| متابعة
كشف محمود عباس ابو مازن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان الرئيس ياسر عرفات تعرض لضغوط امريكية لا يحتملها بشر خلال قمة كامب ديفيد الاخيرة للقبول بالمقترحات والمواقف التي عرضت عليه.
وكان ابو مازن يتحدث في مقابلة خاصة مع التلفزيون الفلسطيني في اول تصريحات صحفية له منذ عودته من قمة كامب ديفيد الثلاثية التي شارك فيها عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك برعاية الرئيس الامريكي بيل كلينتون واستمرت لمدة اسبوعين تقريبا.
وقال ابو مازن ان ما تعرض له الرئيس عرفات خلال سبعة عشر يوما من ضغوط امريكية لا يحتملها بشر ومن اقوى دولة في العالم ومن كل الاتجاهات للقبول بمقترحات وافكار وغيرها ولكن مع ذلك فإننا نحن البسطاء قلنا لا عندما وجدنا ان هذه الضغوط ستؤدي الى تفريط او تنازل في بعض القضايا .
وفيما يتعلق بتصريحات الإدارة الامريكية بشأن فرض عقوبات اقتصادية على الفلسطينيين في حالة إعلان دولتهم في ايلول/سبتمبر القادم، كشف ابو مازن ان الجانب الامريكي قال لهم انكم ستحصلون على مليارات كتعويضات ضخمة , واستطرد المسؤول الفلسطيني لكننا رفضنا ذلك وقلنا اننا لن نساوم على حقوقنا في القدس وغيرها والدولة الفلسطينية وما نريد من مواقف سياسية باعطائنا مبالغ من المال .
وحول قضية اللاجئين اكد ابو مازن ان الوفد الفلسطيني رفض تحديد رقم لعدد اللاجئين الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالعودة حتى ولو عرضوا علينا ثلاثة ملايين لاجئ كما قلنا لهم لأننا كنا نريد ان يعترفوا بالمبدأ ومن ثم الاتفاق على جدولة مواعيد عودتهم او تعويض من لا يرغب .
وكشف ان المشكلة كانت في ان هناك تنسيقاً فلسطينياً مصرياً اردنياً في قضية اللاجئين في غياب تنسيق فلسطيني سوري لبناني وهو ما تمنيناه ونتمنى ان يكون في حال حدوث جولة جديدة من المفاوضات حتى يتسنى لنا ان ندرس وضع اللاجئين الفلسطينيين في تلك الدول .
وحول الملف الفلسطيني السوري، قال ابو مازن ان جولة عرفات التي يقوم بها حاليا تتطلب زيارة دمشق والتنسيق معها ولكن ذلك يعتمد على الموقف السوري والتجاوب مع هذا التوجه الفلسطيني , واكد المسؤول الفلسطيني الوفد الفلسطيني كان على اتصال يومي مع السفير السوري في واشنطن خلال مباحثات كامب ديفيد لوضعه بصورة المفاوضات يوما بيوم.
واعتبر ابو مازن ان قمة كامب ديفيد نجحت لأنها حققت تفهما واسعا من قبل الاطراف الثلاثة لكل القضايا المطروحة في المرحلة النهائية .
وقال القمة اتاحت للوفد الفلسطيني ان يشرح القضية بكل ابعادها وتفصيلاتها وملفاتها أمام المفاوضين الإسرائيليين والوفد الامريكي واصبحت جميع الامور وللمرة الاولى موضوعة على الطاولة ولم يعد هناك شيء خفي .
واتهم ابو مازن إسرائيل بأنها لم تقبل المواقف الفلسطينية المستندة الى قرارات الشرعية الدولية ، مشددا في الوقت ذاته على ان إسرائيل ليست على استعداد للقبول بهذه المواقف لأنها طرحت مواقف بعيدة كل البعد عن الشرعية الدولية .
وتساءل المسؤول الفلسطيني لماذا تمسكت إسرائيل بالشرعية الدولية عندما طبقتها مع مصر والاردن ولبنان والآن مع سوريا ولكنها تتردد في هذه المواقف فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والحدود مع الجانب الفلسطيني .
واكد ان ما قدمه الجانب الإسرائيلي خلال مفاوضات كامب ديفيد لم يصل الى عشرة في المائة مما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ,واكد انه اذا ارادت إسرائيل ان تسمي التوصل الى اتفاق هو اتخاذ قرارات مؤلمة فإن عليها هي ان تتخذ تلك القرارات وتوافق على تطبيق قرار 242 لأن بديله هو العودة الى القرار 181 .
وطالب ابو مازن باراك بعدم الاصغاء الى مواقف اليمين الإسرائيلي اذا ما اراد التوصل الى اتفاق مع الجانب الفلسطيني وان يصغي فقط الى نبض الشارع الإسرائيلي والذي اكدت استفتاءاته انه يريد السلام الحقيقي , واكد ان العروض التي قدمها الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالقدس حاولت تفتيت المدينة الى اكثر من شكل والى اكثر من طبيعة والى اكثر من صفة قانونية وهذا ما رفضناه رفضا قاطعا .
ونوه المسؤول الفلسطيني الى ان الوفد الفلسطيني غير مستعد للتوقيع على اي اتفاق ينتقص من مدينة القدس ومن حقنا فيها بالشكل الذي كانت عليه في العام 1967 ,كما اكد ابو مازن أن القيادة الفلسطينية طالبت وهي في كامب ديفيد وخلال اتصالاتها مع القادة العرب بعقد قمة عربية عاجلة لبحث القضية الفلسطينية, وعبر في الوقت ذاته عن تفاؤله بأن جيلنا ومن خلال المواقف العربية والإسلامية الداعمة سيرى الدولة الفلسطينية المستقلة تتجسد على الارض وعاصمتها القدس الشرقية او القدس الشريف التي نعرفها ويعرفها الجميع .
|
|
|
|
|