أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th July,2000العدد:10168الطبعةالاولـيالأثنين 29 ,ربيع الثاني 1421

متابعة

حول تصريحات كلينتون بشأن القدس
*تعليق سياسي بقلم : السفير/ احمد ماهر السيد *
ليس معروفا من الذي نصح الرئيس الامريكي بيل كلينتون باتخاذ الموقف الذي اتخذه في حديثه الى التلفزيون الاسرائيلي الذي كاد ينسف المظهر الذي حرص عليه الرئيس الامريكي نفسه طوال السنوات الاخيرة,, وهو مظهر التوازن والرغبة في تخفيف الانحياز الامريكي لاسرائيل واتباع سياسة تتوخى العدل، حتى اذا كان من منطلق الحرص على مصالح اسرائيل، فلقد كان يبدو ان كلينتون مقتنع بأن المصالح الحقيقية لاسرائيل في الامن لا تتحقق الا في اطار سلام شامل وعادل يضمن لكل ذي حق حقه ويتيح للشعب الفلسطيني في اطار الشرعية الدولية ان يعيش سيدا في وطنه ينعم بالاستقلال والامن والسلام والرفاهية.
ولذلك جاءت تصريحات الرئيس كلينتون بمثابة ضربة ليست فقط لكل من كانوا يؤملون فيه خيرا بل لكل الجهود التي بذلها هو شخصيا في السنوات الماضية,, فقد اختار الرئيس كلينتون التلفزيون الاسرائيلي لكي يلقي بقنبلتين يمكن ان تنسف كل منهما عملية السلام وتعيد المنطقة الى اجواء التوتر والعنف,, فقد ذكر اولا انه يفكر في نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس، والغريب ان كلينتون كان يقاوم الضغط الاسرائيلي بهذا الشأن الذي كان الكونجرس يسانده مؤكدا بأن اتخاذ تلك الخطوة من شأنه ان يدمر عملية السلام.
وهنا يثور السؤال حول ما اذا كانت واشنطن قررت بالفعل التخلي عن مساعي السلام واظهار وجهها الموالي من دون تحفظ لاسرائيل عقاباً للفلسطينيين لانهم رفضوا في كامب ديفيد التخلي عن تمسكهم بحقوقهم وحقوق العرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي اكدتها قرارات الامم المتحدة التي كانت الولايات المتحدة ذاتها تتمسك بها كمرجعية لمفاوضات السلام.
ويتساءل المراقبون عن التناقض بين تحذير الرئيس كلينتون الاطراف من اتخاذ اجراءات من جانب واحد تؤثر سلبا على عملية السلام وبين تهديده باللحاق بكوستاريكا وسلفادور في نقل السفارة الى القدس.
وقد اقترن ذلك التصريح الخطير من الرئيس الامريكي بتهديد الفلسطينيين بإعادة النظرفي العلاقة بهم ووقف المساعدات لهم اذا اعلنوا قيام الدولة الفلسطينية في سبتمبر عند انتهاء الفترة المتفق عليها للانتهاء من المرحلة الانتقالية التي عرقلت اسرائيل تنفيذ استحقاقاتها وبذلك فإن الولايات المتحدة تبدو كمن يؤيد المناورات الاسرائيلية.
ويتساءل المراقبون وقارؤو التاريخ عما اذا كانت الولايات المتحدة قد انتظرت لاعلان استقلالها موافقة بريطانيا الدولة المستعمرة.
فقد احتار من كانوا يحسنون الظن بالولايات المتحدة ويتصورون ان حبها للسلام والعدل اقوى من انحيازها وخضوعها لاسرائيل في تفسير هذا الموقف الجديد.
1 يقول البعض ان الهدف هو الضغط على الفلسطينيين او عقابهم لانهم رفضوا التنازل عن الشرعية الدولية التي لا تعترف بضم اسرائيل للقدس العربية.
2 ويقول البعض ان الرئيس الامريكي استجاب لطلب باراك ان يحصل على مساندته في مواجهة المعارضة التي يواجهها من اليمين واليسار بسبب مواقفه المتذبذبة التي تودي بمسار السلام الى متاهات يصعب الخروج منها ويشبه ذلك الموقف الذي اتخذته واشنطن في بداية عهد نتنياهو الذي لم تكن ترغب في نجاحه ولكنه عندما نجح اخذت تطالب الجميع بمساندته واعطائه فرصته /لعل وعسى/ الى ان استطاع ان يعرقل عملية السلام ويصل بها الى حافة الهاوية.
ويقول البعض الآخر انه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الولايات المتحدة فان الرئيس كلينتون اراد ان يساعد كلا من نائب الرئيس جور والسيدة هيلاري كلينتون في الحصول على الاصوات اليهودية المؤثرة خاصة بعد ان نسب البعض الى زوجته هيلاري ملاحظات قالتها منذ اكثر من عشر سنوات من ذلك النوع الذي اعتاد اليهود على تصويره على انه عداء للسامية.
ومهما يكن فان الحريصين على المضي في طريق السلام تحقيقا للامن والرخاء لشعوب المنطقة يتطلعون الى ان يعدل الرئيس كلينتون الذي كان يحظى بثقة الطرفين عن مواقف بالغة الخطورة من شأنها ان تبعده عن جائزة نوبل وتسيء الى سمعة الولايات المتحدة التي كانت بدأت تتحسن واهم من ذلك ان تدخل بالمنطقة الى مرحلة من التوتر الذي قد يؤدي الى العنف بتشجيع القوى التي تعارض السلام من الجانبين.
وختاما فان السؤال الهام الموجه للرئيس الامريكي هو اذا كان قد امتنع حتى الان عن نقل السفارة الى القدس كما كان يرغب لولا خشيته من تقويض قدرة بلاده على الاضطلاع بدور في التوصل الى سلام عادل فهل تعني تصريحاته الاخيرة انه قرر التخلي عن هذا الدور الذي كان محل قبول بل وترحيب,,,؟!!
* سفير مصري

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved