|
| العالم اليوم
ما يترشح من معلومات عما بحثه المتفاوضون في قمة كامب ديفيد الثانية والتي اخذ يسربها المشاركون في تلك المفاوضات، وما يحصل في فلسطين المحتلة من تغيرات سياسية تجسد أولها بانتخاب مرشح تكتل الليكود لرئاسة الكيان الاسرائيلي والسقوط المذل لمرشح تجمع العمل الحاكم في اسرائيل والمصنف كأحد قادة معسكر السلام.
نقول: ما يترشح من معلومات وبداية المتغيرات السياسية في الكيان الاسرائيلي تفرض على الدول العربية والاسلامية التحرك سريعاً لدعم الموقف الفلسطيني في الحفاظ على حقوقه السياسية والوطنية والانسانية والدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
ولقد كشف انتخاب موشيه كاتزاف مرشح تكتل الليكود في مواجهة واحد من اهم ساسة اسرائيل الذين عملوا ولا زالوا يعملون من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط بمواصفات اسرائيلية كشف ان الاسرائيليين يتجهون الى طي ملف السلام ما لم يصوغوا سلاماً يحقق اطماعهم ويساعدهم على سرقة حقوق الفلسطينيين عرباً: مسلمين ومسيحيين ,, وتعكس النتيجة كما يؤكد المحللون السياسيون في فلسطين المحتلة هيمنة التوجه التوراتي السياسي على الفكر السياسي والعمل البرلماني الاسرائيلي والذي يرتكز على قاعدة الحق التوراتي في سيطرة اسرائيل على يهودا والسامرا اي على الضفة الغربية وغزة وان تكون سيطرة اليهود تامة على القدس.
هذا التوجه الممعن في التطرف لا يختلف كثيراً عن مساعي الاسرائيليين الآخرين حتى الذين اشتركوا في مفاوضات كامب ديفيد الثانية, فقد قال احمد قريع أبو العلاء رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني واحد الذين شاركوا في مفاوضات كامب ديفيد الثانية، والذي قاد المفاوضات السرية بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي سبقت قمة الكامب,, ان الاسرائيليين فاجأونا بتقديمهم طلباً بالسيطرة على المسجد الاقصى أرضاً واساسات، وان تكون للفلسطينيين فقط الوصاية على مباني المسجد الاقصى، ومعنى هذا كما يوضح أبو العلاء ان الاسرائيليين الذين يزعمون بأن هيكلهم المزعوم تحت المسجد الاقصى، لديهم نوايا بهدم المسجد الاقصى لبناء هيكلهم,,!!
هذه واحدة,, مما كشف عن مباحثات الكامب,, ونوايا اسرائيل.
أما نوايا الامريكيين فقد كشفت عنها اولبرايت بقولها ان مفاوضات كامب ديفيد تناولت موضوع نقل السفارة الامريكية الى القدس، وتصريحات الرئيس كلينتون لتلفزيون اسرائيل انعكاساً لما بحث في الكامب.
وهذه ثانية تكشف نوايا الامريكيين.
وعموماً فإن الاطماع والنوايا الاسرائيلية والامريكية واضحة وتكشفت اكثر بعد فشل قمة كامب ديفيد الثانية، وهو ما يفرض على العرب والمسلمين ان يحزموا أمرهم، ويصوغوا موقفاً واضحاً,, كوضوح المواقف الاسرائيلية والامريكية,, فالوقت اصبح ضيقاً جداً ولابد من صياغة موقف عربي واسلامي واحد يواجه موقف اسرائيل وأمريكا اللتين اصبح من الصعب التفريق بينهما.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|
