|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندما ننزل الى ساحتنا الثقافية ونعيش صخبها وضجيجها,, ونقلب في أوراقها ونتصفح فكر مثقفيها ومتثاقفيها ومفكريها,, نجد أننا أمام زحام هائل من الحشو والكلام الزائد و(الأكثر من اللازم) أمام قطع مبتورة ومجزوءة من الثقافة الخصوصية للآخر التي تجسد انطباعات ومشاعر كتابه ومعاناته التاريخية والظروف القاسية التي مر بها من الكبت والتعسف الكنسي,, وهي لن تفيدنا وتزيد في ثقافتنا وتساعد في رقيها بل ستجلب لنا هموما ومشاكل زيادة على ما عندنا من الهموم والمشاكل,, وساحتنا كذلك مليئة ومزدحمة بضجيج مصطلح (العولمة) وترهيب المتلقي واحباطه واحتقاره ونزع الثقة منه وتشكيكه بموروثه وتاريخه ورميه بالتخلف والرجعية وتصوير (العولمة) بوحش مفترس فاغر فاه قادم ليبتلعنا,, وان كان هناك رؤى وافكار أزاحت العتمة واضاءت شيئا من الطريق للمتلقي الا انها شخصت الداء وتغنت على الآلام واطالت في الحديث عن نقصه وضعفه ومرضه,, اكثر من تذليل الطريق وتسهيله ورفع المتلقي للرقي والتقدم والمواكبة والسباق التقني مع الآخر,, والذي اردته من كلامي الآنف اننا داخل هذا العصر المنفجر المضطرب,, عصر الكوكبة والكوننة والشوملة الخ,, عصر تقويض المسافات واختزال الازمنة,, عصر التدفق والاندفاع وتحطيم السدود والموانع والحواجز,,, لابد من تحصين اطفالنا وتجهيزهم وتسليحهم واعدادهم وتأصيلهم لمجابهة الآخر والوقوف والصمود أمام الرياح العاتية المزعزعة والناسفة لكل شيء,, واذا كنا نحن ابناء هذا الجيل نقف مشدوهين امام الآخر وتقانيته وتقدمه وانجازاته وفتوحاته فلم نفق بعد من هول الصدمة وما برحنا نقبع في مؤخرة الركب فلماذا نظلم أطفالنا ونجعلهم يسددون فواتير تكاسلنا وتخاذلنا واذا كنا نتخبط داخل هذا العصر المنفتح حتى اصبحنا كالخشبة الطافية تتقاذفنا الامواج من كل جانب,, فلماذا لا نجهز اجيالنا القادمة ونعدهم وننشئهم التنشئة الاسلامية ونملؤهم بثقافتنا وتراثنا ونؤصل انتماءهم وتبعدهم وتعزلهم عن ثقافة الاخر حتى لا تعتم عليهم وتشوش على ذهنيتهم ولكن المشكلة في مناهجنا المدرسية وخاصة المراحل الابتدائية انها تشوش على ذهنية الطفل اكثر مما تنير وتضيء الطريق وتجعله يقف على ارضية قوية وصلبة يستطيع من خلالها الوقوف والصمود امام الآخر ويستطيع كذلك محاورته ومنازلته لانها تعطيه النموذج الاسلامي ثم تحدثه في نفس الوقت عن رجالات الغرب وتقدم له النماذج المنزوعة من الثقافة الغربية فيصبح الطفل في حيرة متذبذبا مشتت الفكر وانا من هذه الاسطر ومن خلال هذه الحروف أهيب بمسؤولي المناهج في وزارتنا ان ينتبهوا لهذه النقطة ويهتموا في هذا الجانب ويجعلوا المرجعية الاحالية لاطفالنا ثابتة وواضحة فليس من الحكمة ان نلقي باطفالنا داخل هذه البحار المضطربة ونجبرهم على السباحة ونحن لم نعد لهم الزورق الذي يجتازون به الامواج المتلاطمة ويصارعونها للوصول الى الساحل فالتأصيل الانتمائي لأطفالنا مهم ونحن بحاجة ماسة اليه وخاصة في هذا الوقت فالغرب يبعثون بأولادهم الى الكنيسة مع علمهم بعدم صدق قسيسيها ولكن لتأصيل الانتماء
خالد عبدالعزيز الحمادا بريدة
|
|
|
|
|
