أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th July,2000العدد:10168الطبعةالاولـيالأثنين 29 ,ربيع الثاني 1421

القرية الالكترونية

رياح التغيير
الجهاد التقني 1 - 2
د, عثمان بن إبراهيم السلوم
alsallom @ ksu. edu. sa
يؤلمني كثيرا عندما أسمع خطيبا أو واعظا أو محاضرا ينصح مستمعيه بالابتعاد عن الإنترنت وعدم الاقتراب منها، وان الإنترنت فتنة وإنها وسيلة هدم وأنها وأنها، ومن الملاحظ الغريب هو أن أكثر الذين يُنفرون من الإنترنت إنما هم لا يعرفونها ولم يستخدموها, أي أنهم يحكمون على شيء لا يعرفون شخصيا مسائه ولا حسناته فقط قيل لهم أو سمعوا وما إلى ذلك، وهذا خطير جداً أن يسأل الفرد شخصاً آخر عن حكم شيء معين إذا كان المسؤول لا يعرف هذا الشيء، وأسوق إليكم طرفة قريبة من ذلك حصلت أثناء حضوري لدورة المبتعثين منذ ما يقرب من اثني عشر عاماً تقريباً, فقد أحضروا لنا عالماً جليلاً لا يشك في علمه ولا في فقهه ولكنه في ذلك الوقت لا يعرف ولم يسمع عن بطاقة الائتمان أي شيء, وسأله أحد الإخوة عن حكم التقديم عليها واستعمالها بعد ما شرح هذا الأخ ماهي بطاقة الائتمان فقال تجوز ثم عقب أخ آخر فقال لا تجوز ثم ثالث ورابع وطالت العملية بين تجوز ولا تجوز, كان من الأولى في اعتقادي أن يسأل عالما آخر عارفاً بتفاصيل هذه القضية بالإضافة إلى عمله الشرعي ولا يعتمد على أقوال الآخرين.
ولذلك فأعتقد أنه ليس من الضروري أن نقحم كل عالم من علمائنا الاجلاء في كل المجالات الحديثة ليحكموا فيها، فلا يجب أن يقحم كل عالم شرعي في إشكاليات الفلك ودوران الأجرام السماوية أو في الطب وتعقيدات الجراحة أو في الإنترنت وتقنيات ftp والNet meeting وما شابههما، بل يجب أن يسأل العالم الذي يجمع بين العلم الشرعي من جهة وعنده الخلفية البسيطة والكافية في هذا الموضوع الذي يفتي فيه، وهذا اقتراح أقترحه على أصحاب الشأن في تخصيص كل عالم للفتوى أن يتخصص في مجال محدد، فمثلاً العالم الذي يتخصص في الإفتاء في التقنية وما شابهها يجب أن يكون عنده دورة تعليمية في هذه العلوم، والعالم الذي يفتي في الطب يفضل أن يكون عنده دورة عن الطب وأساسياته وهكذا.
أما تحريم الإنترنت بشكل عام فهو في نظري مزلق خطير يجب التنبه إليه، حيث يجب التثبت وعدم الاستعجال في الحكم وخاصة أنها سيف ذو حدين، ولكن ما هو الحد النافع وما هو الحد الضار فهو ما أحاول الإجابة عليه.
إن مستخدمي الإنترنت ومدمنيها يختلفون اختلافا جذريا عن بعضهم البعض في طبيعة الأعمال التي يعملونها خلف الشاشات ويختلفون كذلك حسب العمر وحسب الجنس وبإختصار ففيها كل من هب ودبّ، فمنهم من كل شغله هو التخاطب والمحادثة أو ما يسمى ب)Chatting( ومنهم من همه تصفح الصفحات ومتابعة الاخبار، و" النقر على زر أو ما يسمى ب)browsing(، ومنهم من همه الاعتناء بصفحته وتعديلها وبنائها وتلميعها وإضفاء اللمسات الفنية عليها أو مايسمى ب)Web publishing(، ومنهم من همه الاشتراك في قوائم البريد والرسائل البريدية والرد على فلان وعلان وغيرهم وهذه تقع في مجال )email email lists(، ومنهم من شغله الشاغل الأمن والتخريب والدخول والخروج من المنافذ أو ما يسمى ب)Hacking(، ومنهم من يستخدم الإنترنت في أشكال أخرى كالاتصال بدلاً من الهاتف أو فك البرامج )Cracking(، أو غيرها كثير، هذا من ناحية طبيعة التطبيقات التي يعملها الأشخاص خلف الشاشات.
فمن ناحية المحادثة والمخاطبة فتتميز بالآتي: المواضيع التي يتم التطرق إليها في الغالب هي أمور محظورة من الناحية الشرعية, فهي لا تخلو من السب والشتم وإحياء العرقية والقبيلة والنميمة والغيبة والأمور القبيحة وغير الأخلاقية التي تتنافى مع التزامنا بالدين الحنيف.
حيث لا تخلو من قتل الوقت وإضاعة الساعات الطوال أمام الكمبيوتر بدون فائدة، ولذلك فيمكن القول إنها تقع أكثر في الجانب المحظور من الإنترنت.
كذلك تصفح الإنترنت )browsing( فللحكم عليه يجب الاعتماد على بعض المؤشرات ومن أهمها طبيعة المواقع التي يذهب إليها الشخص (مواقع إسلامية أو إخبارية أو علمية أو إباحية أو تسوق أو غيرها), و كل فرد يعرف نفسه إلى أين يذهب, كذلك الغرض من زيارة هذه المواقع هل هو فقط لغرض معين ثم بعد الحصول على هذا الغرض سيرجع المستخدم ويخرج من الإنترنت أم أنه يتسكع بدون هدف محدد ومحدود بوقت معين!
فلذلك فيمكن القول انه كلما كانت مدة تضييع الوقت كان الجانب المحظور أكبر وكلما كانت المواقع محظورة كلما كان المحظور أكبر والعكس صحيح.
وبعد ذكر بعض من هذه الجوانب السلبية الانترنت فإنه ولضيق المساحة سيتم ذكر الجوانب الأخرى من الإنترنت التي يعتبر تعلمها أمر أساسياً يجب حث الشباب عليه وأمرهم به في المقالة القادمة إن شاء الله.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved