أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th July,2000العدد:10168الطبعةالاولـيالأثنين 29 ,ربيع الثاني 1421

متابعة

ماذا بعد قمة كامب ديفيد,,,؟ دبلوماسيون ومثقفون لـ اللجزيرة
إعادة ترتيب البيت العربي,, ودعم الموقف الفلسطيني
مخاوف فلسطينية من التوسع الاستيطاني وتهويد القدس
القيادة الفلسطينية تواجه ضغوطاً وتهديداً للتخلي عن إعلان الدولة
* القاهرة مكتب الجزيرة ريم الحسيني ومحيي الدين سعيد
بعد أن انتهت قمة كامب ديفيد الثانية بالفشل واعترفت جميع أطرافه بهذا الفشل بين اتهامات هنا وهناك بالمسؤولية عن هذا الفشل، اصبح السؤال الذي يشغل الساحتين السياسية والثقافية هو ماذا بعد كامب ديفيد على مختلف المستويات وما هو المطلوب في المرحلة القادمة على الساحتين الفلسطينية والعربية,,؟ طرحنا التساؤل على عدد من الدبلوماسيين والمثقفين وتباينت آراؤهم حول تقييم الموقف بين متفائل ومتشائم.
محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية يقول: ان الموقف الفلسطيني متماسك تماما وقد ذهب محصنا الى قمة كامب ديفيد، حيث كان المجلس المركزي قد اجتمع واتخذ قرارات تنسجم تماما مع قرارات القمم العربية للحفاظ على مسيرة السلام وحماية الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة.
ويوضح صبيح ان الوفد الفلسطيني في كامب ديفيد كان يضم كل اشكال الطيف السياسي الفلسطيني وقد أجرت القيادة الفلسطينية مفاوضات مع الدول العربية كما قام الرئيس ياسر عرفات بالاتصال برئاسة المجموعة الأوروبية، وبهذا التحصين ذهب عرفات الى كامب ديفيد التي جاءت بناء على طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي وضع جملة بغيضة من الاستفزازات والتكتيكات ظناً منه انه سوف يفترس الموقف الفلسطيني ولكنه اصطدم بالحقيقة المرة وهي ان الموقف الفلسطيني والعربي ثابت نحو القدس ولن يتغير وان الذي يجب ان يتغير هو الموقف الاسرائيلي تجاه القدس والتي صور لابنائه بالزيف والخداع انها مدينة يهودية.
وأضاف صبيح: ان الموقف الفلسطيني كان ومازال بعد قمة كامب ديفيد متماسكا ومنسجما مع الموقف العربي وكان هناك دعم كبير للموقف الفلسطيني والذي يستند إلى الشرعية الدولية في حين يقوم الموقف الاسرائيلي على سلام الرومان الذي يعني سلام القوة والمدفع والدبابة.
عرفات يطلع القادة العرب على تفاصيل كامب ديفيد
ويوضح صبيح ان الفترة المقبلة سوف تشهد جولة موسعة للرئيس ياسر عرفات تشمل معظم العواصم العربية لاطلاع قادتها على كافة التفاصيل في كامب ديفيد وما بعدها، كما ان هناك اجتماعات في مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في اول سبتمبر القادم لعرض الامر بالكامل على الدول العربية من اجل استمرار الاستراتيجية العربية الحالية تجاه الموقف الفلسطيني.
ويقول صبيح: ان على كل الدول العربية ألا تتردد في دعم القدس ومواطنيها الفلسطينيين الصامدين في مواجهة ضغوط الاحتلال الاسرائيلي.
ويشير إلى ان هناك اجتماعات اخرى مع الجانب الاسرائيلي سوف تعقد وسوف تكون هناك ضغوط على الجانب الفلسطيني الذي صمد لكل التهديدات والضغوط ولذلك فلابد من تحصين الموقف الفلسطيني من خلال الدعم المادي والسياسي والدبلوماسي.
ويشدد صبيح على ان الفلسطينيين ينتظرون من جميع الدول العربية حكومات وشعوبا ومؤسسات ان تعلن رأيها في قضية القدس حتى تعلم اسرائيل ان هناك خطوطا حمراء لا يجب ان تتجاوزها.
موقف المملكة من القضية الفلسطينية والقدس متميز
ويعود صبيح ليؤكد انه رغم احترامه للموقف العربي إلا انه يرى ان هناك اتكالية في موضوع القدس محذرا من استمرار مثل هذا النهج وأشاد في هذا الصدد بموقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية وقضية القدس المتمثل في التأييد والدعم والمساندة في شتى المحافل الدولية.
