| عزيزتـي الجزيرة
** سؤال يرتسم على جسد الصدى,, هل يحق لنا لقلوبنا أن تصهل في واد لانملكه؟ وهل يحق لحوافرها أن تتسور أسوار أودية مزهرة وتقتلعها لتزرعها رغماً عن رصيفها في صحراء بعيدة قد تكون مقفرة؟ وهي لاتملك حس الإيذاء لقاطعها فنظن أنها ضعيفة، مما يجعل عملية انتشاق الرحيق أمراً مشاعاً هكذا نظن,.
** حينما يمتطي البأس صهوة جواده ويسير عبر نهر الوهم، ملغياً بذلك أشعة الشمس ويغلق عينيه ليوهم ذلك القلب الذي يخفق دون ضابط لانفعالاته بأنه يملك مشعلاً سينير له دربه الذي سيسلكه لعله أن يبني ماتهدم من حصونه التي تهدمت في أيامه الخوالي متأسفا ربما على ذلك الطريق الذي سلكه بأنه لم يملأ ما سكن في نفسه من الفراغ، وها هو اليوم يتشبث بزهرة في واد لا يحق له أن يحوم حوله، فكيف بالدخول إليه، ولا يغرنك الدخول بمجرد أنك وجدت الحارس قد غلبه النعاس من الترحال فأغمض جفنيه، لعله أن يجد في إغماءته حلما عابرا يريح نفسه المتعبة هو الآخر.
** حينما يهوي المتعب إلى وادي الأربعين من العمر فإنه يبحث عن ساحل آمن يلجأ إليه ليمد رجليه على ترابه تاركاً أطراف الأمواج الضعيفة التي تصل متعبة إلى الساحل الضحل تبلل قدميه فيحس ببرودة الماء فيتوهم أنه قد ارتمى في حضن الراحة والطمأنينة، متناسياً ملوحة الماء الذي سيبقي كل طعم بعد ذلك مراً كالعلقم، ولكن أنت لا تحس بذلك لأن سياط الترحال والبحث عن شيء ما مفقود أنستك ذلك الطعم المالح.
** ياعزيزتي: كلنا يبحث عن الأمل، وكلنا يتمنى أن يرتمي في أحضانه، فكل ما ترى عيناك من البشر على سطح هذه الكرة يبحثون عن الأمل، ولكن لكل قصيدته التي يرددها ويترنم بها إذا ارتمى على رصيف السكون وحيداً لذلك نعد نصل السهم إلى الانطلاق مرة أخرى لنطلق السؤال الأهم أين نجد الأمل الذي هو غاية كل حي مع تباين الناس في تفسيره فالأمل فيه السكون والطمأنينة ومن يملك ياترى هذا الأمل والطمأنينة؟؟ فنحن قد نخادع انفسنا إن ظننا اننا سنجد الأمل في واد لا نملكه.
أو نجده يباع لدى متوهم بضاعته الوهم، أو الركض في دروب نحسبها مزهرة، بينما ركضنا سيعود وبالاً علينا لأننا نساهم في تمزق ستائر الفضيله، ونجعل الضوء الذي ينبعث من خلفها يضيء الدروب لكل داخل فيحيل الزهرات إلى أفراخ من القطا تطير وليس لها هوية أو راع يرعاها فتنقض عليها الصقور التي تتربص بها لتحيلها إلى بقايا من طيور بعدما تفترس فيها حصون الطهر والنقاء.
** قد تدعي أن الامل مفقود وهذا هو الذي جرأك على الصهيل بهذه الكيفية,, التفت يميناً وشمالاً، تجد مآذن الأمل تبثه ملكاً مشاعاً لمن يرغبه دون فاتورة تسددها، فقط انغمس في نسيمه واسبح في بحيرته، واشرب من قطراته تجد ما تبحث عنه,.
هل لك أن تجرب,, كما جربت وتجرب
هل لك أن تشرب من معينه,, كما شربت من ينابيع أخرى لتعرف هل يحق لخيلك الصهيل في,,.
عبدالله العيادة بريدة
|
|
|
|
|