أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st August,2000العدد:10169الطبعةالاولـيالثلاثاء 1 ,جمادى الاولى 1421

الفنيــة

محمد عبده في وصلة صراحة مع الجزيرة بالقاهرة
انامختلف مع نزار قباني
* القاهرة مكتب الجزيرة أيمن الشندويلي
محمد عبده,, اسم لا يحتاج الى تعريف,, فهو مطرب العرب الاول,, وحامل لواء الفن العربي الأصيل لإنقاذ الأغنية العربية,, يحلم بعودة زمن الفن الجميل ويصدق احلامه لأنه ما زال في ساحة القتال يناضل من اجل الكلمة الرصينة واللحن الخالد.
ورغم ان محمد عبده يسبح بأصالته وفنه الجميل ضد التيار المتمثل في الأغنية الشبابية ذات الايقاع السريع والكلمات الهابطة,, الا انه متأكد بأنه سينجو وسيصل لبر الأمان ليتزعم حركة تطهير الأغنية العربية من كل ما لحق بها من تلوث وينقذها بحق من هذا الغث!! وفي القاهرة كان هذا اللقاء فقد حضر الأستاذ اليها ليحيي حفلا ساهرا وكعادته ورغم ارهاقه رفض ان يقام الحفل بدون بروفات لأن البروفة بالنسبة له مثل المذاكرة النهائية ليلة الامتحان التي لا يحتمل فيها الخطأ أو النسيان فهو يعمل بروفات لمدة أربع عشرة ساعة متواصلة تتخللها استراحات قصيرة وهكذا بحق يكون المعلم !
وطلبت لقاءه لإجراء حوار معه بجريدة الجزيرة ,, فوافق مرحبا وحدد موعدا لهذا اللقاء واتى في الموعد المحدد تماما.
قام بمصافحة الجميع من أعضاء فرقته وطلب من متعهد حفلاته أشرف عبدالسلام ان تستعد الفرقة لحين اتمام الحوار,.
وعندما يكون الحوار مع محمد عبده لابد وان يكون قراءة من هواة الفن الأصيل ولذلك ستكون الاسئلة من هذا المنطلق، ولذلك أستأذنكم في عدم التطرق للأسئلة التي تعودتم عليها مع مطربين آخرين يفضلون الحديث عن الموضة وجديد الفيديو كليب وجنسيات الفتيات اللاتي يصور معه اغانيه الجديدة، وأي رسالة قام بوضعها على جهاز الرد الآلي لتليفونه فكل هذه الأسئلة لها أهلها ومقامها,,
ولكن الآن أنا أجلس في مكان يخيم عليه عبق الفن الأصيل فما تزال رائحة أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب وفريد تهب علينا الآن لأن الحديث مع محمد عبده.
حفلات وألبومات
* في البداية حدثنا عن حفلاتك القادمة؟
أقمت اولى حفلاتي بالقاهرة بداية هذا الشهر وهذا الحفل مرتبط بحفلتين أخريين بالقاهرة الثاني يوم 4 اغسطس بقاعدة كليوباترا بفندق رمسيس ، والثالث يوم 25 أغسطس القادم بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات وهذا الحفل سيتم تصويره لقناة m.b.c وقبله حفل بمدينة كان الفرنسية يوم 18 أغسطس ، ثم حفل في لندن يوم 27 أغسطس القادم، وحفل ابها في 24 أغسطس ، ونهاية حفلات الصيف ستكون في العاصمة الفرنسية باريس يوم الثاني من شهر سبتمبر القادم,
* هناك طقوس سنها محمد عبده لحفلاته فحدثنا عن هذه الطقوس كذلك الشروط والتعليمات التي تطلبها في حفلاتك؟
حريص دائما على مبادىء لا أتخلى عنها في حفلاتي ان يكون جو القاعة جواً أسرياً عائلياً بالاضافة الى البروفات المكثفة التي تسبق الحفل.
* سجلت لك قناة m.b.c حفل جدة وهو الحفل الأخير ولم تبثه بعد,, هل حدثت مشاكل عطلت البث؟
لا توجد مشاكل او خلافات من جانبي انما الشرائط التي تم التصوير عليها اتضح وجود عيوب هندسية بها أثناء عملية المونتاج لذلك فضل المسؤولون بقناة m.b.c عدم اذاعة الحفل بهذا الشكل.
* ومتى سيطرح محمد عبده ألبومه الجديد؟
في عيد رمضان القادم باذن الله.
* ومع من تتعامل في الاغنيات الجديدة؟
مع شعراء شباب أتعامل معهم للمرة الأولى.
* وهل هذه التجربة الجديدة مخطط لها مسبقا أم فكرة طرأت، أم اختلاف مع الشعراء القدامى؟
هي تجربة مخطط لها ومقصودة,, فأردت ان ادخل القرن الجديد مع شباب جدد خاصة بعد البومي السابق لمجموعة انسان والتي قدمت فيها معظم الشعراء الكبار الذين تعاملت معهم ورافقوني في رحلة النجاح,, فأردت ان أوجه لهم كلمة شكر وعرفان بالجميل.
* علمت بانك تقوم الآن بتلحين قصيدة للشاعر ايليا أبو ماضي فما موضوعها؟
هي قصيدة الطين وأقوم بتلحينها لنفسي لكي أسمعها واستمتع بها.
* وهل ستطرحها في ألبومك القادم ,,, ؟
لم أقرر بعد طرحها في البوم غنائي أم لا, ولكنها أعجبتني، وأنا أحب الأغاني الوجدانية وهذه القصيدة ليس بها غزل كثير وانما بها رومانسية وانطباعية شديدة.
* اذن محمد عبده يهرب من قصائد الغزل والمديح في المرأة ,,,؟
لا,, أنا اول مطرب سعودي وجه اغنية للمرأة مباشرة، وقد قوبل ذلك بنقد شديد تجاهي لأنهم اعتبروه تمرداً على التقليد الغنائي وكانت اغنياتي هذه في بداية السبعينات مثل حبيبتي ردي سلامي وكذلك جت تأخذ رسايلها وغيرها.
* ولماذا لم تستمر في هذا الاتجاه وتغوص في أعماق المرأة ومشاعرها ,,,؟
في الشعر ليس شرطا ان تحدد شخصية معينة تخاطبها او لنوع من البشر دون نوع آخر فعذوبة الشعر في الايحاء ، حتى يشعر كل رجل أو امرأة بأن الأغنية له اولها فمخاطبة الشعر العربي للمذكر رغم انه يقصد المؤنث فمثلا كلمة حبيبي تعني الرجل والمرأة وكنا نقول أسمر ولا نقول سمرة والبيت الشعري يقول يا ناعس الجفن ارحم جفني المجروح!!
ويضيف محمد عبده,, فأم كلثوم مثلا كانت تغني على هذا المنوال وبهذا الشعر,, ولكن اشعر الحديث تطور خاصة في مرحلة نزار قباني فبدأ يوجه الشعر مباشرة للمرأة ولم ابحث عن نزار.
* لماذا لم تتعامل مع نزار قباني الذي غنى له معظم المطربين والمطربات الكبار ,,,؟
لعدة أسباب أهمها اني أحب ان أتعامل مع الشاعر مباشرة وأنا لم اتقابل مع نزار قباني، ثانيا: والأهم أنا أحب ان أخدم القصيدة وليس اسم القصيدة هو الذي يخدمني مهما كان اسم الشاعر الذي قالها.
* ولكن كبار المطربين لم يتقابلوا مع نزار وهم الذين سعوا اليه بعد ان أعجبهم شعره ,,,!!؟
لم أحاول البحث عن نزار قباني ومع ذلك فانا أعترف له بالريادة فهو شاعر النصف الأخير من القرن العشرين الى الأول من القرن الحادي والعشرين بلا منازع.
* هل تشعر صراحة بالخجل من غناء الغزل الصريح للمرأة الذي يتميز به شعر نزار قباني ,,,؟
أقول لك بصراحة,, نزار قباني لديه حرية تتخطى منهجي وأسلوبي الذي تعودت عليه وتربيتي التي تربيتها كمواطن سعودي.
* النتيجة اذن انك مختلف مع منهج نزار قباني ,,, ؟
- نعم مختلف فأنا لدي خطوط حمراء لا يمكن ان أجتازها.
* وما سبب وضع هذه الخطوط الحمراء ,,,؟
نشأتي وتربيتي,, فهذه القصائد المخلوطة موجودة منذ سنوات أيام عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب فلماذا لم يغنها أحدهما وغنى عبدالحليم أغاني أخرى لنزار!!
* من الصعب ان أسأل محمد عبده عن رأيه في الأغنية الشبابية لان الجواب سيكون معروفا مسبقا، ولكن سؤالي هو تقييمك لوضع الساحة الغنائية والأغنية الآن ,,,؟
ما نسمعه الآن من المطربين الشباب الموجودين على الساحة ومنذ عشر سنوات هو فن المتعة الوقتية ,, وهو فن ليس للبقاء وليس للأغنية رسالة تدوم ولا يستطيع المطرب من خلالها ان يعمل لنفسه تراثاً في المستقبل، شيء آخر ان المطربين يغنون بدون هدف للمستقبل ويعطون للجمهور مسكنات وقتية ,, !
* وما الهدف اذن من ذلك ,,,؟
موجة مخططة لحجب نظر الشباب عن أشياء أخرى تهمهم.
* مثل ماذا ,,,؟
مثل دورهم في بناء المجتمع وقضاياهم الوطنية وكل ذلك يحدث تحت مظلة العولمة,, لأننا نعيش فن العولمة,, فما يحدث عند مايكل جاكسون يحدث هنا.
* هل فكرت في ان تعطي نصيحة لفنان او مطرب من الجيل الجديد تتوسم فيه مطرباً حقيقياً,,,؟
اولا أحب أن أجنب الأستاذ هاني شاكر من مجموعة ما أتحدث عنهم لانه فنان حقيقي، أما الاجابة عن سؤالك، فهناك أصوات جيدة فمثلا في مصر ايهاب توفيق الذي بدأ مؤخرا ان يعي الدور ويقدم أغاني جيدة وأقول للمطربين الشباب انظروا للماضي الموسيقي فهناك فجوة كبيرة وأعتقد بأنها موضة ظهرت وستدفن.
لا أساير الموضة
* وما تفسيرك لكلمة موضة ,,,؟
هناك موضة تظهر من الفن الهابط وتختفي فمثلا قبل أم كلثوم باستثناء سلامة حجازي كان الفن الهابط هو الرائج ثم جاءت أم كلثوم لتقضي على هذه الموضة وتبعها من جيلها عبدالوهاب وفريد وعبدالحليم.
* وهل أنت بعيد عن هذه الموضة ,,,؟
نعم.
* ومن معك بعيدا عنها ,,, ؟
كل الذين يغنون يغنون لأنهم ناجحون، لكن احنا عودنا جمهورنا ومستمعينا ومحبينا على نهج وأسلوب واحد فالأغنية رسالة لابد وان نقوم بتوصيلها ولا نلبي رغبات معينة لأحد وللفنان الحقيقي رسالة يمليها عليه ضميره الفني.
* التزامك بالغناء على المسرح لم تغيره، وهذا يصعب عملية التصوير لأنها تكون روتينية بدون حركة مثل الفيديو كليب مثلا؟
أنا لم أصور فيديو كليب، وأنا اعتبر الشكل المسرحي أفضل بكثير وجمهوري مقتنع بذلك، فأنا أجد نفسي على المسرح أكثر وحتى أكون مختلفاً عن الآخرين وهي محافظة على شكل المسرح.
* ولكن الفضائيات والقنوات المحلية تهتم بالأغاني المصورة فيديو كليب ,,,؟
عندما يكون الفنان ناجحا وأغنياته مطلوبة تضطر المحطات الفضائية ان تعرضها حتى على المسرح وبذلك تبقى رسالة المسرح موجودة.
* وعن الشباب الآن يهتم بالجديد دائما ,,,؟
الشباب الآن أكثرهم مختلفون ومتنوعون، فهم عجينة لينة يمكن تطويعهم للكلمة الجميلة واللحن الجيد، ومعظم رواد حفلاتي أكثرهم شباب.
* ومع ذلك فالشباب أيضا يحتاج للأغنيات ذات الرتم الراقص ,,,؟
عندما بدأت الغناء كانوا يقولون على أغنياتي راقصة، والأرتام التي تسمعها الآن في أغنياتي حافظت عليها ورغم تنوعها لكن سرعتها واحدة وشكلها واحد ولكن نوعنا في السرعة والأرتام، وما زالت الأغنيات راقصة,, ولكنها راقصة باتزان .
* لماذا لم تفكر في استغلال نجاحك بعمل أفلام سينمائية ,,,؟
في السبعينات عرض علي الكثير من الأفلام السينمائية ولكبار المخرجين مثل حسن الامام وحسن الصيفي ولكن تجربة طلال مداح منعتني من خوض هذه التجربة.
* ماذا عن ثقافة محمد عبده ,,,؟
أنا قارىء جيد,, وأحب القراءة لروايات يوسف ادريس وأقرأ الآن لفاروق جويدة وفاروق شوشة وآخرين، وبعض الكتاب الذين أنتقيهم بعناية فأنا لدي مكتبة ضخمة في منزلي تأخذ مني وقتاً كبيراً في الاطلاع.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved