|
| المجتمـع
* تحقيق : عبيد العتيبي
ليلة الزواج أو ليلة الدخلة هي من أجمل واسعد ليالي العمر كما يراها معظم الشباب خاصة الذين كتب الله لهم حياة زوجية سعيدة ووفق بينهما الرب بالالفة والقبول.
ورغم ان ليلة الدخلة تعد من احلى الليالي الا ان الشباب والشابات بالاخص يحملون لها هم المواجهة وقلق اللقاء لانهم مقبلون على حياة جديدة لا يعلمون معظم اسرارها وكيفية التعايش معها.
عن ليلة الدخلة وتجاوزها كانت هذه الاراء.
الفتاة أكثر هماً
في البداية رأيت ان نلتقي ببعض الشباب سواء من عاشوا التجربة في تلك الليلة او ممن هم في اشد الشوق لحلول موعدها حيث اوضح الشاب عبدالله القرين الذي لم يتجاوز العام الأول بعد الزواج ان هناك ارتباطا وثيقا بين العريس والعروسة وقال: وبمعنى آخر لنبدأ بالشاب فلعل الدخول في حياة جديدة وتردد بعض التساؤلات في ذهنه,, هل ستكون ناجحة أم لا؟,, وماهي الفكرة العالقة في مخيلته عن تلك الليلة، واما الفتاة فتشترك معه في نفس الهموم وان كان همها اكبر واعظم من الرجل بحكم طبعها وتكوينها.
أجمل ليالي العمر
بينما يرى فايز المحياني انها مع ما فيها من الارتباك والقلق الا انها تعتبر من اجمل ليالي العمر وقال: اعتقد ان حالة الارتباك التي تحصل في تلك الليلة تختلف من شاب لآخر ومن فتاة لأخرى بمعنى ان الزوج اذا كان جريئاً وذا شخصية قوية لا تعني له ليلة الدخلة شيئاً بل سيكون في انتظارها بفارغ الصبر ليكتشف اسرارها,,!! وبالتالي كيف سيتعامل معها ولكن قد نسمي ما يحصل معه ردود فعل او شرود ذهن ولكن لا تصل الى درجة الارتباك عند دخوله على العروس ويحصل العكس مع غير الجريء منذ بداية الحفل الى نهايته وهو (يتصبصب) من العرق، واما بالنسبة لمشاهدة القنوات الفضائية وما مدى تأثيرها على نفسية الزوجين ليلة الدخلة فلا يوجد لديّ ولله الحمد دش، لذا فلا استطيع الحكم او ان اطرح رأيا دون تجربة.
حلقة مفقودة
اما الشاب سعد بن سعيد العتيبي الذي ما يزال يعيش الاشهر الاولى بعد الزواج فيقول: في الحقيقة لا نستطيع تحديد سبب يفسر لنا حالة القلق والارتباك في ليلة الدخلة فالبعض يرى ان حضور الاهل والاقارب لمشاركه الفرحة التي سينتقل بعدها الى حياة جديدة هي السبب والبعض الآخر يقول: ربما لجهله الكامل بما سيحدث في تلك الليلة وكيف سيتعامل معها,, خاصة انه لم يسأل المقربين منه من الاصدقاء، اذاً هي كالحلقة المفقودة التي تربطه بحياة جديدة.
الخجل والارتباك
كما كان لبعض المقبلين على الزواج من الشباب رأي في ذلك وقد اتضح استعدادهم التام لتلك الليلة بل وهم ينتظرونها بفارغ الصبر كما قالوا ولا نعلم هل سيبقون كذلك ام الحال سيتغير!! حيث التقت الجزيرة الشاب عبدالهادي بن عوض القحطاني الذي اعتبر ليلة الدخلة من افضل الليالي في الحياة ومن الواجب على المقبلين على الزواج طلب الايضاح في بعض الامور الاساسية التي سوف تقوم عليها حياتهم جميعاً وقال: والحياء شعور لا يخلو منه الرجل في تلك الليلة ولكن بوجود الزوجة المتفهمة فسوف تكون تلك الليلة طبيعية لكسر الحاجز الذي بينهما ولعل ذلك يكون من خلال الآتي: قراءة الاذكار وصلاة ركعتين لهما جميعاً وقبل ذلك التعرف على بعض الامور في تلك الليلة من الاهل بما سيحدث فيها وان هذا الشيء حاصل لا محالة بين الزوجين,,!! واردف القحطاني قائلاً: ولعل هناك من الاسباب التي تبعث الخجل والارتباك خاصة عند الفتاة ولتخطي ذلك لابد من معرفة الزوج بنفسية الزوجة والطريقة التي سيتعامل معها بها.
سؤال أهل الخبرة
كما يوافقه في ذلك الشاب عوض بن همله والذي اضاف: واذا كانت الزوجة لا تعرف شيئاً عن تلك الليلة فمن الواجب اخبارها بما سيحدث والبعض قد يظن ان مشاهدة القنوات الفضائية ستساهم في تخفيف ما سيواجهه الزوجان في تلك الليلة فأقول: ليست كافية لكشف اسرارها وانما الحل سؤال المجربين وقراءة السيرة النبوية فسيجد الزوجان فيها ما يكفي لاجتيازها بنجاح بل وتحقيق الفرحة والسرور.
الزوج المتفهم
كما تعرفت الجزيرة على اراء بعض المتزوجات حيث ترى ام فهد (ربة منزل) ان هذا الامر شيء طبيعي والواجب على الاهل توضيح معالم تلك الليلة وقالت: ويجب اعطاء الفتاة بعض النصائح والتأكيد على مسألة الاوراد الشرعية، ولا اخفيكم انني شعرت بالخوف ولكن لقد كان لوجود الزوج المتفهم دور في طمأنتي حيث طلب مني صلاة ركعتين، كما ان الشغل الشاغل للفتاة هو خوفها من الطريقة التي سيتعامل بها معها زوجها وما هي ردة الفعل التي ستحصل منها.
