارىء,, القارىء الذي تخطفته عواد كثيرة ليس من بينها القراءة ولا مفرداتها.
أشرت فيما سبق الى أن هيئة تحرير بيادر قد رحلت وقد حلت محلها هيئة أخرى مكونة من الدكتور محمد الحازمي والأستاذ أحمد التيهاني والأستاذ أحمد مريع عسيري,, تمنياتنا لهم بالتوفيق وبمزيد من القلق ,, القلق الحافز على التطوير.
إشارة:
في العدد التاسع والعشرين ابتدأت بيادر نشر سلسلة دراسات عن القصة في السعودية يقوم بها الدكتور محمد المدخلي، تحت مسمى قصة القصة .
وفي العدد الماضي خصصت الدراسة عن القصة في جازان ثم في عسير في هذا العدد، وسنقف وقفة خاصة مع هذه السلسلة في المقالة القادمة باذن الله.
azalah @ hotmail. com
|
|
|
|
|