|
| الريـاضيـة
* لندن هكستيد ابراهيم معروف
لابد من القول بدءا وانا اتجه لتغطية عرض الخيول الملكي الدولي تراكساديتا بصحبة الاستاذ د, فواز الدخيل مدير المركز الاعلامي السعودي الذي دعاني مشكورا لمشاهدة العرض وللتغطية لصحيفة (الجزيرة) بأنني لا امتلك اي معرفة مسبقة بالمدى الذي وصلت اليه رياضة الخيل او مستوى الفرسان السعوديين وربما كانت هذه المناسبة هي الاولى في حياتي التي تتوفر لي لمشاهدة مسابقة دولية بهذا المستوى, ولكن حضور الحدث ذاته فضلا عن كونه مشاركة مثيرة على المستوى الشخصي لكنه وبالتأكيد فتح لي آفاقا عديدة للتعرف على سفراء هادئين يمثلون ليس فقط بلدهم الواحد بل حضارتهم وثقافتهم وهم يقارعون ابطال سبع دول اوروبية التقت ضمن هذا المضمار في واحدة من اهم المناسبات الدولية لسباقات الفروسية تلك هي بطولة الامم.
مفاجأة أم أكثر من ذلك!
كان مجرد تواجد المنتخب السعودي ضمن فرق اوروبية تضم ابطالا عالميين هي بحد ذاتها مفاجأة واين؟ في (هكستيد) المدينة البريطانية التي تحتضنها منطقة تلال ووديان ساحرة الى الشمال قليلا من مدينة براتيون الساحلية وحيث يقع المضمار والذي سيحتصن البطولة الدولية المسماه The Traxdata Royal international Horse Show للفترة بين 26 30 تموز 2000 والتي يحضرها منتخبات كل من السويد والمملكة المتحدة وهولندا وفرنسا وايرلندا والمانيا والمملكة العربية السعودية.
هذه البطولة التي ترعاها الاميرة آن ابنة الملكة اليزابيث الثانية نيابة عنها, تقتصر على سبعة فرق واذن فالامر بحد ذاته مفاجأة ليست بسيطة ان ترى فريقا من الفرسان العرب يمثل ليس فقط المملكة العربية السعودية بل الهوية العربية بأكملها في هذا المضمار الدولي The Traxdata Royal international Horse Show فما هذا العرض الدولي وما هو تاريخه وماذا يعني اشتراك او وصول فريق دولي الى سدة المنافسات؟
نبذة تاريخية
يعود تاريخ هذا السباق الى عام 1907 عندما افتتح لأول مرة في اولمبياد العرض الدولي للخيول واكتسب صفة (الملكي) من تقديم الملك جورج الخامس ميدالية ذهبية للفائزين لسنوات اربع تلت ذلك الافتتاح واستمر هذا العرض حتى عام 1939 عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية وعاد للظهور مرة اخرى عام 1945 في (المدينة البيضاء) احدى ضواحي لندن باسم (عرض النصر) وفي عام 1968 آثار جدلا حادا عندما انتقل الى ملعب كرة القدم المشهور Wambley وتنقل بعد ذلك بين (المدينة البيضاء) و(برمنغهام).
وبرزت مدينة هكستيد التي يقام فيها العرض هذه الايام، عام 1992 عندما تعرض ميدان برمنغهام الى مشاكل مالية لم تستطع جمعية الفروسية البريطانية مواجهتها وهنا عرض دوجلاس بان هذا الميدان ودخل باتفاق مع (الجمعية البريطانية للفروسية) التي لم تتحمل اية اعباء مالية بل بالعكس فقد سعى الشريك الجديد للعرض الى ادخال داعمين كبار للبطولة ليس آخرهم شركة سامسونج الراعي الرئيسي لبطولة هذا العام كما ادخل فكرة مسابقة بطولة الامم والتي يشترك فيها افضل سبعة فرق عالمية,, فكيف وصل الفريق السعودي للفروسية الى هذا المستوى؟
الطريق الى هكستيد
منذ مشاركته الاولى في اطلنطا عام 1996 بدأ المنتخب السعودي للفروسية بقفز الحواجز يختار الطريق الصعب الذي سيوصله لاحقا الى سيدني وهو طريق كان يفتقر في البداية الى ابسط واهم اداة الا وهي الجواد في تلك البطولة استأجر السعوديون جيادهم ورغم الفارق الكبير في اداء جواد تمتلكه وجواد تستأجره فقد حققوا انجازا نوعيا بوصولهم الى المرحلة الثانية ضمن تصنيف الاولمبياد.