ويحذر صبيح من وجود خطورة شديدة في الداخل الفلسطيني في ظل ما تقوم به اسرائيل من تصريحات حربية ومن تسليح للمستوطنين واستمرار التوسع الاستيطاني وتهويد القدس بما يهدد بتفجير العنف في المنطقة.
أيتام على مائدة اللئام
الكاتب الفلسطيني عبدالقادر ياسين يقول: لقد فشلت قمة كامب ديفيد الثانية ونجح عرفات في الصمود امام كل الضغوط المعادية ولكن هذا الفشل والنجاح لهما ما بعدهما إذ لا يمكن لأعدائنا والكلام لياسين ان يسكتوا على هذا الفشل وذاك النجاح.
ويرى ياسين انه حتى يتكرس نجاح عرفات ويمتد فإن على الرئيس عرفات ان يضع حدا لتغول اجهزة الامن في مناطق الحكم الذاتي ويفرج عن المعتقلين السياسيين ويضع حدا للاستبداد مفسحا المجال امام وحدة وطنية حقيقية توفر صموداً شعبياً يراكم صدق هذا النجاح وإلا فإنه حتى هذا النجاح يكون مهدداً بالزوال.
ويؤكد ياسين ان المفترض في المرحلة المقبلة ان يتوافر موقف عربي واسلامي موحد لدعم الموقف الفلسطيني الذي اتخذ في قمة كامب ديفيد فبدون هذا الدعم سيصبح الفلسطينيون كالايتام على مأئدة اللئام.
انهيار كامب ديفيد مؤقت للتشاور واستحداث مواقف بديلة
المفكر الفلسطيني حمد حجاوي له رأي مختلف، فرغم انه يرى نوعا من التفاؤل في الواقع العربي على اساس ان قمة كامب ديفيد فشلت إلا انه يقول انني لا أعرف ما هو معيار الفشل والنجاح الذين يقيسون على اساسه نتائج مثل هذه القمة، فهذه القمة جاءت بعد تنازلات عربية بدأت منذ كامب ديفيد الاولى.
ويضيف ان كامب ديفيد الثانية جاءت نتيجة لتداعيات كامب ديفيد الاولى من خلال مدريد وما تلاها من اتفاقيات لتكون ضمن تصاعد في التنازلات العربية وخاصة على المسار الفلسطيني.
ويقول حجاوي انني لم اتوقع من البداية ان تصل هذه المحادثات إلى اتفاق معلن وهي ربماتكون هناك اتفاقيات سرية تم التوقيع عليها في سياق التنازلات التي تمت منذ مدريد ويرى حجاوي ان الفترة القادمة لن تحمل جديدا أو تمايزا مع المرحلة السابقة لانه لا توجد بدائل امام الجانب العربي وخاصة النهج الفلسطيني لتغيير الواقع القائم والذي ارتضوه منذ البداية.
أما البديل الحقيقي في رأي حمد حجاوي فهو المواجهة الحقيقية والخيار المسلح فلسطينيا مدعوما عربيا وخاصة من الدول المحيطة بفلسطين التاريخية.
ويعتبر حجاوي ان ما سمي بانهيار كامب ديفيد ليس سوى توقف فقط في المحادثات من اجل التشاور وهو ما يعني استحداث مواقف بديلة والبحث عن طرق اخراج لهذه المواقف للتعامل بها مع ذهنية الجماهير.
ويشير حجاوي إلى ان المسار التفاوضي الفلسطيني وضعه الطبيعي هو الوصول إلى مرحلة التسليم لانه قام في الاساس على التبعية والخضوع لارادة الآخر خاصة بعد ان ذهب العرب فرادى إلى مدريد.
ويحذر حجاوي من تجزئة القضية الفلسطينية ومن ذلك اعتبار القدس ملفا مثل باقي الملفات رغم انها كانت في الصراعات التاريخية السابقة عنوانا للهزيمة او النصر لمن تكون في يده.
ويشير إلى ان هذه التجزئة تنتهي من تحويل الصراع في المنطقة من صراع وجود إلى صراع حدود ومجرد قضايا متنازع عليها ويطالب حجاوي باعادة الشعب الفلسطيني الى القيام بدوره كرأس حربة في مواجهة العدو الصهيوني مشيرا في نفس الوقت إلى ان الشعب الفلسطيني يحتاج إلى مرحلة من التأهيل لاعادته إلى روح الانتفاضة في بدايتها منذ عام 89 ذلك ان هذا الشعب اصبح الآن في محاصرا ليس فقط في حدوده العربية والصهيونية المجاورة له ولكن ايضا من خلال السلطة التي تحكمه.
الموقف الفلسطيني في حاجة لدعم عربي
الباحث الفلسطيني الدكتور محمد خالد الأزعر يقول انه إذا كان ما حققه الجانب الفلسطيني في كامب ديفيد يعتبر ايجابيا فإن الحد الادنى هو الحفاظ على هذه الايجابية ومحاولة تدعيمها بموقف عربي للجانب الفلسطيني والذي يواجه ضغوطا شديدة للانتقام من موقفه الصلب من كامب ديفيد واول هذه الضغوط والتهديدات بدأت قبل مرور 48 ساعة على انتهاء المحادثات بتهديد من الكونجرس بمنع المنح إذا أعلنت الدولة الفلسطينية من جانب واحد ويؤكد الأزعر ان عدم التعجيل بإبراز موقف عربي جماعي يمكن ان يؤدي إلى انتكاسة وساعتها سيصرخ الجانب الفلسطيني: يا وحدنا، يا وحدنا.
ويقول انه كان من المفترض عقد قمة عربية سابقة لكامب ديفيد إلا انه لا بأس من الحاق هذه المحادثات بموقف عربي موحد واستغلال هذه المناسبة لعقد قمة عربية ذلك انه يجب ان تتضح صورة الدعم العربي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي خاصة وان الصهيونية العالمية لن تترك الموقف الفلسطيني الأخير يمر دون عقاب اقتصادي ويطالب الأزعر بضغط عربي اعلاميا ودبلوماسيا وسياسيا والتهديد بامكانية اعادة الملف للأمم المتحدة بعد ان اتضح ان الوسيط الامريكي يهزل ويعجز عن انجاح المحادثات ويرى ان ما حدث في كامب ديفيد فرصة لاعادة التفكير في الداخل الفلسطيني لان موقف السلطة وحده لن يكفي ومن الخير للقضية الفلسطينية ان يعتمد المفاوض الفلسطيني على قاعدة عريضة من الاتجاهات السياسية الموحدة.
ويرى الأزعر ان أحدا لن يغامر بالدعوة لمفاوضات جديدة في هذه المرحلة لان الادارة الامريكية لديها مشاغلها الداخلية كما ان الجانب الاوروبي اضعف من التصدي لمثل هذا الموقف.
ولا يستبعد الأزعر وقوع اعمال عنف في الاراضي المحتلة خاصة وان الطرف الاسرائيلي اصبح مستفزا بعد الاداء الفلسطيني الأخير، اما الطرف الفلسطيني فهو يدير المعركة حاليا بشكل حاذق فهو لا يعد بعنف ولكنه يستعد لكل الاحتمالات.
إعادة ترتيب البيت العربي لمواجهة التحديات
أما الدبلوماسي المصري السابق محمد وفاء حجازي فيرى ان الهدف من كامب ديفيد كان محاولة حصار السلطة الفلسطينية ودفعها في اتجاه تقديم تنازلات جوهرية.
ويرى حجازي انه كان مستحيلا تقديم تنازلات والوصول لحلول وسط لان هذه قضايا مصيرية، مشيرا إلى ان التنازلات حصلت من قبل في قضايا هامشية في مدريد واوسلو وواي ريفر وشرم الشيخ.
ويرى ان السلطة الفلسطينية إذا تمسكت بكامل حقوقها في المرحلة القادمة فإنها لن توقع اتفاقا مع اسرائيل لأن الاخيرة لا تريد سوى عقد صفقة يدفع ثمنها الجانب الفلسطيني ويؤكد حجازي أن المطلوب الآن هو عقد لقاء قمة عربي يتناول موضوعا واحدا هو ما جرى في كامب ديفيد ويطالب عرفات بكشف كل ما جرى في هذه المحادثات حتى لا يكون قد حدث اتفاق غير معلن على بعض القضايا بما يورط الموقف العربي في دعم ولا يعرف ما الذي قام بدعمه.
ويشدد على ضرورة بدء حملة وترتيبات لتحقيق تضامن عربي كامل لمساندة الحق الفلسطيني بغض النظر عمن يدافع عن هذا الحق بحيث لا يكون الدعم لشخص او سلطة وانما مساندة للحق.
ويشير حجازي إلى ان المواقف الامريكية والاسرائيلية لن تتنازل عن التعامل بمنطق الحلول الوسط وطلب التنازلات الصعبة حسب وصف كلينتون من الجانب الفلسطيني.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved