| مقـالات
عندما ألحت الولايات المتحدة الامريكية الى جانب اسرائيل على عقد (كامب ديفيد الثانية) كان الامريكيون قد اعدوا العدة بتخطيط محكم نفسيا وسياسيا واستخباريا وإعلامياً لدفع القيادة الفلسطينية للموافقة على الطروحات الاسرائيلية التي تارة تقدم منهم مباشرة وتارة اخرى تتقدم بها الادارة الامريكية وكأنها مبادرة امريكية صرفة، بينما هي في الواقع (المرّ) اسرائيلية.
هذه الطروحات تنصب على إبقاء المستعمرات الاسرائيلية (فيروسات) قاتلة داخل حدود السلطة الفلسطينية وابقاء القدس الشرقية داخل سيطرة الكيان الصهيوني ناهيك عن القدس القديمة واعطاء الفلسطينيين ممراً للوصول الى المسجد الاقصى الشريف.
وقد استخدم الامريكيون والاسرائيليون كل الوسائل لتقبل القيادة الفلسطينية بهذه,, لقد استخدم الرئيس الامريكي دبلوماسية الهواتف مع بعض القيادات العربية للقبول اولا بهذه الطروحات ثم محاولة دفعها للضغط على الرئيس الفلسطيني للقبول بها او وقوفهم على الاقل على الحياد والوقوف عند القول المأثور عربيا (نقبل بما يقبل به الفلسطينيون)!!.
لقد فات على الامريكيين ان لا قبل لاي قيادة عربية أو اسلامية بالقبول بهذه الطروحات او الموافقة على قبول القيادة الفلسطينية لا سمح الله بما تريده امريكا واسرائيل.
فالعرب والمسلمون ومنهم بطبيعة الحال الفلسطينيون يرغبون في السلام ولكن بشرط ان يكون سلاما يحفظ الحقوق العربية والاسلامية، فالقدس لابد ان تعود للعرب فهي بمنطق التاريخ والدين والمواثيق الدولية عربية واسلامية ومستعمرة واي حلول لاتعيدها عربية واسلامية وعاصمة لدولة فلسطين مرفوض بمنطق التاريخ.
فليس من المقبول ان يعيدها الى الحظيرة الاسلامية والعربية صلاح الدين الأيوبي ليأتي قائد عربي اسلامي فلسطيني ليسلمها الى الصهاينة.
لقد استطاع الرئيس الامريكي (بيل كلينتون) ان يحتل في قلوب العرب والمسلمين موقعاً محترماً لمواقفه السابقة ومنها زيارته لاراضي السلطة الفلسطينية المحررة ولكن ان يأتي في اواخر عهده بالرئاسة ليغير صورة هذه المواقف الجميلة فهذا شيء مؤسف حقا فلابد للولايات المتحدة ان تعي ان الشعوب العربية والاسلامية تعرف حقوقها جيدا كما تعرف عدوها، وحقوقها هي في تحرير القدس من ايدي المستعمرين وعدوها هم المغتصبون لفلسطين, وامريكا تدرك حجم الرفض في الشارع العربي والاسلامي لانحيازها للمستعمرين اليهود.
فماذا يعني للعرب وللمسلمين عندما يتهم الرئيس الامريكي القيادة الفلسطينية بتهمة فشل مفاوضات (كامب ديفيد الثانية) هل يريد موافقة منها على تسليم القدس لاسرائيل؟
لماذا يهدد بنقل السفارة الامريكية الى القدس اذا اعلن الفلسطينيون قيام دولتهم رسميا؟ هل تدرك امريكا انها بهذا العمل تخالف القانون الدولي والشرعية الدولية؟
ينبغي على امريكا ان تظل راعيا جيداً للسلام.
د, خالد آل هميل
|
|
|
|
|