| فنون تشكيلية
قبل البحث عن دور الفن التشكيلي في هذه المرحلة الجديدة في حياة الشعوب والمتمثلة في اختفاء الحدود الثقافية ووصولها من كل حدب وصوب نتيجة لسرعة وسهولة المعرفة واكتساب المعلومة يجب ان نعرف ان الفن التشكيلي جزء من ثقافة اي شعب في الدنيا ولهذا فما يجري علىالثقافة يشمل هذا الابداع وان ما يمكن ان يتأثر به اي مبدع في اي مجال فكري يتأثر به الفنان التشكيلي كون الانتاج والاستلهام ومعطياتهما مهاماً مشتركة ومن هنا اصبح واقع النتاج الوجداني الذي نسعى ويسعى المبدعون لان يكون مستندا على تراثهم الديني والتاريخي والاجتماعي في خطر العولمة القادمة دون استئذان إذ يمكن للفنان المحلي وعبر لمسة زر للانترنت ان يصل إلى مختلف عطاءات التشكيليين العالميين المعاصرين وبمختلف نزعاتهم وأساليبهم وأفكارهم.
وإذا كنا في مرحلة سابقة عانينا من تأثير الدراسات الفنية العلمية لبعض الفنانين ممن تلقوا تعليمهم التشكيلي خارج الوطن دون معرفة لابعاده الفكرية والموضوعية ما يغرب اللوحة المحلية ويفقدها خصوصيتها وانتماءها المحلي الشامل فكان السعي عبر الكتابات الصحفية النقدية ما أوقف الكثيرمنها وصحح البعض الآخر كون غالبيتهم يفتقدون القدرات الحقيقية للعمل الفني فوجدوا في تلك الاساليب المستوردة سبيلا لوجودهم في الساحة ولكن لفترة قصيرة.
إن ما ستأتي به الحقبة القادمة من تفاعل في اسلوب العلاقات المتعمدة على الاخذ او التعاطي مع ما هو جديد ودون تعرف على ابعاده ومفاهيمه ما سيعيد حالة التخوف والشك خصوصا في مرحلة الابداع الشبابي المندفع مما يحمل الجامعات وأقسام التربية الفنية فيها مهمة كبيرة وشاقة للتعريف بما هو محلي وما هو عالمي وكيفية الاستفادة من المعطيات الحديثة دون تأثير على المنطلق الوطني بكل مكوناته حتى لانجد انفسنا في مرحلة لايمكن تداركها نتيجة الغاء الهوية الابداعية المحلية فالعالم في سباق كبير لاحتواء العقول المبدعة ووضعها في إطار واحد غاضة الطرف عما يعنيه تعدد الثقافات وتعدد مصادرها وان في اختلافها وتنوعها ما يثري الآخرين ويقرب العلاقات الانسانية عكس ما يتم القيام به من اساليب الاحتواء بعيدة عن الوجدان وعن العطاء الانساني.
من هنا أصبحت الحاجة لمشروع تشكيلي وليكن خليجي يتم فيه وضع الاطر الحقيقية لتثبيت وتوثيق الهوية التشكيلية الخليجية مع الاستفادة من كل جديد في هذا المجال فالفنان العربي عامة والخليجي على وجه الخصوص ليس بمعزل عن العالم وانما هو جزء منه وان ما يمكن القيام به احتواء الاجيال المبدعة والقادمة والتي ستولد في خضم هذا الواقع الجديد.
وحينما نطالب بعمل تشكيلي مشترك بين المبدعين الخليجيين فذلك عائد لوجود قاسم مشترك في اعمال الفنانين في مختلف دول مجلس التعاون لتشابه البيئات والعادات والتقاليد واصبح لدى المشاهد الغربي لاعمال الفنانين الخليجيين في المعارض المشتركة بينهم صعوبة في معرفة اي دولة تنتمي كل لوحة في المعرض.
هذا المطلب نتمنى ان يجد استجابة عند المعنيين بالفن الخليجي في امانة مجلس التعاون التي نعرف تماما اهتمامها بكل ما يعني ابداع أبناء الخليج.
|
|
|
|
|