ولأنني,, أدركت الوفاء معكِ,, فلا,, نساء,, بعدكِ,,!
ولأنني,, مضيت معكِ في دربكِ,, فلأنكِ حورية أهل الارض,.
ولأنكِ,, أضأت قلبي وعمرت بيتي وسكنتِ دار حياتي
طوال عشرين عاماً مضت,.
كنت,.
الزوجة,.
والحبيبة
وأم الاولاد,.
فأخجل ان أكافئكِ,, هذا المساء,, بزوجة اخرى,.
بشريكة اخرى,.
ضرّة!!,,.
أخجل ان أنسلّ بهدوء من منزلنا,, أخبرك بصدق الكذب أنني هذا المساء مدعوّ لعشاء عمل,,!!
وتنسلّ معي رجاء,, وعالية,, ابنتينا,, وهما تعلمان أن هذا الامر حتمي
وضروري,, ومشاركة لوفاء تناصفناه,, عشرين عاما,, يكون هذا المساء مختلف المذاق,,!!
تحضران,, الزفاف,, المدعوّات يتمتمن,, هذا العريس,,!! ويشرن الى,, وأولئك بناته,,
فأخجل ,, انهنّ يعلمن أنكِ,, لا تعلمين,.
وأخجل ان يتناولن سيرتنا العطرة,, ورحلتنا الزوجية التي لا تتكرر,, ورفقة بُنيت على المودة والحب العميق,.
ولانكِ,, من يسد الثلمة,.
ولأنكِ,, الوفاء الذي سار مخلصاً لعشرتنا,,!!
ولأنكِ من يجبر الوهن ويرأب الصدع,, في سيرة زمنية طويلة كانت أعلاما لامعة ومخايل نيرة وآيات باهرة,,!!
ولأني,, قاومت ان يتعالى نداء بداخلي,, لطفل صغير,, أو مولود ذكر,, اكنى به,,!
يغريني,, أن أشترك معك في رجاء ,, ولنا عالية,.
يبهرني أن أسمع منكِ يا أبو رجاء,,!
وأتذوق طعم يا أم رجاء,,!
مُحبّاً لكِ,,!!
وليست هي ذكورة الذريّة,, وليست هي السعادة,, فقد عشت معك فصلاً خامساً لا يمر على الفصول الاربعة,, وذاب طعم الشهد في ايامي,, فكنتِ,, معيناً لا ينضب,,!
وكانت عوائق القضاء,, ليقعد بك الدهر,, حتى كان انقساما تاما,, حاولنا ان نقفز عليه حين كان حادثا مروريا اعقبته عملية جراحية طاغية,, افقدتك القوة والنشاط والقدرة على الحركة,, سلبت منكِ الحيوية وسرقت منكِ السمع,, والنظر,,!!
كفيفة,, صماء,, وأحبك,,!!
كنتِ تنظرين حاجتي,, وتسمعين ولهي وشوقي,.
عشرون عاما,, زارنا فيها القضاء المحتوم بعد خمس سنوات مزهرة,.
وهل عساك,, بعد معرفتك بهذا الزواج الثاني تغفرين,,؟! هل تراكِ تسامحين,,؟!!
هل تصميمي أن أظلّ في ظلام عيونك كما انا يغسل إساءتي ويمحو ذنبي لديك!,.
هل سرّيتي وتكتّمي دافعاً لهذا الحب,,؟! أم قنبلة موقوتة,, لا أعلم متى انفجارها,,؟؟
صبر لم ينفد بعد مرور خمسة عشر عاماً,.
صبر,, لم يتبدل,, وإنما,, رغبة طاغية,.
جعلت احساس الأبوة يتحرّك,.
لأن يكون هناك طفل ,, ذكر,.
أو,, طفلة تحيي موات القلب,.
وإن,, حملت هذا الخبر بين ضلوعي,.
مخبأ عن معرفتكِ فلأنني لا اريد ان أثقلكِ مع آلامك,, المتزايدة,,!! وبلاءكِ العظيم,.
واحتوت رجاء,, التي فيها منك ملامح,, هذا الخبر الفجائي,, بذهول,, ورفض,.
تحوّل الى احساس ودفء,, مأخوذ من تقاسيمك التي رسمتها في الابنتين,.
واستبشرت عالية,, إدراكا,, بأهمية هذا الامر,, واحساسا,, بعطاء هذا الاب العظيم,, الذي هو أنا,, كما قررت هي,!!
واليوم,, لا احس,, من ملامح العرس إلا وجهك,.
وانتظارك,.
ولهفتك,.
وقلقك,.
وحب,, لك انت,,!!
فسامحي عقوقي,,!!
عبير عبدالرحمن البكر
|