تجربة جديدة
وتؤكد الشابة (ن, ع) التي ستخوض هذه التجربة بعد ايام أن من اسباب القلق في ليلة الدخلة هو انتقال الفتاة من المسؤولية الخاصة الى العامة وتقول: وكما سمعت من بعض الصديقات ان الفتاة يكون فيها من الحياء ما الله به عليم: وقد قرأت في احد كتب علم النفس: ان خوف الفتاة في تلك الليلة يسبب لها الكثير من الامور النفسية المزعجة.
القلق وليلة الفرح
كما أشار الأستاذ سليمان القحطاني اخصائي العلاج النفسي بعيادات ميدي كير بالرياض إلى أنه توجد علاقة بين القلق النفسي وليلة الفرح لأنها تنطوي على الخوف من الفشل وحدوث اضطرابات جنسية تعيق استمرارية العلاقة الزوجية حيث قال: ذلك أن القلق النفسي باعثاً على الاضطراب الجنسي ومولداً له,, فالزوج القلق بطريقة غير طبيعية في ليلة فرحه يجد نفسه محاطاً بكم من الأفكار السلبية والخاطئة التي تؤدي إلى مظاهر نفسجسدية مثل تلك الأعراض تختفي لكنها تعود للظهور وتكون أكثر حدة إذا اقتربت ليلة الفرح ولحظة وجوده مع زوجته حيث تعود له مجموعة من الأعراض النفسجسمية فتعيقه وفي حالات تمنعه من ممارسة العملية الجنسية,, وفي حالة وصول الزوج لهذه الحالة فان قلقه يأخذ شكلاً آخر يأتي كردة فعل على الإحباطات الجنسية التي حدثت في أول أيام زواجه (فشل فض البكارة الضعف الجنسي القذف السريع) وكلما تكرر الإحباط الجنسي كلما ترتب عليه مظاهر جديدة من القلق والاضطراب النفسجسمي الناتجة عن الألم المعنوي وخفقان القلب والتعرق والصداع وارتجاف اليدين كل هذه المظاهر تؤثر على القدرة الجنسية للزوج بحيث يلف في حلقه مفرغة فيغذي فيها الاضطراب الجنسي مظاهر القلق وهذا بدوره يزيد الاضطراب ويترك مصاعب جديدة في مواجهة أي من كلاهما القلق والاضطراب الجنسي.
ويواصل القحطاني حديثه مؤكداً أن الشعور بالتوتر والقلق الذي ينتاب الزوجين في أول ليلة من زواجهما شيء طبيعي يحدث للجميع لكن الاشكالية إذا تجاوز القلق حده الطبيعي مستوى يعيق استمرارية العلاقة أو الممارسة الجنسية وقال: هذا مايخافه ويخشاه الرجل لأنه موقف وحدث مجهول وغامض بالنسبة له إذا كان بدون تجربه وغير ممارس لها من قبل ولم يحصل على قدر من الثقافة الجنسية وكذلك الزوجة تكون إضافة إلى ذلك أسيرة مخاوف وهواجس سمعت عنها من قبل وهي الآن في التجربة وما تخشاه فشلها كزوجة.
إن مبعث القلق لتلك الليلة هي المفاهيم الخاطئة والأوهام غير الموضوعية والخوف المبالغ فيه عن العملية الجنسية وكثير من حالات الطلاق السريعة التي تحدث في الأسابيع الأولى هي نتيجة لفشل ممارسة العملية الجنسية وحدوث بعض الاضطرابات الجنسية لدى الزوج وفي كثير من الحالات يكون التخبط في طلب الاستشارة والعلاج الذي ينتهي بالطلاق أو البقاء في العلاقة الزوجية بتوتر وقلق.
واختتم القحطاني حديثه قائلاً: الزوج القلق بطريقة غير طبيعية من المتوقع أن يفشل ليلة الفرح ويخفق في إتمام العملية الجنسية وفي لحظات فشله يلجأ إلى اتهام زوجته بأنها السبب لما حدث له فهي لم تساعده لتمنعها وخوفها وعدم تفهمها وهي وسيلة من الزوج لإسقاط مسؤوليته عن فشله على زوجته وفي حالة استمرار الوضع أكثر سوءاً فان الطلاق كما يتصوره الرجل هو الحل لإنها توتره باختلاق أعذار كثيرة قد يعزيها إلى زوجته أو إلى أمور خارجة عن قدرته.
أضف إلى ذلك أن من المفاهيم الخاطئة عند الزوج وعن الليالي الأولى من الزواج كثرة الممارسة الجنسية بطريقة غير طبيعية مبالغ فيها اعتقاداً من الزوج أنه مقياس لرجولته ولمدى تقبل زوجته له رغم أن الرغبة الجنسية هي المقياس الوحيد للممارسة فمتى ماشعر الرجل برغبتة حقيقة وليست لإثبات فحولة الذكر فإن الممارسة ستتم بطريقة طبيعية ومشبعة وإلا فإن الجهاز التناسلي سيتضرر مثله مثل أجهزة الجسم الأخرى لها طاقة محدودة إذا تجاوزها الفرد أصيب بالاجهاد والتعب ثم العجز والفشل.
وكثرة الممارسة الجنسية أشبه بكثرة الأكل والشرب التي ترهق الجهاز الهضمي وتصيبه بالأمراض.
|
|
|
|
|
