أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th July,2000العدد:10168الطبعةالاولـيالأثنين 29 ,ربيع الثاني 1421

الريـاضيـة

صانعو الألعاب وكرة القدم الحديثة
اطلعت قبل مدة على آراء بعض المدربين الوطنيين بخصوص وضع اللاعبين صانعي الالعاب في كرة القدم الحديثة وذلك في إحدى الصفحات الرياضية ولقد اصابتني الدهشة عندما اطلعت على تلك الآراء العجيبة حيث اتفق الجميع على ان صانعي الالعاب لم يعد لهم مكان في كرة القدم الحديثة بل واستطردوا مضيفين بأن جميع اللاعبين ينبغي ان يكونوا صانعي العاب في الكرة الحديثة ويبدو ان مدربينا الوطنيين قد صدقوا ما سبق ان قاله المدرب البرازيلي كارلوس البرتو عن هذه النوعية من اللاعبين عندما كان يدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم وذلك عندما سأله عدد من الصحفيين عن سر عدم وجود لاعب صانع العاب في منتخبنا الوطني ابان بطولة آسيا لكرة القدم عام 1988 م بقطر حيث قال كارلوس البرتو وبالنص التالي (إن صانعي الالعاب لم يعد لهم مكان في كرة القدم الحديثة فالجميع في كرة القدم الحديثة ينبغي ان يكونوا صانعي ألعاب) وطبعا جميعنا يذكر النتائج الهزيلة لخط هجومنا في تلك البطولة التي كان فيها كارلوس البرتو مدربا لمنتخبنا الوطني وعندما تم الغاء عقد ذلك المدرب وتم تكليفه بتدريب منتخب البرازيل في بطولة كأس العالم عام 1994م التي اقيمت بالولايات المتحدة الامريكية وضع كارلوس البرتو اللاعب البرازيلي (راي) كصانع العاب خلف روماريو وبيبيتو مع العلم ان ذلك اللاعب يعتبر من اسوأ صانعي الالعاب الذين شاهدتهم في حياتي, بل ان كارلوس البرتو عندما كان يدرب منتخب الكويت الوطني لكرة القدم كان يعتمد على فيصل الدخيل ثم ناصر الغانم كصانعي العاب, ولم يكن منتخبنا الوطني هو الضحية الوحيدة لهذا التناقض من ذلك المدرب بل ان منتخب دولة الامارات العربية كان ضحية ايضا لهذا التناقض فعندما كان كارلوس البرتو مدربا لمنتخب الامارات حاول تدمير صانع العاب الامارات اللاعب عبدالرزاق ابراهيم حيث لم يهتم به ابدا ولم يعطه الفرصة للمشاركة مع منتخب الامارات وعندما تولى (زاجالو) تدريب منتخب الامارات في تصفيات كأس العالم عام 1990 قام زاجالو بإعطاء الفرصة للاعب عبدالرزاق ابراهيم بل انه قد وضعه في المركز المناسب تماماً للاعب صانع الالعاب وهو عمق الوسط وجميعنا يذكر الدور الفعال الذي لعبه ذلك اللاعب في تلك التصفيات حيث كان عبدالرزاق ابراهيم خلف معظم اهداف منتخب الامارات الذي تأهل في ذلك الوقت لنهائيات كأس العالم عام 1990م, انني اذا اردت ان اعلق على ما قاله كارلوس البرتو وكذلك مدربونا الوطنيون فانني اقول ان كرة القدم الحديثة لم تلغ دور اللاعب صانع الالعاب فالمدرب الذكي المقتدر الناجح هو الذي يختار الطريقة والتكتيك المناسب لقدرات لاعبيه على ان يكون صانع الالعاب من اساسيات ذلك التكتيك والطريقة وهو ايضا الذي يجيد التعامل مع ظروف المواجهات التكتيكية في الساحة وكذلك فإن المدرب الناجح هو الذي لديه القدرة ايضا على وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب اما بخصوص قول كارلوس البرتو ومدربينا الوطنيين بانه يجب ان يكون جميع اللاعبين صانعي العاب فهو قول يدعو للضحك وذلك لان صناعة الالعاب تعتبر موهبة فليس كل من هب ودب يمكن ان يتحول لصانع العاب فتوقيت تمريرة صانع الالعاب وتحديد مكان تلك التمريرة يعتبر فناً بحد ذاته لا يمكن ان يجيده الا تلك النوعية من اللاعبين ويكفي ان النقاد في جميع انحاء العالم قد اعتبروا تلك النوعية بأنها فاكهة كرة القدم، إنني اذا اردت ان اضيف شيئا في ختام مقالي هذا فانني اقول تابعوا الاندية والمنتخبات التي يوجد بها صانعو العاب وقارنوا بينها وبين المنتخبات او الاندية التي لا يوجد بها صانعو العاب ولكم الحكم.
وقفة للتأمل:
على الرغم من ان اختيار الهلال من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن افضل مائة فريق في العالم وتحقيقه للمركز رقم (78) يعتبر إنجازا لصالح الكرة السعودية الا ان هذا الاختيار قد قوبل بتعتيم اعلامي كامل من جميع الصحف باستثناء صحيفة او صحيفتين فقط وفي النهاية ومع بداية كل موسم رياضي يخرج علينا من يقول ان الهلال هو فريق الصحافة تصوروا؟
محمد عبيد العتيبي
مكة المكرمة - للتواصل فاكس 025707332

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved