| مقـالات
من منطلق ان السلامة المرورية على شبكة الطرق بمدينة الرياض، تعد من أهم المشكلات التي يعاني منها نظام النقل في هذه المدينة، حيث يتضح المستوى المنخفض للسلامة على الطرق،في معدلات الحوادث المرتفعة جدا،مما يترتب عليه قدر كبير من الخسائر البشرية والمادية، اطّلعت على دراسة تشخيصية مسهبة أنجزتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (وحدة تخطيط النقل)،عنيت بتقويم اداء المداخل،والمخارج،والفتحات في الجزر الوسطى والجانبية،على عينة من الطرق الرئيسة في مدينة الرياض.
من أهم ملامح هذه الدراسة انها تمكنت من تحديد المواصفات النموذجية لتصميم بعض عناصر شبكة الطرق، كي تكون نماذج يمكن ان يقتدى بها في الظروف المشابهة، ولا سيما إذا وضعنا في الحسبان التطور العمراني المستمر الذي تشهده مدينة الرياض، وما ينجم عن هذا التطور من تعديل في عناصر شبكة الطرق، وسبل إدارتها للوفاء بالمتطلبات المرورية المستجدة، بيسر وأمان.
وقد أعدت الدراسة دليلا إرشاديا، تضمن بعض الضوابط والمعايير،الخاصة بتحديد مواصفات بعض عناصر شبكة الطرق الرئيسة في مدينة الرياض،كي توفر القدر الأكبر من سلامة وانسيابية الحركة المرورية،على هذه العناصر.
واوصت الدراسة بضرورة ان يتضمن اي برنامج فعال،لرفع مستوى السلامة المرورية في مدينة الرياض،خطوات من شأنها ان تعزز انسيابية حركة المرور في هذه المدينة،أرجو ان يشاركني القراء الاطلاع عليها، لأنها جزء مهم من الخدمات التي تقدم لهم،ولأن الوعي المروري أضحى اليوم-أكثر من اي وقت مضى- عاملا مهما من عوامل تخفيض نسبة الحوادث المرورية،وتمكين المواطن والمقيم من الحصول على عائد مجزٍ، إذا التزما بمعايير وضوابط المرور، سواء أكان ذلك على الطرق الرئيسة في مدينة الرياض، أم على الشوارع الداخلية فيها،وهذا البرنامج يعتمد على الخطوات التالية:
1- اعداد مشروع خاص،يعنى بجمع وتحليل معلومات الحوادث المرورية بمدينة الرياض،على نحو يمكن من تحديد المناطق الأكثر خطرا،وتحديد أسباب تلك الحوادث ،وتوصيف الإجراءات الكفيلة بتقليل عدد وتخفيف شدة هذه الحوادث.
2- اتخاذ بعض الإجراءات الهندسية،المتعلقة بتحسين البنية التحتية للنقل مثل: تحديث تصميم التقاطعات والشوارع، واتخاذ اجراءات تهدئة او ابطاء سرعة المركبات في المناطق السكنية.
3- استحداث برامج خاصة لتوعية السائقين والمشاة (هذا هو المهم)، والحرص على الالتزام بأنظمة المرور،حيث ان مستوى انضباط بعض السائقين على وجه الخصوص-تقول الدراسة-يعد دون المستوى المطلوب ويعود هذا- استنادا الى الدراسة- إلى عدم كفاية تطبيق وتنفيذ انظمة النقل والمرور الأساسية .
4- جعل السيارات اكثر سلامة،من خلال الرقابة المحسنة،لضمان ادائها على الوجه الصحيح،ووضع أنظمة مرورية جديدة بخصوص استخدام احزمة الأمان،وتوفير مستلزمات السلامة للأطفال والرضّع،داخل السيارات مع الحرص على تنفيذها.
وفي تقديري ان هذه الخطوات إذا تم وضعها موضع التنفيذ،وتم تطبيق الإجراءات التي اشارت اليها الدراسة،بحزم وعزم وانضباط لا يلين، من شأنها ان تحسن الوضع المروري في مدينة الرياض ولا سيما إذا وضعنا في الحسبان ان هذه المدينة تشهد نموا سكانيا هائلا،الأمر الذي جعلها من أسرع المدن نموا في العالم.
|
|
|
|
|