أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st August,2000العدد:10169الطبعةالاولـيالثلاثاء 1 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

ألم يأن الأوان لكادر المهندسين ,,, ؟
عزيزتي الجزيرة
نعلم أن للمدرسين كادراً خاصاً بهم وكذلك الأطباء والقضاة لأن القضاء لا يستغني عنه أحد ولا تستقيم حياة المجتمع من دون قضاة عادلين، والطبيب يمس حياة كل إنسان في هذا الوجود وله دور إنساني مشهود لا يتجاهله منصف، والمدرس هو المعلم المربي الذي يتخرج من تحت يديه القاضي والطبيب والمهندس، وكل متعلم عليه بصمة المعلم العلمية والتربوية، ولكن ألا يستحق المهندس ان ترفع معنوياته بوضع كادر خاص له؟ خاصة وان المجتمع في أمس الحاجة لدوره الفاعل الآن أكثر من قبل في ظل المنافسة الصناعية العالمية التي اصبحت تطل برأسها ولا مناص من مواجهتها شئنا أم أبينا، وذلك في ظروف السوق العالمية المفتوحة والمنافسة في عقر الدار.
إن المهندس السعودي في القطاع الحكومي يحتاج الى كادر يتضمن سلما من الراتب الجيد والعلاوة المحفزة والتأهيل والتدريب المطور المستمر، فأي استثمار لهذا المهندس سيعود على الوطن، وهذه سياسة حكومتنا الرشيدة حتى وإن انتقل المهندس الى عمل خاص به او الى شركة خاصة.
ان معظم المهندسين في الوضع الراهن في القطاع العام بدل ان يتطوروا ويتأهلوا ويكونوا على مستوى الحدث فإنهم متخلفون في هذا الجانب ولا يستطيع معظمهم ان يجذب القطاع الخاص لاستقطابه، بل انه قد نسي معظم المبادىء الهندسية الأساسية، ومعظم ما يعرفه هو عمل إداري لا يحتاج لمهندس على درجة عالية من التأهيل، ولكي اضرب لكم مثلا من خلال جهة حكومية ذات صبغة علمية ويكاد يكون المهندسون وذوو التخصصات العلمية أهم عناصرها ومع ذلك ما زال مديرو الإدارات الفنية يتلقون دورة في مبادىء الحاسب الآلي ووصلتهم أجهزة لهم فقط وما زال المهندسون وغيرهم ينتظرون التدريب والأجهزة.
حاولت قبل وخلال وبعد دراستي للهندسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وخلال فترة عملي بالقطاع الخاص لمدة عام واحد وعملي الحكومي الحالي ومن خلال متابعتي لبعض المقالات ان أجد تعريفا علميا للمهندس، ولكن للأسف معظم ما قرأت كلاماً أدبياً لا يفي بالغرض فحاولت محاولة متواضعة اضعها بين أيديكم مستثيرا الكثير من آراء أهل الفكر المعنيين بالهندسة ليقولوا كلمتهم.
أحسب ان المهندس هو ذلك الشخص الذي يتعرف على سنن الله الكونية ليستفيد منها ويوظفها في ابتكار ما ينفع الناس بجودة عالية وكلفة منخفضة، وهذا بالطبع بعد استفادته من تعرفه على سنن الله الكونية في ترسيخ إيمانه ويقينه بالله وهذا يشترك معه فيه جميع الناس ولا يستأثر به من دونهم.
المهندس له عين على الإمكانية الفنية وعين أخرى على الجدوى الاقتصادية,
المهندس هو المترجم بين علماء الطبيعة ورجال المال والأعمال ولا يستطيعون التفاهم من دونه ذلك لأن كل واحد منهم يحمل بعداً واحداً فقط، فعالم الطبيعة مثل الفيزيائي او الكيميائي ينظر للامكانية الفنية فقط، ورجل المال والأعمال يريد استثمار ماله ليدر عليه أرباحا,
المهندس يستطيع ان يلعب دور العالم الطبيعي ودور رجل الأعمال وذلك واضح ومشاهد تراه في الحياة العامة فترى المهندس في مراكز البحوث العلمية وميادين المال والأعمال.
والمهندس حينما يتخذ قراراته فإنه يدخل فيها عوامل كثيرة ويخرج بالحل من خلال عملية البحث عن الأنسب (Optimization) وهنا تكمن صعوبة الهندسة ليتخرج المهندس من كلية الهندسة فقد خسر عليه الشيء الكثير وهو مؤهل للعمل ولكن لن يتأتى له ذلك إلا من خلال كادر خاص به يراعي خصوصيته لكي لا نهدر ثروة بين أيدينا.
ويبدو أن عامة الناس لا ينظرون الى المهندس ولا يهمهم ولكن تهمهم النتيجة النهائية للهندسة المبدعة المتميزة بل وتأخذ بألبابهم ولا يعلمون ان الطريق الى ذلك هو استمرارية التأهيل والتدريب والتحفيز واستنطاق الإبداع للمهندس، وإيجاد كادر خاص بالمهندسين ولكن هل ما يزال الناس يعاملون المهندس بطريقة أنانية خالية من اللمسات الإنسانية كما حدث مع المهندس (سنمار) حينما قذفوه من فوق المبنى الجميل الذي بناه لكي لا يبني مثله وكان المثل الدارج (جزاء سنمار)؟!
المهندس/ منصور بن فهد القحطاني
engineer@ saudilinks.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved