| محليــات
غادر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المملكة بعد زيارة قصيرة أول أمس وهو مسنود سنداً قوياً من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ومن ورائهم حكومتهم الرشيدة وشعبهم الوفي.
فقد وجد الرئيس عرفات فينا جميعاً شركاء قرار وموقف إزاء القضية التي يقود نضال شعبه من أجلها وهي قضية الحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حق إقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
وقد عبر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني خلال مباحثاتهم مع الرئيس عرفات الذي أطلعهم على تفاصيل ما دار في القمة الثلاثية في كامب ديفيد الثانية، عبروا له بلسان صدق واحد وعزم حر وإرادة فاعلة عن تأكيدهم على أن (تحقيق سلام عادل ودائم وشامل بين العرب وإسرائيل مرهون باستعادة الاراضي العربية المحتلة سنة 1967م وفي مقدمتها مدينة القدس العربية المحتلة).
وطبقاً لمصدر فلسطيني مسؤول مرافق للرئيس عرفات فقد قال ان سمو ولي العهد الأمين: (شدد على أن القدس كانت وستظل مفتاح السلام أو ضده في المنطقة، وأنه لا سلام في المنطقة ما لم تكن القدس تحت السيادة العربية وعاصمة لدولة فلسطين المستقلة وبالتالي انسحاب إسرائيل الكامل وغير المشروط من الأراضي التي احتلتها عام 1967م ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومنها القرار رقم 242 الذي ينطبق على القدس).
الجدير بالذكر أن التأكيدات السعودية للرئيس عرفات أول امس الأحد كان قد جرى تبليغها يوم الجمعة الماضي لوزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت خلال اتصال هاتفي تلقاه منها سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في وقت مبكر من فجر ذلك اليوم (الجمعة) إذ قال سموه الكريم للوزيرة الأمريكية: (إن المملكة العربية السعودية تتمسك بضرورة عودة القدس الى السيادة العربية وعاصمةً لدولة فلسطينية مستقلة وان تحقيق ذلك سيكون المفتاح الحقيقي لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط أو ضده).
وطالب الإدارة الأمريكية بالعمل على تحقيق هذا المطلب من خلال ممارسة ضغوط كافية على إسرائيل لإجبارها على تنفيذ القرارات الدولية وتحقيق مبدأ الأرض مقابل السلام وفقاً لمرجعية مدريد).
وهذا الموقف الواضح الذي يقوم كمبدأ ثابت في سياسة المملكة الخارجية أصبح معروفاً في جميع المناسبات التي تعرض فيها قضية القدس والحقوق الفلسطينية على المحافل الاقليمية والدولية ويتم التعبير عنه بصراحة ليس فيها ذلك الغموض الذي يفتح باباً واسعاً للتأويلات والتفاسير في لغة الدبلوماسية.
فقضية القدس الشريف التي تضم ثالث الحرمين الشريفين (المسجد الأقصى المبارك) بالنسبة لنا قيادةً وشعباً، فوق المناورات السياسية وأبعد ما تكون في عرفنا وقناعاتنا وسياستنا ومواقفنا منها، عن المزايدة عليها مقابل أي ثمن تدفعه إسرائيل التي تحتلها ولا تملك في ذلك أي حق غير حق القوة العسكرية الغاشمة.
كما أن موقفنا من قضية القدس سموٌّ على أي ضغوط أمريكية أو غير أمريكية، لأننا نملك الإرادة المستقلة والعزم الحر مما يجعلنا ندافع عن حقوق العرب والمسلمين في القدس مهما كلف ذلك من جهد ومن تضحيات فداء الحرم القدسي، وفداء استعادة السيادة العربية على المدينة المقدسة.
ومن قبل قالها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز في إحدى المناسبات التي رعى فيها احتفال الثورة الفلسطينية في الرياض (القدس مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة، ونحن شركاء مصير للجهاد الفلسطيني).
وكما قال سمو ولي العهد الأمين للسيدة أولبرايت (إن تحقيق عودة القدس الى السيادة العربية وعاصمةً لدولة فلسطين المستقلة سيكون مفتاح السلام في الشرق الأوسط أو ضده).
الجزيرة
|
|
|
|
|