تلك النتائج نبهت المسؤولين ومن بينهم صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله والذي اصدر اوامره بتأمين جياد للمنتخب الذي ينوي المشاركة في الدورة العربية بلبنان عام 1997 وكان لهم هذا العطاء خير دعم لتأكيد حضورهم في تلك الدورة غير ان الطموح كان يكبر كلما شارك الفرسان في دورة دولية وكلما حققوا نتائج كانت الثقة تكبر.
هذه المرة كانت (سيدني) تبدو كمنارة بعيدة تحتاج الى خيول جيدة فما كان من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أن يقدم اربعة جياد هي (خشم العان، سيف العدل، الحرس الوطني، الرياض) لتكون عامل دفع حاسم يسند هؤلاء الفرسان الذين بدأوا يرون انفسهم على طريق سيدني واقعا وليس حلما صعب المنال, ولكنه حتما سيمر من خلال قناة الاتحاد الدولي للفروسية والذي وزع البلدان الاعضاء فيه وهم اكثر من مائة دولة بينها السعودية ممثلة بالاتحاد السعودي لالعاب الفروسية والسهام على سبع مجموعات يتأهل منها 16 دولة فقط.
وعبر محطات تأهيل متعددة توجب على الفريق السعودي ان يمر بها وابتدأت في مدينة فالستيريو السويدية ومرورا بايطاليا والمانيا حيث تمرس فرسان المنتخب وجيادهم على اشواط وحواجز تلتقي والمواصفات الدولية التي سيتوجب عليهم ملاقاتها في سيدني.
وكان ما كان للفريق السعودي ان يكون احد ال16 فريقا وهي:
استراليا، سويسرا، ايرلندا، كندا، المانيا، البرازيل، اسبانيا، المكسيك، فرنسا، هولندا، بلجيكا، السعودية، بريطانيا، السويد، امريكا، اليابان.
وما كان هذا ليؤتي ثماره لولا الخطة الدؤوبة التي وضعها الاتحاد السعودي لالعاب الفروسية والسهام لاعداد وتأهيل الفريق عبر عدد من البطولات الدولية فكانت المشاركة في بطولة لوسيرن الدولية بسويسراوبطولة اسبانيا ومؤخرا بطولة بافاروتي بمدينة مودينا بايطاليا والتي كانت البروفة النهائية قبل الاشتراك في هكستيد وصولا الى سيدني.
والتقيت على هامش مسابقات اليوم الثاني للبطولة بالكابتن محمد الدوسري وهو مدير المنتخب حاليا والفارس الذي ظهر قبل اربعة عشر عاما هنا في هذا المضمار لمحادثته بالمراحل الاعدادية وما حققت للمنتخب السعودي اجمالا وللفارس السعودي بوجه خاص فقال:
يكفي القول ان حصول الفارس خالد العيد على المركز الرابع في الشوط الكبير بمودينا الايطالية وبوجود 59 فارسا هم جميعا من الذين سيشاركون في الاولمبياد هو خير دليل على المستوى الذي وصلنا اليه دوليا.
مشاركة هكستيد تقلب موازين الرهانات!
لم يكن اليوم الاول ليثير كثيرا المتفرج البريطاني بمستوى الفرسان القادمين من الصحراء ما لم تحدث المفاجأة التي فجرها الفارس الوديع ذو السيرة الطيبة خالد العيد كابتن الفريق فقد اشترك في سباق (الجراندبري) البريطاني والى جانب عدد من اشهر الفرسان بينهم مدربه السابق (جون ويتكر) الذي لازمه فترة عام من التدريب والصقل قال عنه يومها:
الفارس خالد فارس متمكن تنقصه الجياد ولو وجد من يموله ويأخذ بيده فلن يخسر ابدا!
بدأ السباق (جراند بري) بمبادرة الفارس خالد العيد في القفزة الاولى قبل مدربه ويتكر وهنا اضطر الاخير للضغط على جواده لكي يأخذ قصب السبق ماسّا الحاجز عمداً لكي يحقق ضغطا اكثر على الجواد وليكسب زمنا اكبر.
صحيح ان خالدا جاء الثاني لكن هذا المركز بحد ذاته كان مفاجأة للجميع وهو بحد ذاته انجاز هائل.
واطرف ما كتب عن ذلك جريدة (الديللي تلغراف) اذ قالت: لم يكن اشد الموجودين حظا في تلك النتيجة مثل ذلك الذي يدير مكتب المراهنات والذي وضع نسبة 1:3 على الفارس خالد اذ ماذا سيوجب عليه دفع اموال للمراهنين.
اما الفارس خالد فقال للصحفيين يزيدني فخرا انني جئت الثاني بعد مدربي الفارس (جون ويتكر) مفوتا الفرصة عليهم للنيل من أدبه وخلقه الدمث وعرفانه لمدربه السابق الذي اصبح يخشاه.
والنتيجة الاخرى ان المراهنات ارتفعت في اليوم التالي على الفريق السعودي الى نسبة 1:7.
ثقة أكبر ومزاج الجمهور يتغير
في اليوم الثاني كان الفريق السعودي وهو يدخل المضمار محييا الجمهور ومُستقبلا بحماس كبير يقلب المراهنات والتي اختلفت اليوم والفرق المتواجدة هي السبع المرشحة للبطولة احدها الفريق السعودي.
في الصباح ترشح الفارسان خالد وكمال في الشوط الذي كا يتحتم عليهم ان يحسموه بالسرعة وبارتفاع 140 سم لتأهيل 15 فارسا للعب يوم السبت وعلى ارتفاع 140سم والذي سيحسم بالسرعة ايضا.
وعند الساعة الثالثة تقريبا بعد سباق (الجراند بري) باشتراك سبعة فرق وبأربعة فرسان للجولة الاولى لكل فريق يترشح منهم ثلاثة للجولة الثانية.
حقق اثنان من الفريق السعودي Clear لكل منهما وجرى احتساب الخطأ للفرق المشاركة على قاعدة افضل ثلاثة كما تأهل الفريق مرة اخرى بثلاثة فرسان.
ومرة اخرى يضرب الفرسان السعوديون ضربتهم فيحققوا Clear لفارسين بيد ان الحظ لم يحالف الفارس الثالث ويأبى الجواد ان يكون بمستوى الاداء المطلوب والجو والامطار المتقطعة ربما كان لها دور ايضا.
وهكذا يأتي الفريق الايرلندي اولا والبريطاني ثانيا والفرنسي ثالثا والسعودي رابعا بعدد الاخطاء ومنحه الترتيب (16، 20، 24،30) مكتسحا ثلاثة فرق اوروبية وبنتيجة هي جيدة بكل المقاييس.
بيد ان النتائج الطيبة لا ينبغي ان تخفي الحديث بالنواقص والثغرات وهنا كانت احاديثنا مع سمو الامير فيصل بن عبدالله بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لالعاب الفروسية والسهام وسمو الامير د, تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للشؤون الخارجية وعضو مجلس ادارة الاتحاد او مع فنيي ومديري الفريق او مع الفرسان انفسهم منصبة على هذه الشجون.
التقيت الكابتن خالد العيد والذي استحوذ على اعجاب الجمهور البريطاني سواء في اليوم الأول عندما حقق المركز الثاني بعد مدربه جون ويتكر أو في اليوم الثاني عندما حقق Cleare 2 وهو ما صفق له الجمهور كثيراً وحادثته عن مستوى الاعداد والتدريب والصعوبات التي تحول دون الوصول إلى المراكز الأولى فقال:
لقد بذلت جهداً كبيراً في الاعداد والتدريب ونحمد الله على ما حققناه حتى الآن، لكننا يجب ان لاننس بأننا ونحن نتطلع إلى المشاركة في سيدني بنفس خيولنا، فإن من الواجب الحفاظ على هذه الخيول لأننا لانمتلك بدائل لها، أسوة بالفرسان الذين نباريهم، خذ مثلاً يوم الأحد القادم بالرغم من تأهلي للمشاركة فإنني سأمتنع عن ذلك حفظاً لجوادي الذي أريد له المشاركة بسيدني بكل حيوية.
أما الفارس فهد العيد والذي يمتطي الجواد المسمى - الحرس الوطني - فهو يشارك للمرة الأولى بالرغم من خبرته الجديدة التي يعترف بها أسوة بالزملاء خالد فقال عن مشاركته:
لقد شاركت اليوم في نشاط الفرق، وبالرغم من أن حصاني صغير السن، وخبرتي قليلة مقارنة بالأخوة خالد ورمزي لكنني راضٍ عن مشاركتنا جئنا بالمركز الرابع على فرق عالمية لها خبرتها وقاعدتها، وأعتقد أننا حصلنا على الثقة التي نحتاجها.
* لكنني سألته عن الوصول إلى هذه المراكز والنتائج يستدعي جهوداً للحفاظ عليها فكيف ترى الأمر؟
الحافظ على هذا المستوى ليس أمراً سهلاً، وقد وصلنا إلى هذا المستوى عبر تدريب ومثابرة، ولكن مازلنا بحاجة إلى دعم سواء من رجال الأعمال أو الاتحاد بالخيول ومنهج التدريب وأيضاً من قبلنا نحن الفرسان وأن تكون لنا نظرة بعيدة, إن خيولنا تفقد من قابليتها بعد كل مشاركة ونحتاج إلى خيول بديلة، ومثلما رأينا اليوم أن حصان خالد لن يشركه يوم الأحد في بالجراندبري رغم تؤهل الفارس خالد.
وتحدثت مع الكابتن محمد الدوسري وهو مدير المنتخب حالياً وفارس سابق آثر أن يتفرغ لادارة المنتخب لتأهيل جيل جديد رغم انه مازال شاباً وفارساً، وطرحت معه مشكلات التدريب والدعاية والتأهيل للمباريات الدولية والمشكلات التي يعاني منها كمدير للفريق فسألته:
* يتفق الجميع هنا بأن أداء الفريق كان جيداً، ولكن هناك قصورا في الدعاية لهذا المنتخب أو لفرسانه فماذا تقول؟
بداية الدعم هواكتشاف سمو ولي العهد الأمير عبدالله عندما لمس كفاءتهم في مشاركتنا بلبنان وحصلنا على الذهبية ولذا فبتقديمه (4) خيول جيدة بدأ حضور فرساننا دولياً يبرز بشكل نوعي أكبر، من فئة Graele A.
* وكيف تجري عملية المشاركة، من ينظمها؟
بعض مشاركتنا تخضع لدعوات والأخرى نحن نقرر ماهو مناسب لنا، ويقرر المدرب ماذا يفيدنا من هذه المشاركات مثلاً دعينا إلى بطولة البافوراتي حيث حصل الفارس خالد العيد على المركز الرابع في الشوط الكبير بوجود 59 فارسا ممن سيشاركون بأولمبياد سيدني، كما ان حصولناعلى المركز الثاني في هكستيد هو بداية مبشرة.
* لكن كمدير للمنتخب أعتقد أنك تنظر للأمور من خلال زاوية البيت من الداخل فماهو مستوى الامكانيات حقاً؟
مانبذله بما لدينا من خيول وفرسان هو أكثر من المتوقع.
* وهل هذه هي المشاركة الأخيرة قبل سيدني؟
بعد مشاركتنا ب هكستيد وهي الأخيرة ستذهب الخيول إلى مدينة آخن الالمانية لكي ننفذ شروط اللجنة الأولمبية بالحجر الصحي المشاركة حيث تدخل يوم 6 سبتمبر إلى الحجر الصحي إلى يوم 21 سبتمبر وتذهب جميع الخيول المشاركة في الأولمبياد إلى سيدني وسيتاح للفرسان ركوب الخيول خلالها ولكن بشروط.
* وهل يمكن إضافة خيول أخرى؟
لابد من تسجيل أي جواد منذ يناير/ 2000 لدى اللجنة الأولمبية، لكن تركيزنا هو لفترة كأس العالم عام 2002.
* وأنت تشارك في سيدني كفريق، ماذا تهيء لمشاركتكم في أولمبياد أثينا عام 2004.
نتطلع إلى حصولنا على ميدالية في سيدني، وقد أثبت فرساننا أنهم في كل محفل يلفتون الاضواء نحوهم، ولكن يجب الاعتراف بحقيقة ان باقي الفرق تمتلك امكانيات تفوقنا، وإذا كنت ترى ان قيمة احد خيولنا يصل إلى 600 ألف جنيه مثلاً فهناك خيول بقمية مليوني جنيه ولدى الفارس خيول بديلة بنفس المستوى، وتخيل ماذا سيحصل لو أصيب أحد خيولنا لاسمح الله؟
* وكيف سيكون مدى صعوبة الشوط في سيدني؟
لقد التقيت مع مصمم بطولة بافورامي وهو نفسه مصمم سيدني فقال لن يكون الحال مختلفاً عن هذا التصميم، وهذا في الواقع يمنحنا ثقة أكبر في بطولة سيدني.
* وماذا تقول للداعم السعودي؟
أعتقد أن أي شركة سعودية تستثمر بوضع اسمها على أحد جيادنا أو توظف جواداً لها فهو بحد ذاته أكبر استثمار كما أن بعض هؤلاء المستثمرين ممن يعيشون في بلدان أوروبية ويدفعون ضريبة لتلك الدول، فانه من الممكن لهم استثمار تلك المبالغ بشراء جواد ووضع اسم شركتهم عليه لاستثماره في المسابقات ولدعم فرساننا.
مع رئيس الاتحاد
بعد انتهاء فعاليات اليوم الثاني وحصول الفريق السعودي على المركز الرابع في بطولة الأمم وهو إنجاز كبير بحد ذاته إذا عرفنا مستوى الفرق التي اكتسحها الفريق السعودي وهي تضم أشهر الفرسان كان لابد لنا أن نحاور ذلك الفارس الذي يقف غير بعيد عن مضمار السباق، وعن قلق الفارس، وعن سيرورة الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية ذلك هو سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود رئيس الاتحاد, وفي البدء نقلت له تهاني صحيفة الجزيرة بهذا الحضور القوي للفريق الذي يتابعه أولاً بأول وبدأب منذ التأسيس، الأكثر من هذا روى لنا الاستاذ عبدالله باحمدان وهو رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي، والذي حضر لدعم ومؤازرة الفريق السعودي حادثة طريفة ولكنها بليغة الدلالة في دعم سمو الأمير فيصل للفروسية فقال:
حين كان لولدي كمال سبع سنوات من عمره رغبت أن أزجه عند سيدة أجنبية تدعى فيكي تدرب أطفال الأجانب على ركوب الخيول واقتنعت وقتها عن قبول الطفل كمال وحينها لجأت الى سمو الأمير فيصل بن عبدالله طالباً تدخله، وكان لكمال ماأراد، والحادثة كافية للدلالة عن محبة لسمو الأمير فيصل للفروسية والفرسان وقد أكد لنا الاستاذ عبدالله باحمدان أنه متحمس لدفع رجال الأعمال لدعم الفرسان والاتحاد وانه بدأ بالفعل اتصالاته بهذا الشأن.
ابتدرت سمو الأمير فيصل بن عبدالله عن تقييمه لمشاركة الفريق السعودي في مباريات هذين اليومين فقال:
انها مشاركة ترفع الرأس في بطولة بمستوى Nations Cup ويحقق فيها فارسان Clear2 ونأتي بالمركز الرابع فهو شيء طيب.
* هذه النتائج سمو الأمير تدفعنا للسؤال ماهو مستوى التصدي للمهمات القادمة، وأعتقد أنكم تشاطروننا الرأي أنكم لاتستدعون فقط للمشاركة بسيدني بل تمضون إلى أبعد من هذا فماذا تقول؟
إن هذا النجاح سيكون دافعاً، ولدينا في الاتحاد خطة موضوعة للخمس سنوات القادمة، وشخصياً اعتبر أولمبياد 2004 هو المحك ولكنني أطمح وأؤكد إلى أن مستوى النجاح في هذه المشاركة هو رسالة قوية لرجال الأعمال لإبداء الدعم اللازم للفريق ولكي نكون بمستوى التحديات القادمة.
وإذن فهناك فعلاً تحديات ليس أقلها أولمبياد سيدني 2000 وأولمبياد أثينا 2002و 2004 هاهو الفريق السعودي يقدم اسهاماته الراقية وما يحتاجه هو الدعم وليس سوى الدعم.
سمو الأمير د, تركي
إلى جانب سمو الأمير فيصل بن عبدالله رئيس الاتحاد، حضر سمو الأمير د, تركي بن محمد آل سعود وكيل وزارة الخارجية للشؤون الخارجية داعماً ومؤازراً لهذا الفريق وتفضل مشكوراً بالحديث عن هذه المشاركة ومستواها الفني وعن آفاق تطور مسألة دعم الفريق من قبل المستثمرين، وقد تحدث عن مشاركة المملكة العربية السعودية في هذه البطولة قائلاً:
إن مشاركة المملكة إلى جانب دول مهمة في مجال الفروسية هو مفخرة لنا جميعاً، وحتى اليوم تمكن الفريق السعودي من إحراز نتائج جيدة، وهي مفخرة للعرب جميعاً، لأنها رياضة لها تاريخها لدى جميع العرب.
* من خلال مشاهدتكم لمستوى أداء الفريق السعودي ومنافسته لفرق عالمية ألا يدفعكم هذا للتفكير بمنهجية جديدة تأخذ بنظر الاعتبار العمل على المدى البعيد؟
شكراً على هذا السؤال، لأن التفكير لايقتصر الآن على المشاركة بسيدني رغم أنها لقاء كبير، ولكنها ستدفعنا إلى التفكير بمستقبل مشاركاتنا بطريقة أفضل والأخوة في الاتحاد لديهم الخطط اللازمة لذلك.
* يرى البعض ان رياضة الفروسية رياضة ترفيهية وتقتصر على النخبة فهل لديكم خططاً لتحويلها إلى رياضة شعبية أسوة بكرة القدم؟
الحقيقة ان الحصان والفارس هو جزء أساسي من تراثنا كعرب ومسلمين، صحيح أن الأوروبيين طوروا هذه الرياضة وأصبحت تدر عليهم دخلاً من خلال مختلف أنواع الفروسية.
وانتقلت إلى مرحلة Buniness والخيول الآن يستفيد منها رجال أعمال ومصالح تجارية ومختلفة ورجال دعاية وهناك توجّه قدر أكبر من الفرسان لرياضة القفز أو السباق.
وإن يجري توسيع قاعدة الخيول، ونجد الآن الكثير ممن يهتم باقتناء الخيول، وان هذه الرياضة بدأت تتجه أفقياً وعمودياً وتحظى بدعم المسؤولين وعلى رأسهم سيدي سمو ولي العهد الأمير عبدالله وأعتقد ان نادي الفروسية جدير بتقديم التسهيلات المناسبة.
* في مايخص دعم رجال الأعمال ماذا تقولون؟
أجاب ملاطفاً: بعضهم يسمعك الآن وكان هناك رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي، والرئيس التنفيذي للشركة الدولية لهندسة النظم, وهناك توجه لدعوة رجال الأعمال من سعوديين وغيرهم وهم لديهم مصالح في المملكة وخارجها وبعض تلك الشركات لديها ميزانية للدعاية، وفضلاً عن دعم رياضة عربية تراثية أعتقد أنها الخطوة القادمة سواء لاتحاد الفروسية لتحريك هذا الموضوع.
* شكراً سمو الأمير.
|
|
|
|
|
