أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st August,2000العدد:10169الطبعةالاولـيالثلاثاء 1 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

رسالة من فرانكلين إلى كلينتون
د, عبدالله بن عبدالرحمن الربيعي *
غب تأجيل مفاوضات كامب ديفيد، لتنجيم اتفاقياتها حسب الطقس المحلي، والمناخ العالمي واعتماد أسلوب ترويضي لتهيئة النفوس نحو حلول لا تحمل حلا، ونمطية لا تغادر واقعا، أود أن أشير إلى ان معضلة القدس التي يتجاوز عمرها آلاف السنين، وأريق على جوانبها دم المؤمنين، وتسابقت الأقوام الوثنية قبل الاسلام وبعده إلى تدميرها، أقول ان مشكلة بهذا الحجم وبهذا العمق لا تنهى بجرة قلم أمريكي أو بهز رأس يهودي أو بطأطأة كوفية يعربية، ولا بنزهة في ضفاف معسكر داود أو فندق الملك داود لا فرق.
لن أكرر الخطاب العربي في الستينيات الذي قذف بأبواقه في البحر، ولكني سأعرض هنا نصين لا أتدخل فيهما جرحاً أو تعديلاً.
الأول صاغه فرنسي يدعى GEORGE MONTARON في كتابه Jerusalem en Palestine: القدس في فلسطين الذي صدر عام 1981 وترجمه إلى العربية فريد جحا عام 1985م, مؤلف الكتاب جورج مونتارون رئيس تحرير صحيفة شهادة مسيحية التي تصدر في باريس، ورئيس نقابة الصحافة الأسبوعية ونائب رئيس الاتحاد الوطني للصحافة الفرنسية، والسكرتير العام للمؤتمر العالمي للتضامن مع فلسطين ورئيس لجنة التضامن الفرنسي العربي ورئيس جمعية فرنسا القدس, هذا الرجل الفرنسي المسيحي يقول: ان القدس تقاتل ضد الظلم لتبقى هي نفسها تدافع للحفاظ على ميزاتها الخاصة, ولعل بعضهم يتساءل طلبا للمعرفة عن هوية القدس وهل هي عربية؟ ويؤكد الصهاينة انها يهودية,, فإذا ما كانت يهودية وليست عربية فلماذا يبذل مناحيم بيجن كل هذه الجهود المتنوعة لتهويد القدس؟,, سيكون فصل الأماكن المقدسة عن القدس خطأ فادحا, فهذه المساجد والكنائس والمعابد اليهودية لا توجد إلا ضمن وحدة متينة مع القدس وألف رابطة تربطها بمنازل المدينة وشوارعها, ان تلكم الأبنية ماهي إلا اشارات إلى قلب مكان مقدس هو القدس، وانه لخطأ فادح فصل القدس عن شعبها فالمدينة عربية والتاريخ يظهر ذلك والثقافة تعبر عن نفسها في ابنيتها التي تشهد بذلك, وتلك الأحجار والشوارع لا تحيا إلا بالشعب الذي يثير الحياة, ومن الخطأ فصل القدس عن بقية فلسطين فالجغرافيا والتاريخ قد جعلا من المدينة القديمة قلب فلسطين, فما يبقى للناصرة وبيت لحم والخليل من دون القدس؟ وماهي قيمة فلسطين من دون القدس للفلسطينيين الذين يعيشون في نابلس وغزة ويافا؟ نعم ان ذلك كله خطأ فادح وسيكون جريمة الاعتداء على التاريخ والجغرافيا وانتزاع عاصمة امة وشعب منهما, فالقدس عربية وهي ملك سكانها الذين هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والقدس بالنسبة لنا نحن المسيحيين عاصمة فلسطين 41 - 44 لاحظوا ان الكلام يعود إلى عام 1981م قبل لقاءات أوسلو وبيانات مدريد وسيناريوهات المفاوضات المجدولة.
النص الآخر موجه إلى الضمير الأمريكي قبل ان تصبح نيويورك عاصمة ليهوذا، هتف به الزعيم الأمريكي بينيامين فرانكلين أحد ابطال الاستقلال الأمريكي في خطاب ألقاه عام 1789م ومحفوظ نصه في معهد فرانكلين بفلادلفيا: هناك خطر جسيم تتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية وهذا الخطر هم الاسرائيليون,, كانوا دائمي الشكوى من مصيرهم القاسي، لكن اذا هيأ لهم العالم المتمدين اليوم سبل العودة إلى فلسطين خلقوا اسبابا للرفض لماذا؟ لأنهم كالخفافيش الكبيرة لا يمكن أن تعيش بعضها فوق بعض,,, واذا لم يقص اليهود فلن تمضي مائة عام حتى يذوق احفادنا الشقاء الأليم لاطعامهم, ان اليهود خطر على هذه البلاد فإذا دخلوها حاق الخطر بدستورها، يجب اذن اقصاؤهم عنا , فاذا كان فرانكلين قد جأر بالشكوى قبل قرنين من يهود كانوا يعيثون فسادا بالاقتصاد الأمريكي وضاق ذرعا بتحركاتهم الخفية فكيف تحول الموقف الأمريكي اليوم إلى ضامن لمستقبل اسرائيل وراع لها وفي الوقت نفسه يطالب الطرف الفلسطيني بضبط النفس بالضغط عليه وارغامه على أمور لا يملك المفاوضون البت فيها؟ فقط نريد احتراما للرأي العام في وقت لم يعد ثمة شيء مستور، نريد من دعاة حقوق الانسان ان يخلصوا الانسان الفلسطيني من الاضطهاد اليومي فكرياً ومعيشياً، نريد من حماة حقوق الملكية ان يعيدوا أملاك ملايين المهجرين واللاجئين والنازحين، نريد العدل والكيل بمكيال واحد، وإلا فلتسقط الشعارات,ولكم تحاياي.
* استاذ العلاقات الحضارية بين الشرق والغرب المشارك في قسم التاريخ بجامعة الإمام

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved