أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st August,2000العدد:10169الطبعةالاولـيالثلاثاء 1 ,جمادى الاولى 1421

متابعة

مع بدء الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية
صور السياسيين تنافس صور الفنانين على لوحات الإعلانات
* بيروت مريم البسام رويترز
اقتحمت حملة هستيرية من الإعلانات وصور السياسيين التي بدأت تنافس صور الفنانين والحسناوات والسلع المختلفة، حياة اللبنانيين اليومية مع بدء الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية المقررة في نهاية اغسطس/آب المقبل.
فبين عشية وضحاها اختفت الشرفات المتواجهة تحت ستار كثيف من الوجوه التي ترسم نظرة جدية ثاقبة مع لباس رسمي وربطة عنق حينا وابتسامة من دون ربطة عنق احيانا اخرى وذلك لاثبات القدرة على التمثيل النيابي,, او الفني في احد المهرجانات المتكاثرة في موسم الصيف الحالي.
ومن الواضح ان ذلك ليس محرما او ممنوعا كما لا يوجد قانون يحد من الانتشار العشوائي لظاهرة تلك الصور التي امتدت على الجدران وتسلقت اعمدة الكهرباء والاشجار على الارصفة وشرفات المنازل وحبال الغسيل وواجهات المحال التجارية وزجاج السيارات.
وكانت الحكومة قد تقدمت بمشروع قانون لتنظيم الحملات الانتخابية إعلاميا لكنها اصطدمت بمعارضة شديدة وانتقاد حاد من مختلف القوى السياسية ومن اصحاب وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب على حد سواء.
وليس من تنسيق او فصل بين الإعلان الانتخابي والإعلان التجاري إذ ان صورة كبيرة بالالوان لاحد المرشحين البارزين في بيروت يعلوها إعلان دعائي لاحد انواع زيوت السيارات مع دعوة لغسيل السيارة مجانا مع كل غيار زيت وصورة مرشح آخر يعلوها إعلان عن نوع من انواع المبيدات الشديدة الفعالية.
ولم تحترم هجمة الصور والشعارات حتى حرمة الاموات فعلت الآية القرآنية وأما اليتيم فلا تقهر وهي دعوة لتأييد احد المرشحين من عائلة يتيم صورة للرئيس السوري الجديد بشار الاسد الى جانبه صورة لوالده الرئيس الراحل حافظ الاسد.
ويبدو ان بعض المتحمسين لم ينتبه الى الجدار الذي الصق صورة مرشحه عليه في منطقة الاشرفية في بيروت فإذا به جدار لمقبرة حولته الصور الى لوحة إعلانية ضخمة لهذا المرشح دون سواه.
وتدخل شعارات المرشحين وصورهم في حرب سرية تدور رحاها تحت جنح الظلام فمرشح يعلن تحت صورة له امتدت على طول بناء ساحلي كبير انه ضمير لبنان فإذا بأنصار مرشح منافس يضيفون الى شعاره كلمة النائم ويعلقون على المبنى المقابل صورة بحجم اكبر لمرشحهم.
وتمتد هذه الحرب في مناطق عدة الى النهار حيث يقوم انصار بعض المرشحين بتمزيق صور منافسين لهم مما يؤدي الى اشتباكات اقتصرت حتى الآن على الايدي والعصي.
وتمازجت صور المرشحين مع صور الفنانين الصاعدين والمخضرمين بحيث بات بعض الناس يجهل من من اصحاب الصور سياسي ومن منهم فنان, وقال غسان بدرا انه سيعطي صوته لنبيل شعيل، وشعيل فنان كويتي سيقيم حفلة فنية قريبا في لبنان.
لكن المرشحات اوفر حظا للتميز اذ انه من الصعب أن تعرض مرشحة للانتخابات مفاتنها كتلك التي تعرض احد انواع الملابس الداخلية وليس عليها من القماش الا عينة متواضعة وبذلك من السهل جدا تمييز القلة القليلة من النساء اللواتي اعلن ترشيحهن.
وترى قوى سياسية معارضة ان كل هذه الحملات الإعلانية للانتخابات ليست سوى ضجيج بلا فائدة اذ ان بعض الاحزاب المسيحية المارونية المعارضة اعلنت مقاطعتها للانتخابات مشككة في نزاهتها وقالت ان اسماء الذين سيدخلون المجلس النيابي معدة سلفا الامر الذي تنفيه الحكومة.
ومع ذلك فإن بعض المرشحين لديه ثقة تامة بعودته الى المجلس النيابي وبالتالي فإنه امتنع عن طبع صوره على غرار نائب رئيس المجلس النيابي الحالي ايلي الفرزلي، فيما امتنعت النائبة بهية الحريري كما عادتها في دورات انتخابية سابقة عن طبع صورتها واكتفت بخوض الحملة الانتخابية تحت صور شقيقها رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
واثارت هجمة الصور الانتخابية استياء البعض ففي منطقة البقاع اختار ناجي المعلوف ان يعبر عن سخطه بأن الصق على زجاج سيارته وجه امرأة عجوز باسمة مع شعار انتخبوا الوجه البشوش وصورة اخرى لرجل عجوز كث اللحية واشعث الشعر وشعار انتخبوا وجه البراءة .
كما حاول البعض ان يستغل المناسبة للفت الانظار الى الضائقة الاقتصادية التي تشهدها البلاد فوضع سائق التاكسي فادي حمود على زجاج سيارته صورة لشاب في حالة بائسة وشعار مرشح العاطلين عن العمل .
وفي وسط شارع الحمرا التجاري في بيروت تعاون بعض ابناء المحلة لطبع صور احد العاملين فيها وهو يعاني من ضعف عقلي وكتبوا تحتها محمود عماش مرشح الدائرة المنفردة .
واطلق عماش على النواب الحاليين ابشع النعوت وقال انه يترشح ضدهم لكي يأتي بأناس عاقلين الى المجلس النيابي ليخدم الناس ويعطي الفقراء.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved